الدواء فيه سم قاتل.. «حبيبة» تحتضر بسبب جرعة تطعيم ضد «شلل الأطفال»
الإثنين، 24 أبريل 2017 06:37 م
تطعيم - ارشيفية
فاطمة ياسر
«حبيبة بتموت.. بنتي هي كل حاجة عندي في الدنيا، وبسبب خطأ طبيب أصبحت عاجزة وأصابها شلل الأطفال»، بهذه الكلمات بدأ محمد علي والد الطفل «حبيبة»، ذات الـ 8 أعوام حديثه، لافتًا إلى أنه يعاني بسبب مشاهدته طفلته تموت أمام عينيه- على حد وصفه.
بدأت القصة منذ أقل من عام- حين توجهة الأم بـ«حبيبة»، إلى الوحدة الصحية بقرية «دنشواي» بمحافظة المنوفية، حتى تحصل على التطعيم ضد مرض شلل الأطفال. كانت فتاة الـ 8 أعوام، قد تلقت التطعيم عن عمر 4 أشهر، وعقب تلقي التطعيم، تسبب لها في حالة من الهياج الشديد والقيء، بالإضافة إلى عدم قدرتها حول العين.
ويقول الأب، بعد ظهور تلك الأعراض على ابنتي توجهنا إلى إحدى المستشفيات حتى نطمئن على «حبيبة»، ولكن الطبيب أخبرنا أنه تعاني شلل الأطفال نتيجة جرعة زائدة من عقار التطعيم، لافتًا إلى أنه حصل على تقرير من الطبيب بتلك المعلومات ولجأ إلى الشرطة لتحرير محضر.
لم يكن المحضر الذي حرره محمد علي، نهاية المطاف في أزمة نجلته، فقد حولت الشرطة الطفلة إلى الطب الشرعي، ولكن الوحدة الصحية لقرية «دنشواي»، استطاعت أن تتحايل على الطب الشرعي وتستخرج تقريرًا يفيد بأن الطفلة لم تتعرض للشلل بسب التطعيم- على حد وصف الأب.
وهو ما دفعه إلى تقديم طلب إلى النائب العام حتى يتخذ إجراءات تصعيدية، وبالفعل، حول النائب العام الطفل إلى كبير أطباء الطب الشرعي، والذي أكد تضرر الطفل من تطعيم مرض شلل الأطفال، وأن جرعة زائدة تسبب في شلل الطفلة «حبيبة».. وبعد جولة من الشقاء استغرقت نحو 6 أعوام، تمكن الأب من الحصول على تقرر علاج على نفقة الدولة، وبالتحديد في لندن.
يضيف الأب، قبل السفر كان الطب الشرعي قد حولنا على معهد ناصر، الذي أكد في أحد تقاريره أن «حبيبة»، تعاني: «نوبات صرع، واضراب في السلوك، وخذل رباعي وتأخر عقلي»، وكان هذا هو التقرير الذي تم إرساله إلى مستشفى «بورتلاند للأطفال»، في لندن، والتي وافقت على علاج «حبيبة»، وبعد جولة طويلة من المشقة للحصول على قرار العلاج، بدأت بطلبات عديدة تم تقديمها لوكيل وزارة الصحة، وانتهت أمام القضاء، تم الحكم لصالحي عام 2014 بحكم نهائي غير قابل للطعن بصرف مستحقات علاج «حبيبة»، والتي تم تقديرها بـ 15 ألف جنيه إسترليني، ولكن لم يصرف منهم سوى 12 ألف جنيه إسترليني -على حد وصفه.
ويتابع: «كانت المفاجأة عندما سافرنا إلى لندن لعلاج طفلتي.. فهناك علمنا أن التقرير الطبي المرسل عن (حبيبة) يخالف حالتها المرضية»، مشيرًا إلى أن الطبيب المعالج، تسلم تقرير طبي آخر يخالف الحالة الصحي لطفلة الـ8 أعوام، قائلًا: «وقبل أن ينتهي علاج صغيرتي، كانت الأموال التي صرفتها الصحة لعلاج الطفلة قد انتهت، وقد لجأنا إلى السفارة المصرية في لندن لمساعدتنا على ولكن السفارة تجاهلتنا وأمرت بترحيلنا إلى مصر مرة أخرى، على الرغم من أن الأقامة الخاصة بعلاج الطفلة لم تنتهي، والتي كانت 6 أشهر»- على حد وصفه.
واختتم الأب المكلوم حديثه، مطالبًا الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بالتدخل لنجدة طفلته الصغيرة من الموت، وتوفير العلاج المناسب لها، قائلًا: «اعتبروها بنتكم»- على حد وصفه.
