داعش والقاعدة.. زواج على أنغام صليل الصوارم (سيناريو البقاء)

الخميس، 27 أبريل 2017 06:02 م
داعش والقاعدة.. زواج على أنغام صليل الصوارم (سيناريو البقاء)
داعش - ارشيفية
كتب- محمد الشرقاوي

أعلن مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، خلال كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر الأمن الدولي في موسكو، عن أدلة تشير إلى وجود مفاوضات بين تنظيم داعش الإرهابي، وغيره من التنظيمات الإرهابية، بشأن ما أطلق عليه «اندماج محتمل».

وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، فإن قادة الجماعات الإرهابية الكبرى خاصة «داعش والنصرة» أدركوا أنهم يواجهون خطر الاندثار من المناطق التي يسيطرون عليها، ومن ثم بدأوا في تغيير الاستراتيجيات والتكتيكات للحفاظ على بقاءهم.

الاندماج بين داعش والقاعدة، أثار الكثير من الجدل على مدار الأيام القليلة الماضية، في ظل الضربات التي يتلاقاها التنظيمين في سوريا والعراق بالتحديد ومن قبلها ليبيا، فهناك من المراقبيين من تبنى تأييد الفكرة.

ألكسندر بورتينكوف

 

البداية

الاندماج بين القاعدة وداعش بدا على الساحة، مع ارتفاع حدة الهزائم التي تكبدها كلا التنظيمين في سوريا والعراق وليبيا، وكانت ليبيا بالأخص حيث تداولت مواقع ليبية نشرت عام 2016 وثائق تفيد أن ثمة وثائق سرية كشفت عن تخطيط قادة كبار في تنظيمات داعش و«الجماعة الليبية المقاتلة» التابعة لتنظيم القاعدة، و«الإخوان» في ليبيا، للاندماج في «مجلس شورى موحد».

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، وجود حالة ارتباك بين قادة المتطرفين عقب توقيع اتفاق حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، واتجاه تلك التنظيمات للاندماج لاحتواء خلافات داخلية ظهرت بين عدد من قادتها بسبب عمليات استقطاب، على ما يبدو، من قوى خارجية.

وذكرت الصحيفة على لسان قيادي في «الجماعة المقاتلة» لزملاء له من قيادات طرابلس إن جماعته «فقدت هيبتها بضعف تنظيم القاعدة، وقوة تنظيم داعش»، وأضاف أن «الوضع صار يستلزم الاندماج مع داعش وأن تكون طرابلس لنا للجماعة المقاتلة والإخوان، وسرت لهم لداعش».

غير أن وتيرة الخسائر أرجأت هذا التحالف، فتنظيم داعش في 2016  تلقى ضربات موجعة خسر على إثرها عاصمته الثالثة «سرت» والقاعدة تلقت ضربات موجعة في بنغازي ودرنة على يد قوات المشير خليفه حفتر.

 داعش ليبيا


الاندماج يعود مجددا

الحديث عن الاندماج عاد مرة أخرى، بحسب مواقع عراقية، أفادت أن لديها معلومات تتحدث عن مفاوضات للاندماج بين تنظيمي داعش والقاعدة، بهدف ضرب القوات العراقية والجيش الأميركي في محافظة الأنبار.

وما جاء على لسان مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، أن زعماء تنظيم داعش الإرهابي، وغيرها من الجماعات الإرهابية، أرسلوا مقاتلين إلى اليمن وأفغانستان وإفريقيا، حيث بدأوا بإنشاء نقاط قوة وقواعد لهم.

وطالب «بورتنيكوف»، الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول، التخلي عن الخلافات السياسية في الوقت الحالي، لتحقيق التقارب إلى حد كبير لمكافحة الإرهاب.

 

أيمن الظواهري
 

 

4 عوامل للتقارب

العام الماضي، توقع البروفوسور بروس هوفمان، الباحث في شؤون الإرهاب، اندماج القاعدة وداعش، بحلول 2021، زاعمًا أن هناك أربع عوامل تشكل نقاط تقارب بين التنظيمين، الذي خرج أحدثهما من «رحم» الأخر.

وعدّ «هوفمان» 4 عوامل تجعل سيناريو تلك الوحدة بين التنظيمين أمرًا واردًا، فمن ناحية هناك أوجه شبه «إيديولوجية» هي أكثر أهمية من الخلافات بينهما، ويؤمن عناصر كلا التنظيمين بوجوب الدفاع عن إخوانهم المسلمين أينما تعرضوا لخطر، وأن النظام الغربي يحارب الشريعة الإسلامية، لذا تجب محاربته، ويعتبر القاعدة وداعش الكفار والشيعة والأقليات الإسلامية الأخرى أعداء لهما يجب القضاء عليها، كما يدعوان الى حركة جهاد عالمية لدحر من يعتبرونهم أعداء للمسلمين.

احتمالية الاندماج ضعيفة، غير أنها هناك نسبة ضئيلة فالاندماج يتعلق بمستقبل التنظيمين وبقاءهم على الأرض.

 

إرهابيون

 

الاندماج مستحيل

الخلاف بين التنظيمين يبدد كل آمال الاندماج، كانت أبرز ملامح الخلاف في هجمات الذئاب المنفردة التي بصورة دورية في أمريكا وأوربا، فتنظيم أيمن الظواهري يُعلن في بيانات له أن تلك الذئاب تابعة له، في حين يزعم داعش أيضًا أن هذه العناصر تابعة له مما تسبب في خلافات شديدة بين التنظيمين.

أيضًا موجات الإرهاب العالمي الأخيرة تطلبت من وجهة نظر التنظيمات أن يكون لها قائدًا، فالظواهري يقف عند مرحلة زمنية لا يتخطاها وأن تنظيمه كان الأوحد وأن «القاعدة» هو أبو التنظيمات الإرهابية وأن داعش منشق عنه، كذلك داعش يزعم أنه الأشرس، غير أن المعطيات على الساحة أثبتت وجود حالة من المرونة يتعامل بها تنظيم القاعدة في الفترة الأخيرة.

من بين نقاط الخلاف بين التنظيمين يكمن في الآمال المنعقدة وراء العمليات الإرهابية، فداعش يريد إنشاء دولة وخلافة، بخلاف القاعدة تكتفي بإمارات ظاهرية.

ويبقى الخلاف العقائدي في قتال «العدو البعيد والقريب» أبرز النقاط، فتنظيم داعش يشن معارك ضد أنظمة عربية وإسلامية قريبة بخلاف القاعدة الذي جعل من أمريكا عدوه الأهم، ودائمًا ما يؤكد الظواهري على ذلك.


اقرأ أيضًا: 
ماذا يفعل داعش الآن؟ (تحليل تفاعلي)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق