القوات المسلحة في زيارة بابا الفاتيكان لمصر.. أصحاب المهمات الصعبة.. خبير استراتيجي: الجيش يمتلك قدرات خاصة جدًا والتنسيق مع الشرطة ممتاز

بالقدر الذي نجحت فيه زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، إلى مصر سياسيًا، فإنها نجحت أيضًا تنظيميًا، وأمنيًا، ويعود الفضل في ذلك إلى رجال القوات المسلحة، البواسل، أصحاب المهمات الصعبة؛ الذين تمكنوا من تأمين زيارة هذه الشخصية المهمة عالميًا، دون أن يشعر أي إنسان بوجود شيء استثنائي في مصر.

وعلى أنغام الاحتفالات المصرية، بذكرى تحرير سيناء، انتشرت قوات التدخل السريع، التابعة للجيش المصري، في خطة تأمينية محكمة، جرى من خلالها تطويق القاهرة، بكفاءة، واحترافية عالية؛ ما سهل من تنقلات بابا الفاتيكان، الذي لم يهدأ موكبه عن الحركة في شوارع القاهرة منذ بدأت زيارته أمس.

وزار البابا فرانسيس خلال يوم وصوله، أمس، قصر الاتحادية، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتجه إلى مشيخة الأزهر للقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وتلا ذلك بزيارة إلى الكاتدرائية الأرثوذكسية، والكنيسة المرقسية بالعباسية، في سلاسة تامة، وتحت أعلى درجات التأمين، واليقظة.

وتواصلت خلال ثاني وآخر أيام الزيارة، اليوم، تحركات البابا، المؤمنة على أعلى مستوى من الاحترافية، والكفاءة، والتي بدأها بترأس قداس إلهي، يحضره 25 ألف شخص، باستاد الدفاع الجوي بالقاهرة، قبل أن يزور الكلية الإكليريكية بالمعادي، وهو بين أحضان رجال يجيدون صنع الانتصار، ومواجهة التحديات أيا كان نوعها.

ورغم حالة القلق التي عبرت عنها بعض الصحف، والمواقع الإخبارية العالمية، من مخاوف أمنية متعلقة بزيارة البابا إلى مصر، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيستي طنطا، والإسكندرية، قبل أيام قليلة، فإن أصداء نجاح الزيارة، وعملية تأمينها، انتشرت في جميع أنحاء العالم.

وعبرت مواقع إخبارية، وصحف أجنبية كبرى، عن نجاح الزيارة، بالإشادة بقدرة مصر على مواجهة التحديات، واستقبال ضيف بحجم البابا فرانسيس، في ظل هذه الظروف الدقيقة أمنيا. 

وقال موقع "إل بوست"، الإيطالي، إن زيارة البابا فرانسيس، إلى القاهرة، مهمة جدا للمصريين، خاصة بعد نجاحهم في تأمينها على أعلى مستوى احترافي ممكن.

وأضاف أن زيارة البابا فرانسيس إلى مصر تستهدف تحسين الحوار الديني بين المسيحية والإسلام، ويمكن أن تطمئن المجتمع الدولي على أوضاع المسيحيين في مصر، وعلى قدرة الدولة على حمايتهم، كباقي أبناء الشعب. 

وأفردت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، مساحة كبيرة لتقرير مطول يتناول الزيارة، مؤكدة أن نجاح تأمينها، يزيل عن كاهل مصر أعباء نظرة أمنية متحفظة على الصعيد العالمي.

وتطرقت الصحيفة إلى تفاصيل الزيارة، مشيدة باللقاءات التي عقدها البابا، وبخاصة لقائه مع شيخ الأزهر، ممثل الإسلام الوسطي في العالم، بما يعد تدشينا لمرحلة جديدة من التعاون، والعلاقات المبنية على الاحترام المتبادل، بين أكبر هيئتين دينيتين في العالم.

وتعليقا على هذا الطرح يؤكد، اللواء محمد علي بلال، الخبير الاستراتيجي، ونائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، أن نجاح زيارة البابا فرانسيس، إلى مصر، بدأ قبل الزيارة بأيام، في ضوء التنسيق الجيد، الذي أجرته مؤسسات الدولة المعنية بالزيارة فيما بينها.

وأضاف اللواء محمد علي بلال لـ"صوت الأمة"، أن تولي القوات المسلحة أعمال تأمين هذه الزيارة، أضاف لجهاز الشرطة المدنية، قدرات هائلة، تجعل الجهتين قادرتين على الوصول بالزيارة إلى بر الأمان، لاسيما في ظل حالة التنسيق الممتازة بينهما.

وشدد "علي بلال" على أن القوات المسلحة المصرية، تمتلك قدرات خاصة جدا، وهائلة، في أعمال التأمين، والانتشار الاستراتيجي، هو ما وضع القاهرة كاملة في قبضة رجالها، خلال وقت قياسي، ودون أن يشعر المواطنون، أو الوفد الزائر بأي أوضاع استثنائية.

وتابع "علي بلال": "نجاح هذه الزيارة يضاف إلى سجل نجاحات لا ينتهي للقوات المسلحة المصرية، لكن هذه المرة على أنغام ذكرى عطرة، هي ذكرى تحرير سيناء".

موضوعات متعلقة

بعد انتهاء أزمة سر المعمودية.. تفاصيل الخلاف بين الطوائف المسيحية.. على رأسها وراثة مريم للخطيئة والروح القدس والاعتراف