بعد 7 عقود من الهولوكوست.. «نتنياهو» يفسد العلاقات الألمانية الإسرائيلية

السبت، 29 أبريل 2017 08:49 م
بعد 7 عقود من الهولوكوست.. «نتنياهو» يفسد العلاقات الألمانية الإسرائيلية
نتنياهو
كتب - محمود علي

أجواء من التوتر تخيم على العلاقات الألمانية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، على خلفية إلغاء نتنياهو اجتماعًا مع وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريال بعدما انتقد سياسات الحكومة الإسرائيلية اتجاه الاستيطان، كما تمسك بلقاء ممثلي اثنين من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية التي توجه انتقادات محرجة لحكومة نتنياهو.

وبعد إلغاء الاجتماع قال الوزير الالماني: يؤسفني هذا كثيرا، وما كنا لنفعل ذلك لو قرر نتنياهو اثناء زيارته لبرلين لقاء معارضينا، فيما قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إنها تؤيد قرار وزير الخارجية الألماني بمقابلة ممثلي منظمتي «صورة ونكسر الصمت» بالرغم من التهديدات الإسرائيلية.

وساهمت هذه الأزمة الدبلوماسية في تشويه «العلاقات الخاصة» بحسب الوصف الألماني التي تربط ألمانيا بإسرائيل بعد 7 عقود من حادث الهولوكوست التي ارتكب فيها هتلر إبادة بحق أكثر من 6 ملايين يهودي أبان الحقبة النازية، والتي دائمًا ما تستغلها إسرائيل للضغط على برلين من أجل استمرار علاقة طيبة معها دون النظر إلى الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيون.

وقالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، أن المعاملة الخاصة لإسرائيل لأسباب تاريخية بلغت حدها مع حكومة نتانياهو، مضيفة أن خطأنا التاريخي لا يمكنه أن يدفع ألمانيا إلى قبول ابتعاد الحكومة الإسرائيلية أكثر فأكثر عن القيم التي كانت مشتركة حتى الأن، في إشارة على ما يبدو إلى الحملة الإسرائيلية الاستيطانية التي تشنها حكومة نتنياهو على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلغاء نتياهو لإجتماع مع وزير الخارجية.

وبعدما تناولت الصحف الألمانية والإسرائيلية توتر العلاقة بين الجانبين والتصعيد المستمر، نفى سيجمار قيامه بالتصعيد، بعد إلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الاجتماع به،  ورأى أن الوقوف إلى جانب إسرائيل لا ينبغي أن يكون بمعنى تجاهل حقوق الفلسطينيين، مضيفا: «لم أصعد شيئًا على الإطلاق، بل إن نتنياهو أنذرني، إما أن ألغي محادثتي مع المنظمات المنتقدة للحكومة الإسرائيلية أو أنه لن يلتقي بي».

وأكد جابرييل الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن ما حدث لم يكن له علاقة بإحياء ذكرى يوم المحرقة النازية لليهود (هولوكوست) الذي أقيم في اليوم السابق، وأضاف منتقدًا نتنياهو «كانت هذه ذريعة»، مشيرا إلى اتهام نتنياهو له بافتقاد حسن التقدير لاختياره مقابلة هذه المنظمات بعد يوم واحد من ذكرى المحرقة.

وتابع جابرييل: أن ألتقى في مثل هذا الموضوع المهم، مع منتقدين للحكومة الإسرائيلية، فليس هذا تصرفًا غير لائق ولا غير معتاد ولا مفاجئًا، مؤكدا أن الحكومة الحالية ليست إسرائيل، حتى لو كانت تحب أن تقدم نفسها بهذا الشكل، ورأى أن الوقوف إلى جانب إسرائيل لا ينبغي أن يكون مرادفًا لتجاهل حقوق الفلسطينيين على سبيل المثال، فيما أعرب عن أسفه حيال إلغاء نتنياهو للمقابلة، كما أعرب عن تأكده من أن هذا الأمر لن يغير شيئا في العلاقة الجيدة والقوية مع إسرائيل.

وعلى الرغم من محاولة نتنياهو الاتصال بوزير الخارجية الألماني بعد ذلك لمحاولة شرح وجهه نظره لكن وزير الخارجية رفض الرد عليه ، ونال تصرف نتنياهو انتقادات واسعة من داخل إسرائيل وخارجها .

وترصد منظمة «كسر الصمت» انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بينما تنشط «بتسيلم» في توثيق الاعتداءات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والدفاع عن حقوق الإنسان وتعارض بشدة بناء المستوطنات الإسرائيلية.

 

لماذا هدد نتنياهو بإلغاء لقاءه مع وزير خارجية ألمانيا؟

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق