مفارقة علمية: الشعوب الأكثر تديناً.. هى الأقل تحضراً!

الأحد، 30 أبريل 2017 05:41 م
مفارقة علمية: الشعوب الأكثر تديناً.. هى الأقل تحضراً!

من المخجل ألا يكون هناك رابطٌ بين التدين والتحضر، بالتأكيد هذا الأمر لا يعيب الدين، أيًا كان الدين، لكنه- بالقطع- يعيب المتدينين، الذين يغلب عليهم النفاق، سواء فى علاقتهم بالله أو فى علاقتهم بالآخر. موقع «يو. إس. نيوز»، المتخصص فى الإحصاءات العالمية، قام بعمل إحصاءين منفصلين، من سيل الإحصاءات التى يعدها ويقدمها لمتابعيه، الأول كان لأفضل دول العالم، من حيث المعيشة والتحضر، بينما كان الثانى عن الدول المتدينة.

وبعد أن أنهى الموقع دراستيه، وضع القائمتين متجاورتين، لكن الترتيب مختلف، فجاءت النتيجة بما يدفع للدهشة والحسرة والدعوة الصريحة لمراجعة النفس فى مقولة المصريين «شعب متدين بطبعه».
المسألة ليست لها علاقة بالدين الإسلامى، رغم أن قائمة العشرة الأكثر تدينًا تضم ثمانية، تطلق على نفسها صفة إسلامية، لأن هناك دولتين خارج هذه الصفة، الأولى الأغلبية فيها تدين بالهندوسية، وهى الهند، ثم إسرائيل التى تصف نفسها بالدولة اليهودية.
الملاحظ أن قائمة الدول العشرة خلت تمامًا من أى دولة تدين بالمسيحية، حتى الفاتيكان، لم ترد فى القائمة، رغم أنها الدولة الدينية الصريحة المعترف بها فى العالم.
على قمة الدول الأكثر تدينًا جاءت المملكة العربية السعودية، وهو أمر أرجعه الباحثون لكونها الدولة المسئولة عن تأدية الفريضة الخامسة عند ما يقرب من مليارى مسلم حول العالم، بخلاف كون قوانينها ترجع لما يسمى بالشريعة الإسلامية.
لكن نفس المملكة المتدينة جاءت- ولمدة إحدى عشرة سنة متتالية من ضمن أسوء الدول فى ما يتعلق بالحريات الدينية، وهو أمر يرجع لكون التقييد حصريًا على الديانات الأخرى فقط، كما جاء ترتيبها متأخرًا فى قائمة الدول الأفضل فى المعيشة والتحضر، حيث جاء ترتيبها رقم 32، رغم كونها تاسع أقوى اقتصاد فى العالم. فى المرتبة الثانية فى التدين جاءت إسرائيل، رغم أن 65% من شعبها ملحد، وفقًا لتقرير قام به موقع جلوبال.
ورغم اختلاف الديانة بين السعودية وإسرائيل إلا أنهما جاءتا متقاربتين فى ذيل قائمة الدول الأفضل فى المعيشة والتحضر، حيث جاءت إسرائيل رقم 30 فى القائمة متقدمة على السعودية بمركزين فقط.
الغريب أن إيران الدولة الأكثر عداءً لإسرائيل والسعودية جاءت خلفهما مباشرة فى التدين، لتحل ثالثة، إلا أنها تبعد كثيرًا فى قائمة الدول الأفضل فى المعيشة والتحضر، حيث قبعت فى المركز 79، بخلاف كونها دولة لا تحترم الديانات الأخرى، مثل السعودية، وتشترك مع الأخيرة أيضًا فى كونهما دولتين تحتقران أصحاب المذهب المختلف، فى الديانة الواحدة (الإسلام).
الهند دولة متدينة جدًا، لكونها تحتل المرتبة الرابعة فى هذه القائمة، وهو أمر مرجعه تمسك شعبها بدياناته الثلاثة الرئيسية، «الهندوسية والإسلام، والسيخ»، لكنها تتقدم عن سابقيها فى قائمة الدول الأفضل فى المعيشة والتحضر، حيث جاءت فى المركز 25.
الإمارات جاءت فى المرتبة الخامسة فى التدين والـ 22 فى المعيشة والتحضر، تلتها فى التدين باكستان التى تأتى قبل إيران فى ذيل قائمة الأفضل فى المعيشة والتحضر، حيث جاء ترتيبها 74، ثم الأردن السابعة فى التدين والـ 67 فى الأفضل. الغريب، أن مصر، الذى يتردد أن شعبها متدين بطبعه، جاءت فى المركز الثامن فى التدين، والمركز الـ 45 فى المعيشة والتحضر، يعنى لا هو شعب متدين بطبعه، ولا هو شعب متحضر بطبعه، ولا هو شعب قادر على المعيشة فى حدها الأدنى.
فى ذيل قائمة الدول المتدينة تقبع تركيا، متقدمة عن سلطنة عمان بمركز واحد فقط، وهو أمر مفاجئ، لكون تركيا دولة علمانية، وفقا لدستورها وقوانينها، لكن يبدو أن الطغيان الذى أحدثه حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب إردوغان على مؤسسات الدولة العلمانية قد أحدث انقلابا فى المعادلة التركية الداخلية.
الخلاصة، أن كل ما ندعيه من تدين وإيمان وتقوى وورع، هو نفاق وتمثيل، لأننا لا نؤمن بالتحضر كوسيلة للحياة، ولا نرى فى الرقى طريقا فى المعاملة.
الصدمة الحقيقة التى سنكتشفها فى تقرير قديم منفصل، أعدته منظمة الصحة العالمية فى 2014، صنفت عشر دول فى العالم كونها الأكثر تلوثا، فكانت الدول الإسلامية الأكثر تدينًا على قمة هذه القائمة.
ترتيب هذه القائمة كالتالى دون تعليق: باكستان، قطر، أفغانستان، بنجلادش، إيران، مصر، منغوليا، الإمارات، الهند، البحرين، كالعادة ثمانية دول منها إسلامية متدينة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق