خطة الغرب لإنشاء جهاز استخبارات لإخوان ليبيا

الإثنين، 01 مايو 2017 04:05 م
خطة الغرب لإنشاء جهاز استخبارات لإخوان ليبيا
بشير الكبتي
كتب- محمود علي

أثارت المواقف الأوروبية الأخيرة اتجاه ليبيا، وخاصة تصريحات أمين عام حلف الشمالي الأطلسي «ناتو» يانس ستولتنبرج بعزم الحلف إرسال وفد لمساعدة ليبيا في إنشاء مؤسساتها الحكومية، تخوفات كثيرون، لاسيما وإنها تشبه السياسات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق بعد الغزو، فيما تخوف البعض من تمكين أوروبا الإخوان في طرابلس وخاصة جماعة فجر ليبيا من السيطرة على المؤسسات الليبية.

وعلى الرغم من أن ليبيا تتعدد فيها الحكومات التي تتصارع على السلطة، ويأتي مجلس النواب الليبي بطبرق والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر على رأس المؤسسات الشرعية في البلاد، إلا أن كان واضحًا في حديث «ستولتنبرج» أن الحلف سيعمل على بناء مؤسسات في إطار المساعدة المقدمة لحكومة الوفاق الليبية الغير معترف بها من جانب البرلمان الليبي حتى الآن والتي تم تشكيلها برعاية أممية في أواخر العام قبل الماضي، دون النظر إلى المؤسسات الشرعية الليبية.

ولم يذكر ستولتنبرج في التصريحات مشاورته لمجلس النواب أو الجيش الليبي، حيث أكد في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني بعد محادثات ثنائية في روما أن الحلف على استعداد لتقديم الدعم لحكومة الوفاق في ليبيا، ومساعدتها لإنشاء مؤسسات وزارة الدفاع، وهيئة الأركان وقوى المخابرات.

وأضاف: «لقد تحدثت الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء (الليبي) فائز السراج، وستقوم مجموعة من الخبراء من منظمة حلف شمال الأطلسي بزيارته خلال الأسابيع المقبلة للتباحث مع السلطات الليبية حول كيفية إنشاء وزارة الدفاع، وهيئة الأركان وقوى المخابرات».

واستطرد في السياق ذاته قائلا: «ذلك في سبيل بناء المؤسسات التي هي مفتاح استقرار ليبيا»، موضحًا أن «إيطاليا تؤكد مرة أخرى أنها حليف ذو قيمة كبيرة لأنها تساعد على حل المشاكل في ليبيا.

الطرح الجديد الذي أعلن عنه ستولتنبرج كانت ايطاليا حاضرة فيه بقوة، فبالإضافة إلى أن روما تعد من المصادر الرئيسية للمعلومات المقدمة لزعماء الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بشأن ما يدور في ليبيا من أحداث، فهي تتعامل بشكل رسمي مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في طرابلس، الذي يرأسه فائز السراج، وهو أمر ساعد كثيرًا في خروج مضمون طرح الناتو بهذا الشكل، الذي يظهر فيه تعديه على المؤسسات الشرعية.

ويدور حديث في الأوساط الليبية عن سيطرة الميلشيات الليبية المتشددة وفي مقدمتها عناصر فجر ليبيا الاخوانية على السلطات الأمنية التابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج، فبالرغم من ما حدث من توتر أمني في العاصمة الليبية طرابلس بين مجموعات تابعة للإخوان مع مسئولي حكومة الوفاق في بداية الأمر، إلا أن  الوفاق عملت على احتواء هذا التوتر بانضمام الكثير من عناصر الاخوانية في مؤسساتها الأمنية كالحرس الرئاسي ووزارة الدفاع، الأمر الذي يشير إلى سيطرة الجماعة وجماعات متشددة على تلك المؤسسات، وهو أمر حذرت منه أوساط عسكرية ليبية أكثر من مرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق