هل تستطيع القوات العراقية إطلاق «مدفع رمضان» من الموصل؟

الأربعاء، 10 مايو 2017 06:33 م
هل تستطيع القوات العراقية إطلاق «مدفع رمضان» من الموصل؟
القوات العراقية
كتب- محمود علي

لها لهجتها الخاصة، كانت مركز تجارة بين سوريا وتركيا والعراق في القرون الماضية، ولم يكن للدولة العراقية الحديثة أن تتشكل في بداية العشرينيات من القرن الماضي لو لم تلحق بها، ظلت مادة تجاذب حادة بين بريطانيا وفرنسا منذ الحرب العالمية الأولى لموقعها الاستراتيجي، الموصل التي ظلت أسيرة لتنظيم داعش الإرهابي في الثلاث أعوام ماضية، أصبحت القوات العراقية اليوم على مقربة من تحريرها بالكامل بعد الحصار المفروض على التنظيم المتطرف..

فهل تستطيع قوات الجيش العراقي أن تحررها قبل رمضان؟ وأن تطلق مدفع الإفطار في الشهر الكريم؟ بعدما شهدت المدينة معاناة إنسانية في السنوات الماضية.     

رجم امرأة في رمضان من العام الماضي

التطورات على الأرض

وأعلنت القوات العراقية اليوم أنها استعادت السيطرة على حي من أحياء غرب الموصل، مضيفة إنها ضيقت الخناق على مسلحي تنظيم داعش المتحصن في المدينة القديمة، وقالت قيادة العمليات المشتركة، التي تنسق الحرب على التنظيم في العراق، في بيان لها إن قوات مكافحة الإرهاب «حررت المنطقة الصناعية الشمالية في غرب الموصل».

وأضاف البيان أن «القوات رفعت العلم العراقي بعد تكبيد العدو بعض الخسائر».

وكان الجيش العراقي أعلن منذ ايام تحرير مدنية مشيرفة بالموصل،  والتي يحاول من خلالها التقدم نحو الأحياء القليلة المتبقية تحت سيطرة التنظيم المتطرف، ومن بينها المدينة القديمة، حيث تعد استعادة سيطرة الجيش العراقي على هذه المناطق جزءا من العملية عسكرية جديدة شنتها القوات العراقية الأسبوع الماضي شمال غربي الموصل، وأفضت إلى السيطرة على عدة أحياء من أيدي المسلحين.

​ويهدف التقدم الجديد فتح ممرات هروب لمئات الآلاف من المدنيين، حيث رصدت وكالة رويترز  مغادرة الكثيرين من أهالي الموصل عبر نهر دجلة للوصول إلى مشيرفة، بعدما سيطرالجيش العراقي عليها.
 
 
شخص عراقي يحمل كفن زوجته للانتقال إلى مناطق محررة
شخص عراقي يحمل كفن زوجته للانتقال إلى مناطق محررة

وبحسب البي البي سي استعادت القوات العراقية السيطرة الاثنين الماضي على منطقة الهرمات الكبيرة الواقعة على حدود مدينة الموصل، وزادت العملية العسكرية الأخيرة من صعوبة الفرار، أكثر من ذي قبل، على عدة مئات من مسلحي التنظيم مازالوا موجودين داخل المدينة.

مقاومة داعش الضعيفة

وبحسب المتابعون للوضع باتت مقاومة مسلحي تنظيم داعش الذي يدافع عن آخر معاقله في البلاد، لأكثر من ستة أشهر، محدودة في الأيام الأخيرة، بسبب إعادة تجمعهم - فيما يبدو - في المدينة القديمة.

يقول الباحث العراقي هشام الهامشي المتخصص في الشؤون الأمنية والإستراتيجية والجماعات المتطرفة أن القوات المشتركة العراقية تخوض معركة القضاء على أخر الوحدات المعرقلة لداعش خارج حدود المدينة القديمة، مؤكدًا أن كل ما تحتله داعش من الموصل هو أقل 14كم2.

وأكد ان القوات العراقية اقتحمت حي الإصلاح الزراعي احد البؤر الصعبة وتتوغل فيه، وكيد العمليات الانتحارية والقناصة أصبحت ضعيفة جدًا، وهو ما أدى إلى هروب العديد من مقاتلي داعش إلى إحياء النجار والرفاعي، والتمركز ضمن مناطق صد هشة، وخطف المئات من النساء والأطفال للاحتماء بهم كدروع بشرية، وهم يعلمون أن هذه المكيدة لا تنفعهم كثيراً، هي حماقة وبلاهة وانتقام من المدينة وأهلها وبحث عن دور ما في سوء الخاتمة.

خريطة المعارك على الأرض

من جانبها نشرت صفحة مركز نينوى الإعلامي العراقية خريطة جديدة تكشف تطورات المعركة العسكرية الدائرة بالموصل بين قوات العراقية وتنظيم داعش الإرهابي بعد أكثر من 200 يومًا على بدأها.

وحدد المركز وفقًا للخريطة المناطق التي حررها الجيش العراقي وأخرى سيطر عليها بالكامل، كما حدد المناطق التي مازالت تحت سيطرة التنظيم المتطرف والمناطق الأخرى التي تشتعل فيها الاشتباكات.

 

خريطة المعارك
خريطة المعارك

وتظهر الخريطة حصار القوات العراقية لتنظيم داعش المتطرف، إذ تبين تقلص المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم الذي يتبقى له الجانب الايمن من مدينة الموصل.

قبل رمضان

وكان قادة عراقيون قد قالوا إن القوات بدأت الأسبوع الماضي تتقدم إلى جيب للمسلحين من الشمال الغربي، بهدف مساعدة وحداتها الأخرى التي تتقدم إلى مواقع مسلحي التنظيم من الجنوب، وذكرت بي بي سي  أن الهجوم  يهدف إلى السيطرة بشكل رئيسي على حي 17 تموز (يوليو) من أجل فرض حصار على المدينة القديمة للموصل.

ولا تزال قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تساند هجوم القوات العراقية الذي بدأ في شهر أكتوبر من العام الماضي جويا وبريا، إلا أن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق ركن عثمان الغانمي، رجح استعادة السيطرة على ما تبقى من مدينة الموصل قبل بدء شهر رمضان، مشيرًا إلى أن مسلحى تنظيم «داعش» أصبحوا محاصرين في مناطق محدودة جدا عقب التقدم الذي أحرزته القوات العراقية على الجبهة الشمالية للمدينة خلال اليومين الماضيين.

ويسيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل في يونيو 2014، بعد مواجهات بدأها مع قوات الجيش العراقي التي انسحبت في النهاية، وأعلن التنظيم حينها من الموصل دولة «الخلافة الإسلامية» المزعومة.

مأساة الموصل في رمضان الماضي

وشهدت المدينة في رمضان الماضي الكثير من الأوضاع الإنسانية بسبب قرارات وقوانين داعش الصعبة ضد المواطنين العراقيين، ومن أبشع الجرائم هو استقبال التنظيم المتطرف أول أيام شهر رمضان من العام الماضي، برجم امرأة حتى الموت في المدينة بالتزامن مع أذان المغرب.

وأقدم التنظيم على رجم المرأة بطريقة بشعة، وألقى جثتها على قارعة الطريق الرئيسي المؤدي إلى قضاء بعشيقة في حي التحرير أمام جامع الزهراء شرقي الموصل، أمام جمع غفير من السكان الذين تم جمعهم بالقوة لمشاهدة عملية الرجم حتى الموت بتهمة الزنا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق