تحية إلى مروان ورفاقه.. أبطال الانتفاضة الثالثة

السبت، 13 مايو 2017 06:08 م
تحية إلى مروان ورفاقه.. أبطال الانتفاضة الثالثة
عبدالفتاح على يكتب:

شارون معلقا على خبر اعتقاله: «يؤسفنى إلقاء القبض عليه حيا، كنت أفضل أن يكون رمادا فى جرة»

 

ليس لى فضل فى الكتابة عن هذا الرجل، فتاريخه يكفى لتكوين صورة مشرفة عنه، ويُجبر من يقرأه على الانحناء، احتراما وتقديرا وإجلالا. هو مروان البرغوثى، أحد الرموز الوطنية، يعتبره البعض خليفة ياسر عرفات، والقائد الحقيقى للفلسطينيين، القادر على توحيد الفصائل، نحو تحرير الأرض، وإقامة الدولة. البرغوثى المولود فى قرية شمال رام الله، يقبع الآن فى السجون الإسرائيلية لخمسة مؤبدات ويزيد.

 

نجح الصهاينة فى تنفيذ خطة محكمة لإبعاده عن القيادة، وقتل أى فرصة قد تمكنه من تولى المنصب الذى يستحقه.
 
ووفقا للمعلومات الواردة فى الموسوعة الحرة، فقد انخرط البرغوثى فى حركة فتح فى سن الخامسة عشر، وذاق الأسر عندما بلغ الثامنة عشر.
لم يكن البرغوثى القائد الوحيد للانتفاضة الأولى (1987)، لكنه كان أهمهم، وهو ما دفع سلطات الاحتلال للقبض عليه للمرة الثانية وترحيله قسرا للأردن، لمدة 7 سنوات.
 
ومن قلب ظلام اتفاق أوسلو، ظهر البرغوثى، الذى منحه الاتفاق حق العودة ثانية إلى الضفة الغربية عام 1994.
 
وبقدر العشق الذى يكنه الفلسطينيون له، بقدر الكراهية الراسخة فى قلوب الصهاينة تجاهه، لدرجة أن أرييل شارون، علق على خبر القبض عليه بقوله «يؤسفنى إلقاء القبض عليه حيا، كنت أفضل أن يكون رمادا فى جرة».
 
وقال شاؤول موفاز، رئيس لجنة الشئون الخارجية بالكنيست: «اعتقال البرغوثى هو هدية عيد الاستقلال التى يقدمها الجيش للشعب».
أما الياكيم روبنشتاين، المستشار القانونى للحكومة، فقال: «يجب أن يحاكم بلا رحمة ويبقى فى السجن حتى موته».
البرغوثى الثالث بين ستة أشقاء أسس منظمة الشبيبة الفتحاوية، فى جامعة بيرزيت، أكبر وأهم منظمة جماهيرية تقام فى الأراضى المحتلة، حيث شكلت القاعدة الشعبية التى لعبت دورا رئيسيا فى الانتفاضة الكبرى.
 
تعرض البرغوثى للاعتقال والمطاردة طوال سنواته الجامعية، حيث اعتقل عام 84 لعدة أسابيع رهنا للتحقيق، وأعيد اعتقاله فى مايو 85 لأكثر من 50 يوما، ثم فُرضت عليه الإقامة الجبرية فى نفس العام ثم اعتقل إداريا فى أغسطس 85 عندما طبقت إسرائيل سياسة القبضة الحديدية فى الأراضى المحتلة وأقرت سياسة الاعتقال الإدارى والإبعاد.
 
وبطبيعة الحال كان «البرغوثى» السجين الأول فى المجموعة الأولى التى نُفذت فيها تلك القرارات، وفى عام 1986 تم إطلاق سراحه وأصبح مطاردا من قوات الاحتلال إلى أن تم اعتقاله وإبعاده خارج الوطن بقرار من وزير الدفاع آنذاك إسحق رابين.
اقترب البرغوثى كثيرا من القائد أبو جهاد، لكن فترة قربه لم تطل كثيرا، حيث استشهد بعد مرافقته له فى آخر زيارة قام بها إلى ليبيا حيث اغتيل بعد عودته بعدة أيام.
 
فى أبريل عام 1994 قرر البرغوثى إعادة تنظيم حركة فتح فى الضفة الغربية، والتى كانت قد تعرضت لضربات شديدة من قِبل الاحتلال وشهدت حالة من التشتت والانقسام، ونجح فى هدفه بعد أقل من شهر واحد رغم المعارضة الشديدة التى جوبه بها من قِبل اللجنة المركزية.
 
فى عام 1996 انتخب البرغوثى عضوا فى المجلس التشريعى نائبا عن دائرة رام الله، ونشط فى الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) كما فعل فى الانتفاضة الأولى، وزادت شعبية الرجل فى الأوساط الفلسطينية.
 
تعددت محاولات اغتيال البرغوثى، فتارة بالرصاص، وتارة بسيارة مفخخة، لكن الأكثر غرابة، كانت محاولة اغتياله عن طريق الصواريخ الموجهة.
كان طبيعيا، أن تحاول أجهزة الأمن الإسرائيلية اغتياله، فقد حملوه مسئولية كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، وعندما حاكموه فى تل أبيب فى مايو 2004، أدانوه بخمسة مؤبدات وأربعين عاما.
 
رد البرغوثى على حكم المحكمة مخاطبا القضاة: «إذا كان ثمن حرية شعبى فقدان حريتى، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن».
 
البرغوثى الذى غرس فى قلب بناته الأربع وأبنائه الثلاثة حب فلسطين حتى الموت، قرر أن يقوم بانتفاضة ثالثة، لكن هذه المرة فى الأسر حيث يقبع هو والآلاف من رفاقه، حيث قرروا خوض إضراب عن الطعام فى 17 أبريل الماضى، شمل جميع أسرى حركة فتح البالغ عددهم 2890 فى سجون الاحتلال.
تحية للبرغوثى، ولرفاقه العظماء، وتحية للأرض الطاهرة الأبية التى لم تزل تنجب أبطالا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق