أرض الأحرار التى أغضبت تميم.. ورحبت بالسيسى

الأحد، 21 مايو 2017 12:00 م
أرض الأحرار التى أغضبت تميم.. ورحبت بالسيسى
عبدالفتاح على يكتب:

موطن التفاح وأزهار الخزامى، البلد الذى روض الحصان، بلد لا يذكر  كثيرا فى الأزمات الدولية، لسبب بسيط، أن نسبة العداء بينه وبين دول العالم تكاد تقترب من الصفر.
 
فالأزمة الوحيدة التى علمتها وكتبت عنها صحف العالم، كانت بسبب «صقر» يملكه أمير قطر، نفق أثناء احتجازه فى الجمارك، قبيل إجراء الكشف الطبى عليه مع أحد عشر صقرا أخرى، لكن موت الصقر «على»، دفع الأمير لمغادرة البلاد بعد كتابة رسالة احتجاج رسمية.
 
فكان طبيعيا ومنطقيا، أن توجه مدفعية قناة الجزيرة نحو الرئيس، ويتم اتهامه بكل ما تملك القناة من قوة، بداية من الدكتاتورية وتعذيب المعارضين، وحتى الفساد بكل أنواعه وأشكاله.
 
ليس لها رئيس سابق، فرئيسها الحالى نور سلطان نزارباييف 77 عاما، منذ الاستقلال وحتى الآن، ومن المفترض أن تنتهى ولايته عام 2020.
 
جمهورية كازاخستان، (معناها أرض الأحرار) دولة علمانية، أغلبيتها من المسلمين السنة، وربعها من المسيحيين الأرثوذكس، حباها الله بكل أنواع الخيرات، ألماس وبترول ويورانيوم وكروم ورصاص وزنك ومنجنيز وفحم، وحديد، وذهب ونحاس.... ونساء جميلات.
 
عاصمتها أستانا، التى تستضيف، اجتماعات وقف إطلاق النار بين الفصائل المسلحة والحكومة السورية، والتى نجحت  فيما فشلت فيه جنيف، التى استقبلت عدة لقاءات كلها لم تسفر عن شىء.
 
القاهرة استقبلت نزارباييف فى 1992 بترحاب شديد، تم بعدها بشهرين، تعيين أول سفير لكازاخستان، وأستانا التى استقبلت السيسى بحفاوة بالغة العام الماضى، تم بعدها تعيين سفير جديد بالقاهرة، هو أرمان إيساجالييف.
 
السفير الكازاخى، هادئ الطباع، قليل الحركة، يعكس رغبة هذا البلد الكبيرة فى المساحة والثروات، فى عدم التدخل فى شئون الآخرين، أو على الأقل يحافظ على مستوى معين من العلاقات قد تكون منطلقا لو رغبت القيادة السياسية فى البلدين، بالارتقاء بها.
 
هناك أوجه عديدة للتشابه بين مصر وكازاخستان، خاصة فى عهد مبارك، فهناك تعددية حزبية نظرية، لكن الحزب المسيطر والحاكم، هو الشعبى الديمقراطى، الموقع الجغرافى شديد الأهمية، بحيث يربط بين آسيا وأوروبا، وغلبة فى مكون سكانى يدفع نحو الاستقرار.
 
هرم السكان لديها مشابه لمصر، فالغالبية الكاسحة للشباب، لكن نسبة النساء أكبر من نسبة الإناث، على عكس مصر، وإن كانت النساء فى البلدين أطول عمرا.
أغلب مساحة الدولة صحراء، وفى قلب الصحراء يكمن مركز بايكونور الفضائى، الذى يمد مصر دوريا بصور عالية الجودة من تطور الأعمال فى سد النهضة الأثيوبى.
 
الكازاخ لا يعيشون على 7 ٪ فقط من أرضهم مثل المصريين، بل على امتداد الجغرافيا الكازاخستانية، التى تتميز بأنهار صغيرة لا حصر لها، وبحيرات أصغر، لا عدد لها، نتج عنها مساحات خضراء، جعلتهم يكتفون ذاتيا، ويمنحون مصر حصة لا بأس بها من القمح.
الكازاخ، شعب يعشق الحياة، متسامح، مقدر للحضارات القديمة، ويحترم التفاعلات الثقافية، وينفق بسخاء على العلم والتطور، ويمنح قواته المسلحة مكانة مميزة، مثل المصريين.
 
من هناك، من أستانا، قد يكون لمصر منطلقا، ومساحات من المناورة السياسية الدولية، لو تقدمت مصر لكازاخستان خطوة، لتقدمت الأخيرة خطوتين وثلاث، فما بيننا وبينهم روابط تاريخية، تضرب فى عمق التاريخ.
 
وما ينطبق على كازاخستان.. ينطبق على دول عديدة، بات من الواجب أن تكون أرضا خصبة للقوى الناعمة المصرية، أو على الأقل ما تبقى منها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق