خالد علي.. رجل أهانه «إصبعه»

الثلاثاء، 23 مايو 2017 11:40 م
خالد علي.. رجل أهانه «إصبعه»
مصطفى الجمل

كان باختياره، أن يحافظ على ما جمعه من أموال، ومكتسبات مادية، جراء اختياره التخصص في القضايا الحقوقية، والتي توليها بعض الدول الأجنبية، أهمية ومكانة خاصة، تصرف على القائمين عليها، وتمولهم بكل ما يحتاجون من أموال وسلطان، يقفون خلفهم بالإعلام الموجه، وجيوش اللجان الإلكترونية، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن شيطاناً خناساً وسوس له، أنه بإمكانه أن يجمع بين الخبيثين، ادعاء الزعامة والمعارضة، مع الحفاظ على سبوبة التمويل الأجنبي.

ولأن المرحلة كاشفة، تحول المحامي المشهور في جزء من الثانية، إلى متهم بارتكاب فعل فاضح في الطريق العام، الفعل ارتكبه بـ«إصبعه»، فاستحق عن جدارة لقب «الرجل أبو صباع»، سيراً على طريق الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي كان دائماً ما يستخدم إصبعه في خطاباته، بطرق مثيرة للغضب والاشمئزاز.

المحامي الحقوقي، خالد علي، أنساه شيطانه، أن الكاميرات مسلطة عليه، وهو يفتح صدره أمام مجلس الدولة، عقب الحكم في القضية المعروفة إعلامياً بـ«تيران وصنافير»، فحرك إصبعه الأوسط، ليأخذ وضع الإشارة ذات المدلول القبيح، لدى العامة.  

لم يعرف أحد وقتها، لمن وجه المحامي المشتاق لدور البطولة، إشارته القبيحة، فالرجل للتو، منتصر في قضية، شغلت الرأي العام طويلاً، والملتفون حوله، يهتفون باسمه ويرفعونه على أعناقهم، ولا مجال لوجود أحد يسبه أو يهاجمه، الأمر الذي جعل الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، المؤيدون لقضيته والمعارضون لها، يهاجمونه ويتنصلون منه ومن فعلته.

لم يعلق المحامي الشهير وقتها على الحركة، ظناً منه أنها حتماً ستلقى في سلة المنسيات، كغيرها من القضايا التي شغلت الرأي العام فيما مضى، إلا أن محامياً تخصص في مقاضاة المشاهير، تقدم ببلاغ للنائب العام، يتهمه فيه بارتكاب فعل فاضح، حتى استدعته النيابة، واحتجزته لمدة 24 ساعة، لحين ورود التحريات.

كان يعلم جيداً، أنه حتى إذا تم القبض عليه، أو استدعائه للتحقيق، بشأن تلك الواقعة، أنه قادر على استغلالها، وتطويعها لصالحه، ليخدم على مشروع إظهاره على انه بطل قومي، لم يأت به من قبل الزمان، وبالفعل حاول عبر صورة نشرها وسط زملائه، بعد خروجه من غرفة المحقق، إلا أن قليلين من تفاعلوا معه، في دلالة واضحة على أن المحامي الشهير، بدأ يفقد شعبيته ومهنيته، بعد أن فقد وطنيته وإصبعه، الذي قد يضعه خلف الأسوار.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة