نوستالجيا رمضان الحلقة 10: نصر أكتوبر أم هزيمة يونيو

في هذه الحلقات نقدم لكم ذكرياتنا مع شهر رمضان عبر السنين، كثيرٌ من الأمور تغيرت، ليبقي منها فقط الذكري، التي سنستعيدها معكم كل يوم طوال الشهر الفضيل.

نعتاد كل عام أن نسترجع ذكريات حرب أكتوبر مرتين، المرة الأولي في نفس اليوم طبقًا للتقويم الميلادي، والثانية في شهر رمضان طبقًا للتقويم الهجري، والحقيقة أن نوستالجيا رمضان داخلنا دائمًا ما ترتبط بشهر رمضان وحرب أكتوبر معًا، لما في ذلك من ارتباط بين الجرعة الإيمانية في هذا الشهر وما لها من دفعة في نفوس الجنود من أجل النصر.

لكن هذا العام نلقي حالة خاصة، إذ تأتي ذكري العاشر من رمضان لتزامن الخامس من يونيو، النصر والهزيمة في يومٍ واحد، فهل سنحتفل أم نتذكر ونأخذ العبرة؟

قد يكون لتزامن ذكري النصر والهزيمة عبرة لنا، ألا نتمادى في الاحتفاء بالنصر الذي مر عليها أكثر من أربعة عقود، وأن نتذكر أيضًا أننا يوم ما استطعنا الخروج من هزيمة يونيو لانفراجة أكتوبر، بكل ما حملته الحروب في هذه الفترة من تضحية بدماء المصريين وأرواحهم.

النصر والهزيمة ليسا مفهومين واضحا المعالم في أرض الواقع، هناك من يمتن لهزيمة يونيو أنها أفاقت مصر مما كانت غارقة فيه لتستعيد توازنها بعد ذلك في طريق النصر، وهناك من يرى أن نصر مصر في أكتوبر لم يكن انتصارًا كاملًا وأن السياسة كان لها نصيب الأسد من عودة سيناء كاملة لمصر، هل تري؟ حتي مفاهيم النصر والهزيمة غير متضحتا المعالم علي أرض الواقع.

أما اليوم، في هذه المشاعر المتداخلة التي تنتابنا عندما نرى تزامن التاريخين الهجري والميلادي لحربين مهمتين في تاريخ مصر، علينا أن نحمد الله أن واقانا شر الحروب، وما يأتي من خراب تباعًا لها.