العالم يحيي غدا لأول مرة اليوم الدولي لفن الطهو المستدام

السبت، 17 يونيو 2017 10:06 ص
العالم يحيي غدا لأول مرة اليوم الدولي لفن الطهو المستدام
فن الطهو المستدام
وكالات

يحيي العالم غدا الأحد لأول مرة اليوم الدولى لفن الطهو المستدام، والذى يسلط الضوء على أن فن الطهو هو تعبير ثقافى يتعلق بالتنوع الطبيعى والثقافى للعالم، ويؤكد أن جميع الثقافات والحضارات هى عوامل مساهمة وممكنة حاسمة للتنمية المستدامة،كما يشدد على ضرورة تركيز اهتمام العالم على الدور الذى يمكن أن يؤديه فن الطهو المستدام بسبب صلاته مع الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز التنمية الزراعية والأمن الغذائى والتغذية والإنتاج الغذائى المستدام؛ وحفظ التنوع البيولوجى.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت فى 21 ديسمبر 2016 قرارها 246 / 71 وحددت يوم 18 يونيو احتفالا دولياً "بيوم الطهو المستدام"، وستعمل الجمعية العامة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) على تيسير الاحتفال بيوم فن الطهو المستدام، بالتعاون مع الدول الأعضاء ومنظمات الأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية الأخرى، فضلا عن المجتمع المدني، للاحتفال باليوم فى توعية الجمهور بمساهمته فى التنمية المستدامة.

إن فن الطهو المستدام يمكن أن يلعب دوراً نظراً لروابطه مع الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، بما فى ذلك عن طريق تعزيز التنمية الزراعية والأمن الغذائى والتغذية والإنتاج الغذائى المستدام وحفظ التنوع البيولوجى. وعلاوة على ذلك، وفى ضوء موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتماد عام 2017، كسنة دولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية، تهدف شبكة فن الطهو التابعة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إلى مساعدة المدن فى جميع أنحاء العالم فى تطوير سياحة فن الطهو بطريقة مستدامة تتضمن الخطوات المبينة فى خطة التنمية المستدامة الطموحة لعام 2030، إلى جانب أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التى تسعى إلى القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان الرخاء للجميع.

وفى 8 - 9 مایو 2017، عقد المؤتمر الثالث لمنظمة السیاحة العالمیة بشأن سياحة فن الطھى فى سان سباستيان بأسبانيا، وعرضت التزام سياحة الطهى نحو مبادئ الاستدامة، بما فى ذلك مجالات مثل: الحد من الفقر؛ والاستخدام الفعال للموارد؛ وحماية البيئة وتغير المناخ؛ وحماية القيم الثقافية، والتراث، والتنوع.

وتعمل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة دوراً فى مجال التغذية، لأن التغذية الجيدة هى خط الدفاع الأول ضد المرض، كما أنها مصدر الطاقة التى يحتاج اليها البشر كى يعيشوا ويكونوا نشطاء فاعلين. والمشاكل التغذوية التى تنتج عن الوجبة غير الملائمة أو غير الكافية يمكن أن تكون كثيرة الأنواع، وعندما تصيب جيلاً من الصغار فإنها يمكن أن تخفض قدراتهم على التعلم، وبهذا تعرّض مستقبلهم للخطر، ما يخلق دورة متصلة الحلقات من الفقر وسوء التغذية لأجيال متلاحقة، فتسبب آثاراً خطيرة على الأفراد والأمم معاً.

وعلى الرغم من أن الأطفال الصغار هم الأكثر تعرضاً للإصابة بسوء التغذية، فإن الحق فى الغذاء الكافى حق عالمى للجميع، كما أن التغذية الجيدة أساسية وضرورية للجميع أيضاً. لكن مشاكل سوء التغذية – مثل نقص التغذية ونقص المغذيات الصغرى والبدانة – موجودة فى جميع البلدان ولدى الأفراد من جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية.

كما أن التحديات المستجدة كتغير المناخ واستدامة البيئة والتحولات التكنولوجية السريعة أخذت فى تحويل النظم الغذائية وإثارة أسئلة حول كيفية إطعام العدد المتزايد لسكان العالم بطرق مستدامة. كذلك، بدأ النمو الاقتصادى غير المتكافئ والتحولات الاجتماعية والاقتصادية وعوامل أخرى، فى ذات الوقت، بإعادة تشكيل النظم الغذائية والوجبات على صعيد العالم كله، ونتيجة لذلك، أخذ فرط الوزن والبدانة والأمراض غير السارية المتصلة بها تزداد انتشاراً كما ازداد نقص التغذية وأنواع نقص المغذيات الصغرى استفحالاً فى آنٍ معاً.

وتسعى استراتيجية التغذية لدى المنظمة إلى تحسين الوجبات والنهوض بمستويات التغذية من خلال نهجٍ يتمحور حول الناس أنفسهم وتطوير قدرات البلدان فى مجالات تقييم الأوضاع التغذوية ورصدها، وتحليل الخيارات المختلفة، وتنفيذ البرامج والسياسات الزراعية التى تؤثر إيجابياً على التغذية ؛ وتقديم الأدوات والتوجيه والدعم لزيادة التعليم التغذوى المناسب وزيادة توعية المستهلكين بهذا الشأن على الصعد القومية والمحلية.

وقال جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إن اليابان نموذج عالمى للنظام الغذائى الصحى، كما تمتلك ثقافة طعام فريدة جداً تسهم بشكل كبير فى تحسين التغذية فى العالم.

وأضاف دا سيفا إلى أن لدى اليابان ثقافة أغذية صحية وفريدة تتضمن الكثير من الخضروات والفواكه والأسماك، مشيراً فى هذا الصدد إلى نظام واشوكو الغذائى اليابانى الذى يشتمل على مجموعة شاملة من المهارات والتقاليد والمعرفة التى تتعلق بتحضير واستهلاك الطعام والذى أدرجته منظمة اليونسكو على قائمة التراث الثقافى العالمى غير المادى.

ونظام واشوكو يقوم على "احترام الطبيعة" ويتألف من المكونات الطازجة المتوفرة فى الموسم والمنخفضة الدسم والتى تمثل معاً نظاماً غذائياً متوازناً.

وأشار دا سيلفا إلى أن اليابان لديها ثروة من المعرفة والخبرة التى يمكن أن تفيد بها الدول الأخرى، وهو ما تحرص الفاو على تشجيعه فى إطار عقد العمل من أجل التغذية من 2016 وحتى 2025 الذى أطلقته الأمم المتحدة.

ويهدف هذا العقد إلى معالجة مشكلة العادات الغذائية السيئة التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمراض غير المعدية ومن بينها السكتات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان وداء السكري، وهى التى تعتبر من الأسباب الرئيسية للموت المبكر ليس فقط فى الدول الغنية بل كذلك وبشكل متزايد فى العديد من الدول النامية.وهذه الأنظمة الغذائية غير صحية ولا تراعى الاستدامة البيئية.

يذكر أن حوالى 800 مليون شخص يعانون اليوم من نقص مزمن فى التغذية بينما يعانى أكثر من 2 مليار شخص من نقص المغذيات الدقيقة. وفى نفس الوقت فإن حوالى 159 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من عدم اكتمال النمو، بمعنى أنهم قصار جداً بالنسبة لأعمارهم. كما أن حوالى 50 مليون طفل من نفس الفئة العمرية يعانون من نقص الوزن مقارنة بطولهم. كما يعانى 1.9 مليار شخص من الوزن الزائد، منهم 600 مليون يعانون من السمنة أو البدانة، كما أن أعداد الأشخاص ذوى الوزن الزائد أو السمنة يتزايد فى جميع الدول تقريباً.

فى هذا السياق، تبين اليابان كيف يمكن للسياسات والتشريعات العامة الفعالة أن تعزز التغذية الكافية، وخاصة من خلال القوانين الرامية إلى تثقيف الأطفال والتحكم فى وزن البالغين، وفقا لما ذكره المدير العام لـ"الفاو"، وتنسجم هذه الخطوات مع الالتزامات التى قطعها قادة العالم فى المؤتمر الدولى الثانى المعنى بالتغذية فى 2014 وأجندة أهداف التنمية المستدامة 2030 لوضع سياسات وطنية تهدف إلى القضاء على سوء التغذية وتغيير أنظمة الغذاء لجعل الأنظمة الغذائية الصحية والمغذية متوفرة للجميع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق