بعد إسقاط المقاتلة السورية.. ماذا تريد أمريكا من نظام الأسد؟

الإثنين، 19 يونيو 2017 08:46 م
بعد إسقاط المقاتلة السورية.. ماذا تريد أمريكا من نظام الأسد؟
طائرات امريكية - ارشيفية
محمد الشرقاوي

تحمل منصات الصواريخ الأمريكية رسائل شديدة اللجهة إلى الحكومة السورية والميليشيات الداعمة لها والجيش السوري، تهدف إلى إثبات وجودها على الساحة، وأن التحالف الدولي له أولويات هي الحرب على الإرهاب وليست إسقاط النظام، وأن ذلك لا يعني التغافل عن ممارساته التي لا تتوافق مع السياسة الأمريكية.

التحالف الدولي أسقط طائرة تابعة لنظام الأسد في محافظة الرقة شمال سوريا، وتحديدًا في منطقة «الرصافة» بريف المحافظة الجنوبي، وأكد الجيش الأمريكي أن طائرة حربية تابعة له أسقطت طائرة لنظام الأسد كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم واشنطن في سوريا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم داعش في مدينة الرقة.

الرد الروسي

وزارة الدفاع الروسية رفضت تلك الخطوة معتبرة أنها تجوازًا في حق السيادة السورية، وأن القوات الروسية قد تدمر طائرات التحالف الدولي في حال تشكيلها تهديدًا لحياة الطيارين الروس في أجواء سوريا.

وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور أوزيروف، اليوم الإثنين، في حديث لوكالة «إنترفاكس»: «أننا لن نسمح لأحد بأن يتعامل مع طيارينا بالطريقة التي تم التعامل بها مع الطائرة السورية، سنقوم بمواكبة هذه الأهداف، لكننا بالطبع قد ننتقل من المواكبة إلى التدمير بعد ظهور أول تهديد لحياة عسكريينا وصحتهم واحتمال خسارة طائراتنا».

وشدد أوزيروف على أن تعليق عمل المذكرة الروسية الأمريكية الخاصة بضمان أمن تحليق الطائرات في الأجواء السورية، لن يؤدي إلى وقوع حوادث بين القوات الجوية للبلدين.

التحالف الدولي

المتحدث باسم عملية «العزم الصلب» التي يشنها التحالف الدولي قال إن هناك تغييرات أُجريت على مناطق عمل الطيران الأمريكي في سماء سوريا، بعد أن حذرت روسيا من أنها قد ترد على إسقاط المقاتلة سو-22 السورية.

وتابع: «بعد الاشتباكات الأخيرة، بما في ذلك بمشاركة قوات تدعمها الحكومة السورية والقوات الروسية، اتخذنا إجراءات رشيدة لتغيير مناطق عمل الطائرات في سوريا، لكي نواصل محاربة (داعش) بالتزامن مع ضمان أمن الطواقم».

وشدد على أن الطيران الحربي للتحالف يواصل عملياته في سوريا لمحاربة تنظيم داعش، إضافة إلى دعم شركاء التحالف «على الأرض».

وبشأن قرار وزارة الدفاع الروسية تعليق العمل بالمذكرة الخاصة بأمن التحليقات في سماء سوريا، قال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة تعتبر التعامل بين وزارتي الدفاع الروسية والأمريكية آلية فعالة، وعبر عن ثقته بأنه بإمكان التحالف الدولي أن يواصل الاتصال بالجانب الروسي لضمان أمن الطيارين وتأمين العمليات العسكرية في سوريا رغم كل شيء.

اتهامات

وزارة الدفاع الروسية اتهمت التحالف الدولي بعدم الوفاء بالتزاماته في إطار مذكرة أمن التحليقات بشكل متعمد، وذلك بإسقاطه طائرة حربية سورية من طراز «سو-22» جنوبي مدينة الطبقة بريف الرقة مساء أمس الأحد.

وفي أول رد على هذا الهجوم، قررت وزارة الدفاع الروسية تعليق العمل بالمذكرة، وحذرت من أن وسائل الدفاع الجوي الروسية على الأرض وفي الجو ستواكب أي طائرات وطائرات مسيرة للتحالف يتم رصدها غربي نهر الفرات، باعتبارها أهدافا جوية.

وجاء إسقاط الطائرة السورية، بعد ضربتين وجهتها القوات الأمريكية إلى وحدات موالية للحكومة السورية قرب معبر التنف السوري بالمنطقة القربية من الحدود العراقية والأردنية، حيث تنشط قوات مدعومة من قبل واشنطن، وبعد الضربة الأمريكية الصاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية بريف حمص في أبريل الماضي.

الرسائل الأمريكية

هناك مجموعة من الرسائل المتعددة، أولها إقناع النظام السوري بأنه إذا كانت أولوية الإدارة الأمريكية الحالية هي الحرب على الإرهاب وليست إسقاط النظام، فإن ذلك لا يعني التجاوز عن ممارساته التي لا تتوافق مع السياسة الأمريكية.

أيضًا أن تحالف النظام مع روسيا وإيران لن يحول دون قيام الولايات المتحدة بإجراءات منفردة لعقابه، طالما أنه غير جاد في الوصول للحل السياسي، وأن الولايات المتحدة لديها القدرة على إقامة مناطق آمنة في المنطقة التي تم استهدافها، مع فرض حظر جوى مستقبلاً.

وأن القيادة الأمريكية مستمرة في دعمها قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي في محافظتي الرقة ودير الزور.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق