في ظل توتر الأوضاع.. تقرير روسي: موسكو تواصل ضبط النفس ضد أمريكا

الخميس، 22 يونيو 2017 02:56 م
في ظل توتر الأوضاع.. تقرير روسي: موسكو تواصل ضبط النفس ضد أمريكا
الرئيس الروسي بوتين
محمد الشرقاوي

جاء قرار الولايات المتحدة الأمريكية أمس الأربعاء، بفرض مجموعة جديدة من العقوبات التجارية على روسيا والانفصاليين الأوكرانيين مشددة موقفها.

وجاءت العقوبات الجديدة عقب الخطوة، التي اتخذها الكونجرس الأسبوع الماضي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ومنع البيت الأبيض من تخفيف هذه العقوبات بشكل أحادي بسبب تدخل موسكو المفترض في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016.

وقالت وزارة الخزانة، إن هذه العقوبات ستبقي الضغط على روسيا لدفعها للعمل للتوصل إلى حل دبلوماسي.

يأتي ذلك، في تصاعد وتيرة الأحداث على الساحة السورية، خاصة في بعد إسقاط التحالف الدولي لمقاتلة سورية، وأعلنت موسكو عن رفضها ذلك، واعتبار أي طائرة معادية.

قال تقرير نشرته وكالة سبوتنيك الروسية، اليوم الأربعاء، إن وتيرة الأحداث متسارعة ومضطربة  بين الجانب الروسي والأمريكي، وتزداد سخونتها منذ نحو عام ونصف العام، على الأراضي السورية

وطرحت الوكالة تساؤلًا يقول: لكن هل تصل إلى مرحلة المواجهات والحرب المباشرة؟، خاصة بعد إسقاط الطيران الأمريكي لطائرة حربية تابعة للحكومة السورية، تجاوب على لسان المحلل السياسي، نيكولاس جوسديف، في تحليل نشره موقع «ذا ناشيونال إنترست» أن إسقاط الطائرة السورية، هي المرة الأولى منذ حملة كوسوفو عام 1999، التي قام فيها مقاتل أمريكي بإسقاط طائرة في الهواء عن طريق قتال جوي بين طائرات.

يضيف التقرير، وأصدرت الكرملين استجابة غاضبة، ولكن بعناية وحرص من أن موسكو ستستهدف أي طائرة معادية تحلق فوق الأراضي السورية من دون تصريح؛ ولكن بيان الكرملين رغم أنه كان حاسمًا، إلا أنها سعت ألا تفرض على نفسها خطا أحمر لا ترغب في فرضه على نفسها.

وبدا الكرملين أنه أكثر حكمة وحصافة في التعامل مع تلك الأزمة، لأنه وفقًا للقدرات التقنية، فإن الجيش السوري قادر على إسقاط طائرات التحالف، التي تحلق في المجال الجوي السوري؛ ولكن موسكو تدرك أن هذا الأمر يمكن أن يكون على درجة عالية من المخاطر، والمواجهة المباشرة مرتبطة بفقدان الطرفين لأعصابهما، ويبدو أن موسكو لا تريد أن تفقد أعصابها سريعًا.

وقال جوسديف إن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا معتمدة على فكرة الأعصاب وردود الفعل المنفصلة المرتبطة بالطيارين والمراقبين الأرضيين، وليس وفقا لخطط الرؤساء والدبلوماسيين، مشيرًا إلى أن الكثير من المراقبين كان يخشى من أن تتحول حادثة إسقاط الطائرة السورية إلى ما يشبه رواية ما بعد الحرب الكوكبية النووية «آلاس» لعام 1959، والتي اندلعت بسبب رصاصة عرضية على القاعدة السوفيتية في اللاذقية بسوريا، والتي كانت سببا في حرب نووية بين القوى العظمى.

يتابع الباحث، يبدو أن موسكو تعلمت كيفية ضبط النفس بصورة جيدة، منذ حادث إسقاط طائرة روسية في نوفمبر 2015، على يد طائرة تركية، حيث تجنب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردًا عسكريًا مباشرًا، ولكن في المقابل أدت إجراءاته إلى صدور اعتذار رسمي ومباشر من نظيره التركي، رجب طيب أردوغان.

وما يبدو أن روسيا استوعبته جيدا، هو أن المواجهات الحربية المباشرة ليست حلًا، ولكن يمكن أن تستخدم موسكو أدوات أخرى تعقد الأمور وتعرقل خطط الولايات المتحدة في جميع المنطقة، بدلًا من اتخاذ مواقف أكثر تصادمية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق