حرب المصالح.. الصراع الأمريكي الإيراني في جنوب سوريا

الخميس، 29 يونيو 2017 05:07 م
حرب المصالح.. الصراع الأمريكي الإيراني في جنوب سوريا
الحرب في سوريا
محمد الشرقاوي

في الوقت الذي تحقق فيه الميليشيات الشيعية الداعمة للجيش السوري، والمدعومة إيرانيًا، ضد الميليشيات السنية التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا نجاحات كبيرة، تنامى مؤخرًا الانتشار العسكري الأمريكي في الجنوب السوري، من خلال نشر منظومات صاروخية متطورة، وتكثيف الضربات الجوية في تلك المنطقة.

وعرضت دراسة لمركز المستقبل للدراسات المتقدمة، أهداف التنامي الأمريكي، والتي جاء أهمها: تشتيت جهود النظام العسكرية عبر إشغاله بمتابعة النشاط الأمريكي في الجنوب السوري، ومنعه من مزاحمة قوات سوريا الديمقراطية في معركة الرقة، وإجهاض مساعي إيران لربط حلفائها في الجبهتين العراقية والسورية، وتعزيز موقف فصائل الجبهة الجنوبية في ضوء تركيز النظام على استهدافها مؤخرًا، واستباق محاولات الجانب الروسي لدعم قوات النظام السوري للسيطرة على منطقة البادية السورية.

وتابع المركز أن الولايات المتحدة كثفت في الفترة الأخيرة من حضورها العسكري في الجنوب السوري، وهو ما أدى إلى تعقيد المشهد العسكري في تلك الجبهة، خاصةً مع وجود مسعى مقابل من جانب النظام السوري وروسيا لتعزيز الحضور العسكري أيضًا في تلك المنطقة.

وعدّ المركز مظاهر الحضور الأمريكي في الجنوب السوري، أولها في 15 يونيو الجاري نشر الجيش الأمريكي منظومة الراجمات الصاروخية المتعددة (High Mobility Artillery Rocket System)  في جنوب سوريا بعدما نقلها من الأردن وذلك للمرة الأولى،  بهدف تأمين قاعدة التنف العسكرية جنوب سوريا التي تستخدمها قوات التحالف الدولي في عملياتها ضد تنظيم داعش وفي معركة الرقة الجارية بالتحديد.

وثانيًا  محاولة طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مزاحمةَ طيران النظام السوري والروسي في المنطقة الجنوبية وعلى طول خط الحدود السورية العراقية، واتضح ذلك من الضربتين اللتين قامت بهما الولايات المتحدة مؤخرًا ضد رتلين تابعين للقوات التابعة للنظام قرب قاعدة «التنف»، الأولى كانت في 18 مايو الماضي، والثانية كانت في 6 يونيو الجاري.

وأوضحت الدراسة أن أهم الدوافع الأمريكية للإقدام على تعزيز الحضور العسكري في جنوب سوريا، تتمثل في محاولة إشغال النظام السوري وحلفائه بالتركيز على متابعة النشاط العسكري الأمريكي المتصاعد في الجنوب السوري، وذلك بهدف تشتيت جهود النظام العسكرية، ومنعه من مواصلة مزاحمة قوات سوريا الديمقراطية في معركتها الحالية ضد تنظيم داعش في الرقة في الشمال؛ حيث يسعى النظام السوري مدعومًا من روسيا بالانخراط في معركة الرقة من جهتها الجنوبية.

وأشارت إلى أن هناك مساعي أمريكية لإيجاد موطئ قدم في مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية، بهدف إجهاض المساعي الإيرانية المقابلة لإيجاد نفوذ عبر الحشد الشعبي المدعوم منها في تلك المنطقة، ومحاولة ربط الجبهتين العراقية والسورية، وتسهيل مخطط الحشد لدخول الأراضي السورية والقتال بجانب الجيش السوري، وتأمين الإبقاء على الطرق مفتوحة بين إيران وسوريا عبر العراق، وضمان وجود ممر بري يصل إيران بحلفائها في المنطقة.

وتابعت الدراسة أن الولايات المتحدة لديها تخوف من انسحاب فصائل الجبهة الجنوبية من المناطق التي تتمركز بها، وسيناريو سيطرة قوات النظام السوري وروسيا عليها، وذلك في ضوء تركيز الطيران السوري والروسي على قصف المناطق الجنوبية السورية.

ويرتبط الانتشار الأمريكي في الجنوب السوري بالهدف الرئيسي للولايات المتحدة حاليًّا في سوريا، وهو محاولة السيطرة على المناطق التي يحتلها داعش في سوريا، سواء كانت في الشمال أو الجنوب، بحيث يُقدم ذلك كنصر رمزي كبير للإدارة الأمريكية الحالية بعد أن خسرت الولايات المتحدة معظم أوراقها في سوريا على خلفية التدخل الروسي ونجاح موسكو في تعديل ميزان القوى لصالح الجيش السوري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة