عقوبات ومصادرة أملاك.. التوتر الروسي الأمريكي يعود من جديد
الأربعاء، 12 يوليو 2017 06:46 م
منذ فترة طويلة وتشهد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية توترا في الأوضاع بينهما، وحاول رئيسا الدولتين، الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، في لقائهما الأول الذي أقيم على هامش قمة العشرين التي أجريت في مدينة هامبورج الألمانية، بداية الأسبوع الجاري، العمل على تحسين العلاقات.
لم يكن ينتهي الطرفان من محاولاتهما التوصل إلى حلول وسط بشأن خلافاتهما، إلا وظهرت توترات جديدة بسبب بعض العقارات والمباني الدبلوماسية التابعة لروسيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ففي البداية، أثناء فترة الرئيس السابق باراك أوباما، عام 2016، طردت الولايات المتحدة 35 دبلوماسيا روسيّا وعائلاتهم واحتجزت مباني دبلوماسية وهم مجمعين سكنيين، يستعملان بمثابة بيوت ريفية للمندوب الروسي الدائم في نيويورك والسفارة الروسية في واشنطن، وذلك على خلفية عقوبات ضد موسكو بسبب مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات.
وفي يوم 1 يونيو الماضي، أعلنت مصادر مطلعة في الولايات المتحدة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس إمكانية نزع الحصانة الدبلوماسية عن المباني، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست حينها، ولم يتم التوصل إلى أي قرار، الأمر الذي صعد من الأزمة اليومين الأخيرين، حيث قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أمس الثلاثاء، أن موسكو غاضبة لعدم توصل واشنطن إلى حل حتى الآن لأزمة العقارات الدبلوماسية المحجوز عليها.
وأضاف لافروف أنه من العار أن تترك الولايات المتحدة مشكلة العقار التابع للبعثة الدبلوماسية الروسية معلقة، مؤكدا أن موسكو تدرس أخذ إجراءات انتقامية مضادة.
وأكد وزير الخارجية الروسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني في بروكسل، أمس، أنه إذا قررت واشنطن عدم حل هذه المشكلة، عندها سيتعين على روسيا أخذ اجراءات مضادة، هذه هي قواعد الدبلوماسية والمعاملة بالمثل والشؤون الدولية.
وبحسب صحيفة «ازفستيا» الروسية، أن الاجراءات التي تهدد روسيا بأخذها هي طرد 30 دبلوماسي أميركي، بالإضافة إلى تجميد أصول أميركية في روسيا.
أما بخصوص العقوبات فيستعد الديمقراطيون بمجلس النواب الأمريكي، لتمرير قانون خاص بفرض عقوبات على روسيا وإيران، حيث قال بول ريان الزعيم الجمهوري لمجلس النواب، اليوم الأربعاء إنه يرغب في إقرار مشروع قانون قوي فيما يتعلق بالعقوبات على روسيا بأسرع وقت ممكن لكن التشريع يواجه صعوبات إجرائية ومتعلقة بالسياسات، بحسب ما ذكرت وكالة سبوتنك الروسية.
وتعود التوترات بين الطرفين في عدد من المواضيع أبرزهم قضية التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية العام الماضي وفاز فيها دونالد ترامب، وازدادت التوترات بشكل خاص بعد أن قامت واشنطن، شهر أبريل الماضي، بقصف جوي (59 صاروخا) على مطار الشعيرات العسكري جنوب شرق مدينة حمص وسط سوريا، المدعومة من روسيا، أدى إلى تدمير المطار بشكل كامل.
وصرح حينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الضربة الجوية التي أمر بها، جاءت ردا على استخدام القوات الحكومية السورية لسلاح كيماوي في 4 أبريل في ريف إدلب، بحسب زعم الإدارة الأمريكي.
ووصف مجلس الأمن القومي الروسي الضربات بالعمل العدواني الذي يخالف القانون الدولي، ومنذ ذلك الحين والعلاقات الأمريكية الروسية غير مستقرة.