لجان الإخوان النوعية تنتقم لقطر (تحليل خبري)

الجمعة، 14 يوليو 2017 02:56 م
لجان الإخوان النوعية تنتقم لقطر  (تحليل خبري)
الإخوان المسلمين
هناء قنديل

من جديد أطل الإرهاب الآثم برأسه؛ ليغتال مزيدا من الضحايا الأبرياء، ويسقط على أثر هجماته الدنيئة 5 من رجال الشرطة البواسل، في كمين «أبوصير» الأمني بمنطقة البدرشين جنوب محافظة الجيزة.
 
وتكشف هذه الجريمة البشعة، عن الوجه القبيح للعلاقة العضوية، التي تربط بين قطر، وجماعة الإخوان، ممثلة في حركة «حسم» الإرهابية، وداعش. 
 
ولعل من أهم دلائل هذا الارتباط، وأشد علامات وجوده ظهورا، حالة النشاط المفاجئ التي انتابت عناصر الحركة، منذ أطلق «داعش» نداءه للعناصر المرتبطة به في العالم؛ من أجل الانتقام من الهزائم التي نالها في العراق، فضلًا عن تطابق طرق التنفيذ للعمليات الإرهابية التي ترتكبها هذه الفئة الضالة، بين «داعش»، و«حسم» التي اعترفت بانتمائها للإخوان.
 
وتعد هذه الجرائم الإرهابية الغادرة، محاولة من الجماعات الإجرامية؛ لإخفاء آثار الخسائر الفادحة التي تكبدوها، نتيجة الضربات الأمنية الناجحة التي وجهت لهم على مدار الأيام الماضية، مثل: تصفية معسكر الكيلو11، وخسارتهم 14 عنصرًا، ومن قبلها سقوط 40 قتيًلا من عناصرهم، في أثناء محاولتهم الهجوم على كمين «البرث» في رفح، فضلا عن تساقط قيادات حركة «حسم»، واحدا تلو الآخر، عبر ضربات استباقية متفوقة أمنيا.
 
ولا يعد الهجوم الإرهابي الأخير على البدرشين، هو الأول من نوعه، وإنما سبقه في فبراير الماضي، هجوما شنته جماعة «أجناد مصر»، التابعة لـ«داعش»، بالرصاص، على نقطة أمنية؛ ما أسفر عن مقتل شرطي، وإصابة اثنين آخرين، وهو ما يشير إلى أهمية هذه المنطقة؛ لأن الهجوم عليها يكون ذو صدى إعلامي واسع، باعتبارها منطقة أثرية مشهورة عالميا، كما أن استهداف الكمين المتمركز بمنطقة «أبوصير»، يعود إلى قربه من مالجبانات الأثرية؛ هو ما يسهل عملية الهرب، عقب تنفيذ الحادث، بالإضافة إلى أن منطقة جنوب الجيزة، التي تضم: الحوامدية، والبدرشين، والعياط، والصف، تشتهر بإيواء العناصر الإرهابية داخل ظهيرها الجبلي.
 
وتتشابه الواقعة المشار إليها، مع الجريمة التي وقعت اليوم، إذ أن أقوال شهود العيان، أكدت أن المتهمين كانا يستقلان دراجة بخارية، وبحوزتهم أسلحة آلية؛ أطلقوا منها وابلا من الرصاص على أفراد الكمين، وفروا هاربين، ما أسفر عن اسشتهاد ضابط، وأمين شرطة، و3 مجندين.
 
وأضاف الشهود أن الجناة حاولوا إشعال النار في جثث الشهداء، لكنهم فشلوا بسبب تجمع الأهالي نتيجة إطلاق الرصاص بكثافة. وكشف مصدر أمني مسؤول، بمديرية أمن الجيزة، أسماء الشهداء وهم: عبداللطيف أحمد، سيد أحمد، رمضان نادي، محمد عبد الحليم، وأحمد ضاحي. 
 
 
لماذا الجيزة؟
يمثل استهداف العناصر الإرهابية لمحافظة الجيزة بشكل متكرر، لغزا خاصا، في ظل العدد الكبير من العمليات التي وقعت داخل نطاقها، لكن حل هذا اللغز يبدو سهلا؛ إذا وضعنا في الاعتبار ما تتسم به المحافظة من صفات تسهل على الجماعات الإرهابية عملها.
 
ويعد الظهير الصحراوي المتسع، الذي يمتد على جميع أطراف المحافظة تقريبا، أول وأهم هذه السمات، بالإضافة إلى وجود بؤر إجرامية منتشرة في ربوع المحافظة، يسهل عليها إيواء العناصر الإرهابية، إلى جوار المجرمين الجنائيين، لا سيما أن الفئة الأخيرة، تمكنت من تكوين إمبراطوريات لها داخل الجيزة، وفي مناطق معروفة مثل: جزر النيل، والمناطق الأثرية، كما أن الجيزة تعد معقلا مهما للإخوان، الذين تحول عدد كبير منهم إلى العمل الإرهابي؛ انتقاما من الشعب، الذي وقف ضدهم في ثورة 30 يونيو.
 
التدخل الأمني
وإدراكا من الأجهزة الأمنية لخطورة محافظة الجيزة، فقد شهدت مختلف مناطقها، مداهمات أمنية متكررة، مثلما جرى في ناهيا، وكرداسة، وفيصل، والهرم، والعياط، وأسيم، وأطفيح، والبدرشين أيضا.
 
وأسفرت هذه المداهمات الأمنية عن إسقاط عدد من الخلايا الإرهابية ومنها: تصفية 9 عناصر إرهابية بعد معركة لمدة 5 ساعات خلال سبتمبر 2015، وكذلك إحباط محاولة لهجوم بالقنابل في فبراير 2016 ما أسفر عن مصرع 4 عناصر إرهابية، بالإضافة إلى أن كمين البدرشين، الذي تعرض لهجوم اليوم، سبق استهدافه خلال وقت فض اعتصامي رابعة، والنهضة، في 2014. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق