حادث البدرشين الإرهابي.. لا تبتأس بما يفعلون

الجمعة، 14 يوليو 2017 06:36 م
حادث البدرشين الإرهابي.. لا تبتأس بما يفعلون
محمد الشرقاوي يكتب:

تقول الطبيعة: «اضغط على رأس الثعبان يتحرك ذيله أكثر في محاولة للهروب»، تلك المقولة تنطبق تمامًا على الضغط العربي على الأفعى القطرية التي تنفث سموم الإرهاب في المنطقة كلها لزعزعة أمنها، وبالتالي كان لزامًا قطع العلاقات الدبلوماسية وفرض حصار اقتصادي على الدوحة كي تتراجع عن دعمها للإرهاب.  

مع استمرار ضغط الدول الراعية لمكافحة الإرهاب على الدوحة، تحركت أذرع قطر السامة في محاولة لتقويض استقرار دول المقاطعة، بعمليات إرهابية متزامنة في الدول الـ 4، كنوع من النكاية في تلك الدول، التي أكدت عن عدم تراجعها عن موقفها.

في صباح اليوم الجمعة،  استهدف 3 ملثمين يستقلون دراجات نارية، سيارة شرطة خاصة بتأمين المنطقة الأثرية بمدخل قرية أبو صير بمركز البدرشين محافظة الجيزة، أثناء عودتها من الخدمة، ما أسفر عن استشهاد 5 أفراد من الشرطة.

على الرغم من عدم إعلان أي تنظيم إرهابي مسئوليته عن الحادث، الذي لا ينفك عن إحدى اللجان النوعية لجماعة الإخوان أو داعش الإرهابي،  إلا أن ذلك يأتي ضمن جملة هجمات إرهابية يتعرض لها العالم.

الحادث الإرهابي، جاء بعد ساعات من حادث مشابه بالمملكة العربية السعودية، أمس الخميس، حيث استهدف مجهولون دورية لحرس الحدود في مدينة القطيف، واستشهد جندي سعودي وأصيب آخر.

حادث القطيف ليس الأول خلال أسبوع واحد، بل ارتفعت حدة الهجمات مع تصعيد الدول الراعية لمكافحة الإرهاب ضد قطر، وكان المثال الأقوى على ذلك، تزامن حادث مدينة رفح بشمال سيناء الأخير، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 26 جنديا مصريا – تبناه داعش - تزامن هو الآخر مع عدة عمليات إرهابية ضربت المملكة السعودية، حيث استشهد رجل أمن سعودي وأصيب 6 آخرين في هجوم إرهابي على دورية أمنية بمحافظة القطيف شرق السعودية.

وفي مصر أيضا، استهدف رجل شرطة في كمين على محور 26 يوليو، ثم تم استهداف ضابط أمن وطني في محافظة القليوبية، ثم استهداف عدد من رجال الشرطة في العريش، من قبل لجان نوعية للجماعة الإرهابية في المحافظات.

لن تخرج تلك العمليات عن كونها محاولات لإثارة الرأي العام ضد الأنظمة الحاكمة ف تلك البلدان، وإظهار عدم قدرتها على مواجهة الإرهاب مع أنها موجات يمر بها العالم أجمع.. وبالنظر إلى دول الجوار، فالأجهزة الأمنية المصرية حققت نجاحات كبيرة خاصة في محافظة الجيزة، فقد شهدت مختلف مناطقها، على مدار الأشهر الماضية، مداهمات أمنية متكررة، مثلما جرى في البؤر التي تصنفها «خطرة» لتمركز العناصر الإرهابية فيها، وهي ناهيا، وكرداسة، وفيصل، والهرم، والعياط، وأوسيم، وأطفيح، والبدرشين.

أسفرت جهود الأمن عن إسقاط عدد من الخلايا الإرهابية ومنها: تصفية 9 عناصر إرهابية بعد معركة لمدة 5 ساعات خلال سبتمبر 2015، وكذلك إحباط محاولة لهجوم بالقنابل في فبراير 2016 ما أسفر عن مصرع 4 عناصر إرهابية، بالإضافة إلى أن كمين البدرشين، الذي تعرض لهجوم اليوم، سبق استهدافه خلال وقت فض اعتصامي رابعة، والنهضة، في 2014.

إضافة إلى تصفية لجان نوعية فور التعامل معها، في ظل معلومات أمنية تفيد عن موجة جديدة من العنف بالتزامن مع ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة، وهو ما يتزامن أيضًا في مع استمرار الضغط على رأس الأفعى القطرية.

نجحت الداخلية المصرية في جعل المعادلة صفرية مع اللجان النوعية للإخوان، فبات العنصر الإجرامي على يقين بأنه لن ينجو فبالتالي، يحاول إسقاط أكبر عدد من الخسائر في صفوف الأمن، في استراتيجية تسمي «نكاية العدو» تعتمدها أغلب التنظيمات الإرهابية حول العالم.

«اضرب واجري وأنت ورزقك».. ابتعدت تلك الجماعات داخل مصر عن المواجهة المباشرة، وبالتالي أصبح تكتيك العمليات واحد، دراجات بخارية يستقلها عنصرين أو ثلاثة يحملون رشاشات كلاشينكوف مفتوحة على الوضع الآلي، علها تفلح.

الوضع لا يستدعي القلق، فما هي إلا محاولات في مصارعة الموت، غير أن هناك واجب على الأجهزة الأمنية في توسيع دائرة الاشتباه ودقة التحريات، واعلم علم اليقين أن كل المعارك لها معدلات خسائر، كما الحال في المناورات العسكرية، لذا لا تبتأس بما يفعلون. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق