«وأنا مالي».. لماذا لم يتدخل المواطنون لحماية الضباط في حادث البدرشين الإرهابي؟

السبت، 15 يوليو 2017 01:18 م
«وأنا مالي».. لماذا لم يتدخل المواطنون لحماية الضباط في حادث البدرشين الإرهابي؟
البدرشين
مجدي حسيب

سادت الفترة الأخيرة كثيراً من التساؤلات حول التغيرات، التي طرأت على طبيعة الشخصية المصرية، حيث كانت الشهامة والتفاعل، مع أكثر المواقف صعوبة من سمات المصريين، حتى لو كلف ذلك الشخص حياتة، لتنتشر ثقافة سلبية  ويرتفع شعار «أنا مالي» على حد تعبير أحد علماء الاجتماع،  فماذا حدث للمصريين.

السلبية واللامبالاة،  كشفتها الحوادث الإرهابية، والجرائم التي وقعت مؤخراً على مرأى ومسمع كثير من المواطنين، والذين لم يتفاعلوا بأي شكل ملحوظ، وهو مارصدته بعض الكاميرات عن الواقعة، ولم تكن واقعة الاعتداء على سيارة شرطة، بالقرب من كوبري أبوصير بالبدرشين، ما أدى لاستشهاد 5 من جنود الشرطة الأخيرة، فسبقها اغتيال أحد ضباط الأمن الوطني، بمنطقة الخانكة بالقليوبية، عقب خروجه من منزله بصحبة طفله، على مرأى ومسمع من الجميع مرة أخرى، وهو ما يطرح التساؤل عن التغيرات التى أصابت الشارع المصري، ليصبح لدية مشاهد إزهاق الأرواح معتادة ويتكيف معها.

ومن جانبه أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن المواطن المصري، تولد لدية حالة من النفور، وعدم التفاعل مع الأحداث، وأصبح متمرساً لقول: «أنا مالي»، فأصبحت هى اللغة السائدة، وأصبح المواطن المصري، يرفع شعار من تدخل فيما لايعنية سمع مالا يرضية.

وأشار «صادق» إلى أن هناك العديد من الأسباب، التي أدت إلى وصول المواطن المصري، لتلك الحالة من اللامبالاة، منها عدم وجود محاسبة حقيقية، لم يقدم على اقتراف أي جريمة خاصة، مايعتدى منها على حرية الآخرين، مشيراً إلى أن المجتمع المصري، من ثاني الدول على مستوى العالم فى نسبة التحرش، وهو ما يدلل على عدم وجود أمان فى الشارع المصري.

وتابع «صادق» أن الشق القانوني، هو أحد الأسباب الرئيسية، في وصول الشارع المصري لتلك الحالة، خاصة فى غياب قانون حقيقي، يحمي المواطن الذي يتدخل في تلك الأحداث، بل العكس يتم تعطيله، واستدعائه للشهادة والتحقيقات، وغيرها مما يسبب تعطل في مصالح المواطن، بالإضافة إلى حالة القلق من خشية التورط بشكل أو بأخر.

وأضاف «صادق» أن الشارع المصري أصبح عنيف بطبيعته، وهو نتاج لكثير من الأسباب أهمها الميديا، التى أصبحت تنقل الحروب بشكل مباشر على الهواء، والمشاهد الدائمة للعنف مما يخلق حالة من التعود، والتكيف على مشاهدة تلك المشاهد الدموية، وهو مايحتاج إعادة تقييم تلك الرؤية فى الطرح الإعلامي.

فيما قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، أن مايحدث فى الشارع المصري، ظاهرة طبيعية نتيجة غياب الثقافة، وبالتالي تحولنا من الرقي بالأخلاق إلى ثقافة الجنيه، والتقوقع حول الذات، مشيراً إلى أن المجتمع الذي يتبنى التحرش، بالأنثى ويبرره ويغض الطرف عنه، من الطبيعى أن يقبل أن يشاهد القتل بكل هدوء وثبات، مؤكداً أن الشعب المصري أصبح تحكمه ثقافة القطيع، وللأسف القادم أسوء.

من جانبه قال الدكتور صلاح فوزي، إنه أثناء العمل على ملف اللجنة العليا للإصلاح التشريعي، لتعجيل قانون الإجراءات الجنائية، تم طرح فكرة قانون لحماية الشهود، خاصة فى جرائم الإرهاب التي يتعقب فيها الإرهابيين الشهود فى القضية، ويتم التعرف عليهم أثناء المحاكمات، وبالتالي يسهل رصدهم، وهناك أكثر من نموذج تم بالفعل رصده وتصفيته بعد ذلك، الضابط محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني، الذي تم اغتياله خاصة أنه الشاهد الرئيسى فى قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى . 

أقرأ أيضا

محافظ الشرقية علـ«شهداء الواجب»: «دمائكم لن تضيع هباء»

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق