حضرة المتهم فتحى

الخميس، 03 أغسطس 2017 10:48 ص
حضرة المتهم فتحى
هبة العدوي تكتب:

صوت مفتاح الباب ..

-حبيبي وحشتني  إيه أخبارالشغل  ؟؟

-صمت ..

-تعرف.. عملت لك كل الأكل اللي بتحبه  ..

-صمت

أثناء الطعام :

-إيه رأيك في الأكل  ؟

-صمت ..

أثناء الويك إند :

-نفسي نخرج شوية يا حبيبي ..

-صمت

ويستمر الصمت ويتوغل وينتشر .. حتي ليكاد فتحي يُعرف منزليا ب( أخينا الأخرس ) ..الشارد السارح في ملكوته ..

لا يُخرجه من صمته إلا إحتياجاته الاساسية للبقاء ..

وحالة الصمت الكامل إنما تدل علي شيء واحد :

فتحي في الكهف  بيحل مشكلته أو بيفرغ طاقته السلبية .. وبما إننا في زمن الطاقة السلبية والمشكلات المريعة الجهنمية ..فغالبا فتوحي اليومين دول واخد إقامة دائمة في هذا الكهف.. ويا عيني علي كل فوزية ..

التي تأخذ موقف من إثنين :

إما تلوم نفسها لتقصيرها .. وتبدأ رحلة إصلاح شاملة كاملة ..بداية من قصة الشعر الجديدة وصولا لطريقة الكلام اللي بيحبها والفستان اللي بيحبه والأكل اللي بيحبه وكل اللي بيحبه علي أمل إنه يرجع يتكلم من تاني ..

وإما تلومه هو لتقصيره ..وتبدأ رحلة ( إنت معدتش بتحبني )

والنهاية ..  إن رد فعله في الإثنين  حيكون مزيدا من الصمت + مزيدا من البعد .

ليه ؟

لأنها في الحالتين بتضغط عليه ( فبيقاوم  ) ضغطها بإنه يبعد أكتر ..هكذا يحدثنا علم الديناميكة بقانونه الشهير (لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الإتجاه ) ..

خللي بالك يا فوزيتي الجميلة من (مضاد له في الإتجاه)

 كل اللي فتحي عايزه في اللحظة ديه, إنك تُقدِّري  صمته .. من غير ما تحسي بانك مُقصِرة ولا تحسسيه  بانه مُقصِر في حقك ..

بإنك تكوني ( فعل طبطبة ) .تتفهّمين صمته .. وتأوّليه لصالح المتهم المدعو ( فتحي  )

الحقيقة إن فوزية غالبا (ولأنها لا تعلم القاموس الفتحاوي ) :

 إما تبتعد هي أيضا .. ويصبح المنزل خاويا علي عروشه .. بلا أي معني .. جدران صامتة ..

أو تبدأ رحلة الصراخ تحت شعار :

-طلقني يا فتحي

وفي الحالتين .. يصبح المنزل لا يُطاق .

 

طيب قبل أن يحدث كل ذلك إليك روشتة قصيرة مُسربة من القاموس الفتحاوي لكي تجعليه ينطق بكلمة أو إثنتين علي الأكثر (متبقيش طماعة )   :

 

1-توقعاتك + واقعية  = تَفهُّم .. توقعاتك + خيالية = إحباط

حضّرتي نفسك وحضّرتي أجمل أكلة و أجمل حاجة من كل حاجة  .. وإنتي بتحضّريهم حضّري (عقلك ) إنه ممكن يرجع من شغله متنكد عليه من حيث لا تعلمين..آه أنا حذرتك أهو ..

فأنتِ عندما تتوقعين ردود أفعال له معينة خيالية مرسومة داخل عقلك  .. إذا لم تجديها تُحبَطين ..

فإذا كنت فوزية المنسحبة .. زادك إحباطك إنسحابا ..

وإذا كنتي فوزية المهاجمة زادك إحباطك عليه هجوما ..

انما إذا كنتِ فوزية الذكية.. فستنظرين للواقع فتجديه منهكا تمام الإنهاك فتتفهمين حالته وتقدريها ..ويستتبع ذلك تقديره ومن ثَم إنفتاحه .. وكلامه يا فوزيتي الجميلة.. ولو بعد حين ..

 

2- تقبلي  صمته

جمل زي.. خد راحتك ..  كل اللي عايزاه إنك تبقي أحسن.. لو إحتاجتني أنا هنا جنبك.. حتفهمه إنك متقبلة حالة صمته اللي أصلا مش حيخرج منها إلا عن طريق  (تقبلك) لها.. آه زيمبؤلك كده ..

 

3-إرغي .. بس .. مهم أوي تختاري الوقت المناسب

 هو البيت له حس من غير رغي الستات اللي فيه..

لما تحبي إنه يتكلم, إتكلمي إنت وإفتحي مواضيع مختلفة..

لكن لا تستهلِ حديثك بكونك ( المفتش كرومبو) اللي أدامه حضرة المتهم فتحي..

إزاي؟

عارفة إنتِ لما تقعدوا مع بعض وتكوني حاسة إنه وقت مناسب.. فتبتدي الحديث ب:

ما تكلمني شوية يا فتوحي عن شغلك؟

ما تكلمني شوية يا فتحتح عن إيه أكتر حاجات بقيت بتحبها؟

فاكر أيام خطوبتنا يا توحة.. ها لو فاكر قولي ؟

أهو اللي فات ده وما شابهه هو( فوزية القفيلة ) بعينها .. لأنها كده ( بتضغط ) عليه ..اللي زي ما قلنا حيرفضها ويبعد..

  إبدأي إنتي الكلام عن حياتك وإهتماماتك ..عن أيامكم الحلوة .. عن أي موضوع تلاقيه بيسمعك فيه وشوية شوية حيبتدي يتكلم أو حتلاقيه بينفتح معاكي وبيرتاح .. والحب عند الكائن الفتحي يا فوزية= راحة قبل ما يكون كلام ..

 

5- قدّري شخصه الكريم

الكائن الفتحي  يعز التقدير زي عينيه.. جمل زي:

 برتاح معاك في الكلام.. أنت أكتر حد بحب أفضفض معاه.. مُقدرة تعبك بس ماليش غيرك حد أتكلم معاه..

كل الجمل ديه بتديه إحساس بتقديرك له اللي يعتبر إحتياج أساسي من إحتياجاته النفسية.. وحيخليه ينفتح ويتكلم أكتر.. تذكري دوما هو إنبهر بكونك فوزية أولا ثم بنظرات إنبهارك بقدرته الفائقة على فتح (برطمان الصلصة) بتاعك لما كنتِ بتعملي المكرونة في كوكبك في مقالي السابق..

إحساسه بالتقدير بيرضيه فيراضيكِ..

 

 

6-حرريه بتحررك منه وكونك امرأة مستقلة

عزيزتي الفوزية:

الجملة السابقة قد  تبدو بسيطة لكن معانيها عميقة.. فكلما تحرر الكائن الفتحي من نظرات لومك وشكوكك وتبدلت بنظرات ثقتك الممزوجة بامتنانك له.. كلما أحبك أكثر.. اقترب أكثر.. انفتح أكثر.. فبدأ يعني يادوب يتكلم شوية.. 

ثقتك بنفسك واستقلاليتك حتسهل قدرتك على تفهُّمه.. وتحررك منه فبالتالي تحرره..


7- كوني إمرأة سعيدة

الحقيقة.. إن قمة سعادة الرجل كما يحدثنا علم النفس عن (الرجل الفتحاوي الأصيل).. بتكون في إنه يشوفك سعيدة.. تخيلي!!

فعندما يسمع منك جمل مثل: حياتي معاك بقت لا تطاق.. إنت مش حاسس بيا ولا عمرك حتحس..

بيفقد أي رغبة في استمرار عطاؤه لكِ، اللي ترجمته في قاموسه بتقول له: إشتغل عشان تسعدها..

 أعلم أن في قاموس الفوزيات صعب  تفهم تلك الفكرة.. لكنها الحقيقة التي تدفعه لتحمل مشاق عمله ..

 فعندما يجدك تعيسة .. تنهار قواه فيبتعد لمزيدا من كهفه او لمزيدا من صراخه رافضا عدم تقديرك .. كل ذلك لا يتم مناقشته بالعقل الواعي .. فقط هو يقع في منطقة خلف الخناقة اللي غالبا بتكون علي أمور تافهه

إسعدي نفسك أولا فتسعديه فيسعدك فتعيشوا (شوية ) في تبات ونبات ..يؤهلكم فيما بعد لمشاق الحياة الزوجية خاصة لما تجيبوا الصبيان والبنات.. اقتنصي لحظات من الفيري تيل وحكاوي أساطير الأميرة والأمير..

 

*حضرة المتهم فتحي:

إطمن إحنا في كوكب الفوزيات عارفين إنك بريء.. لكن أعرف إن سعادتها في حبك لها بطريقتك اللي إنت وحدك عارف إنها بتحبها ..وديه مسئوليتك..

*حضرة الكائن الفوزية:

لا تجعلي صمت الكائن الفتحي، تهمة عليه إحضار أدلة تنفيها.. بل إجعلي نفسك (محامية عنه) قبل أن تكوني قاضية تحكم عليه.

وتوتة توتة فرغت المرة ديه الحدوتة.

طيب إيه رأيكم حلوة ولا ملتوتة ؟.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق