قلق أمريكي من مساعي الصين لتعزيز تواجدها العسكرى فى القرن الأفريقي

السبت، 05 أغسطس 2017 11:36 ص
قلق أمريكي من مساعي الصين لتعزيز تواجدها العسكرى فى القرن الأفريقي
الجيش الصينى

عززت الصين تواجدها العسكرى فى منطقة القرن الأفريقى بعد قيامها بتحريك مزيد من وحدات البحرية الحربية الصينية إلى مياه خليج عدن وهو ما تم على دفعات اعتبارا من مطلع يوليو الماضى .

وذكرت دورية "جينز" المتخصصة فى شئون الدفاع والعلاقات الدولية أن الصين باتت تملك مركزا للخدمات اللوجيستية الحربية فى جيبوتى وهو المركز الذى تعتبره الدوائر الغربية "أول قاعدة عسكرية" للصين خارج الاراضى الصينية بينما تؤكد السلطات الصينية أنه مركز لعمليات الاغاثة ومكافحة القرصنة فى افريقيا وغرب أسيا .

ومنذ العام 2008 تلعب الصين دورا نشطا فى دعم الجهد الدولى المكافح للقرصنة فى منطقة باب المندب والقرن الأفريقى وخليج عدن ، وأمرت أسطولها الحربى بالتأهب لتنفيذ أى عمليات انتشار واجبة فى مياه المتوسط ، وفى العام 2011 أرسلت طائرات نقل لإجلاء 35 ألف صينى من ليبيا بعد تفجر الأوضاع الأمنية بها ، وفى العام 2015 دفعت الصين بثلاث سفن حربية من اسطولها المخصص لمكافحة القرصنة فى باب المندب لتنفيذ عملية إنقاذ لمواطنين صينيين من الموت فى اليمن ، وفى العام نفسه نفذت البحرية الصينية أول تدريب مشترك مع البحرية الروسية فى مياه المتوسط .

وتمتلك الولايات المتحدة واليابان وفرنسا ودول أخرى عديدة تواجدا عسكريا بأشكال ومسميات متعددة فى جيبوتى ذات الموقع الاستراتيجى على مدخل البحر الأحمر الجنوبى والمحيط الهندى ، وتحوي "كامب لومينير" وهي قاعدة عسكرية امريكية أكبر تواجد عسكرى أجنبى فى القرن الافريقى ، وشهدت تلك القاعدة الأمريكية عدة توسعات منذ بنائها فى العام 2001 ، وبدءا من العام 2002 ارتفع عدد العسكريين الامريكيين الموجودين فيها من 900 الى 5000 فرد، كما توجد فى القاعدة مراكز قيادة وسيطرة على عمليات القتال التى تقوم بها الطائرات التى تعمل بالتوجيه عن بعد وتستخدمها الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب وأعمال الاستطلاع. وتستأجر واشنطن القاعدة من جيبوتى مقابل 63 مليون دولار سنويا ، كما تمتلك مركزا مماثلا فى مطار شابيلى الواقع على مسافة ستة اميال / 9.5 كم / جنوب غرب العاصمة الجيبوتية .

ولأن المركز اللوجيستى الصينى الجديد فى جيبوتى "القاعدة الصينية " يقع على مسافة قريبة من قاعدة " كامب لومينير " الامريكية ، يبدى البنتاجون انزعاجه من هذا الشكل الجديد للوجود الصينى الجديد فى جيبوتى ، ففى أغسطس 2015 كشفت مصادر أمريكية عن طلب من حكومة جيبوتى بإخلاء قاعدة عسكرية أمريكية أقل أهمية وهى قاعدة / اوبوك / العسكرية حيث سيتم تسليم منشآت تلك القاعدة إلى الصين لإيواء 10 آلاف صينى تراهم الاستخبارات الامريكية " قوات عسكرية " بينما تعتبرهم الصين "عمال انشاءات " ، حيث تعمل الصين على انشاء خدمة سكة حديدية تربط جيبوتى بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا وهو مشروع يتكلف 3 مليارات دولار أمريكى .

ولا تخفى الدوائر الغربية قلقها من إمكانية أن ينعكس التقارب بين جيبوتى والصين على حرية عمل الأمريكيين فى قاعدة "كامب لومينير" واحتمالية فرض جيبوتى قيودا على أنشطتهم التى تعمل على جمع المعلومات الاستخبارية لأغراض مكافحة الارهاب فى هذا الجزء من العالم .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق