رغم تفاقم الأزمة مع موسكو.. ترامب يؤكد على ضرورة تطبيع العلاقات مع روسيا

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017 10:00 ص
رغم تفاقم الأزمة مع موسكو.. ترامب يؤكد على ضرورة تطبيع العلاقات مع روسيا
ترامب
كتب يحيي ياسين

في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنلندي، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في تحسين العلاقات بين بلاده وروسيا، مشددا على أن هذا الأمر في مصلحة العالم كله وسيتحقق في نهاية المطاف.

يأتى ذلك عقب ما تشهده واشنطن من توتر فى العلاقات مع موسكو بعد مناقشة الكونجرس مشروع قانون يفرض عقوبات على كل من (روسيا، وإيران، وكوريا الشمالية)، وتوقيع ترامب عليه، الأمر الذى رفضته موسكو وأجرت بعد الردود على إثر هذه العقوبات.

وقال ترامب، «آمل بأن تكون علاقاتنا مع روسيا جيدة. لقد كنت أعلن عن ذلك بصوت عال وواضح وأقول ذلك منذ سنوات طويلة. وقلت إنه سيكون جيدا لو كانت علاقاتنا مع روسيا ممتازة، أو على أقل التقدير، جيدة، إنه أمر مهم جدا، وأعتقد أن ذلك سيحدث في وقت ما».

ورغم موقفه العدائى واتهاماته المستمرة لموسكو بمحاولة التدخل فى الإنتخابات الأمريكية المجراة خلال العام المنصرم، إلا أنه شدد على أهمية تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا لأنها بلد كبير وبلد نووي، ومن الأفضل أن نحسن العلاقات معها، وهو في مصلحة الجميع والسلم وأشياء أخرى على حد تعبيره.

وفى تساؤل وجهه الصحفيين لترامب إذا اعتبر روسيا تهديدا لأمن الولايات المتحدة، حيث أعرب الرئيس الأمريكي امتناعه عن الرد المباشر على السؤال بقوله «أعتقد أن دولا كثيرة تمثل تهديدا للأمن، نعتقد أن ذلك جزء مهم من العالم وبإمكاننا التغلب على جميع التهديدات»، موضحًا أن الولايات المتحدة في حال تفاقم الوضع في منطقة البلطيق، أنها ستدافع عن هذه المنطقة بكل حزم.

من جانبه أعلن الرئيس الفنلندي، «ساولي نينيستو»، أنه من الضروري توسيع الحوار بين روسيا وحلف الناتو لتفادي الصراعات، بخاصة في ضوء إجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق في منطقة البلطيق ونقل مركبات عسكرية وعتاد هناك.

الرئيس الفنلندى

وأضاف مشددا أنه قبل نحو عام، خلال اجتماع الناتو، أعلنت جميع الدول (الأعضاء في الحلف) أنه في التعامل مع روسيا يجب أن يكون عنصران، الردع والحوار، في آن واحد.

وبذلك العقوبات الأمريكية المفروضة مؤخرًا، لن تكون سوى أداة توتر جديدة، لن تجنى من ورائه الولايات المتحدة إلا المزيد من الإصرار على إنهاء الهيمنة الأمريكية، وتكريس تعددية الأقطاب، التى لن تعرقلها سياسات العقوبات أو نشر المزيد من القوات الأمريكية، بل إن فشل العقوبات فى تحقيق أهدافها سيشكل ضربة جديدة إلى الهيبة الأمريكية المتداعية.

يذكر أن الكونجرس أصدر مشروع قانون يسمح  بتفعيل أوسع عقوبات ضد الدول الثلاث، وقد كان من الصعب على الرئيس ترامب استخدام حق الفيتو لوقف تنفيذه، حتى لا يزيد من قوة الحملة التى تتهمه بالتعاون مع روسيا فى التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى جاءت به إلى المقعد البيضاوي.

ويعتبر الإفراط الأمريكى فى استخدام العقوبات قد يلحق بها ضررا كبيرا، فمنع التعامل الاقتصادى مع كثير من الدول والشركات يحرمها من فرص تجارية واستثمارية، تستفيد منها دول أخرى، وربما يعزز إرادة الدول المستهدفة بالعقوبات فى تشكيل تحالفات اقتصادية معادية للولايات المتحدة، وأبدت كل من فرنسا وألمانيا الاستياء من العقوبات الأمريكية، ورأت أنها تزيد الأمور تعقيدا، وتنتهك الاتفاقيات والقوانين الدولية، وهو ما يعنى أن أوروبا لن تسير فى ركب القرارات الأمريكية الأحادية، ولهذا لن يكون لها القوة الكافية للتأثير، بل ستزيد من الفجوة بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة