«بيرلس».. أسم كبير اختفى بسبب الأزمة الاقتصادية

الجمعة، 01 سبتمبر 2017 04:00 م
«بيرلس».. أسم كبير اختفى بسبب الأزمة الاقتصادية
سيارة بيرلس
شريف على

رغم أن الكثير من الأسماء الكبيرة في عالم صناعة السيارات بدأت كشركات منتجة للمركبات التي تجرها الخيول والدراجات الهوائية، كانت هناك شركات أخرى بدأت بدايات غير تقليدية منها شركة بيرلس التي بدأت كشركة منتجة لماكينات عصر وتجفيف الملابس. ولكن على الرغم من تلك البداية غير التقليدية، كانت بيرلس أحد أعظم ماركات السيارات في تاريخ الولايات المتحدة والتي لسوء الحظ لم تستمر طويلاً.

بدأت الشركة في الأساس في ولاية أوهايو عام 1869 وبعدها انتقل مقرها إلى كليفلاند في عام 1880. وقد أدى انتشار الدراجات الهوائية في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر إلى تحول الشركة إلى هذا النوع من المنتجات في عام 1891، وعندما انهارت تجارة الدراجات، غيرت الشركة نشاطها إلى إنتاج السيارات.

في عام 1901، وبناء على توجيهات كبير مهندسي الشركة الجديد لويس مويرز، بدأت بيرلس في تصنيع سيارة خفيفة بأربع عجلات ومحرك ذي سلندر واحد. واعتمدت السيارة في تصميمها على سيارات دي ديون بوتون الفرنسية. وعلى ما يبدو لم يكن كبير مهندسي الشركة راضياً عن السيارة الفرنسية الأمر الذي دفعه إلى تطوير موديلين الأول مجهز بمحرك ذي سلندر واحد والثاني بمحرك ذي سلندرين. ظهرت السيارتان في عام 1902 وهو نفس العام الذي تغير فيه إسم الشركة من "بيرلس للصناعات" إلى "بيرلس لصناعة السيارات. وكان لكلتا السيارتين ما سيكون فيما بعد التكوين التقليدي للسيارة أو محرك في المقدمة لدفع العجلات الخلفية عن طريق محور خلفي. وكان لسيارات الشركة بعض الملامح المتقدمة ومنها مضخة الماء، والإطار الفولاذي الذي يأخذ شكل جسر متقاطع وعجلة القيادة التي يمكن إعادة ضبط وضعها. بل كان للسيارة أيضاً شكلاً من أشكال نظام التحكم في السير المتكرر من أداة تجعل سرعة المحرك ثابتة. وفي عام 1903، أضافت بيرلس موديلاً ثالثاً تم تزوديه بمحرك ذي 4 سلندرات.

ولتحقيق الشهرة، شاركت بيرلس في سباقات السيارات ومنافسات صعود التلال وحققت في معظم مشاركاتها نجاحاً لا بأس به.

في عام 1905، وصل حجم إنتاج الشركة من السيارات إلى قرابة 300 سيارة سنوياً وكانت الموديلات الكبيرة مزودة بمحركات تصل قوتها إلى نحو 60 حصاناً. ومع الاهتمام بمستويات الفخامة ونشر الإعلانات في المجلات الأمريكية الراقية، كانت بيرلس من السيارات التي تستهدف الأثرياء دون أدنى شك.

كإشارة أخرى إلى مكانة الشركة المتميزة بين صانعي السيارات الأمريكيين في بدايات القرن الماضي، أضافت بيرلس موديل مزود بمحرك ذي 6 سلندرات في عام 1907، وكانت تلك السيارة من الأوائل التي تستخدم هذا النوع من المحركات بديلاً لمحركات 4 سلندر. وبحلول عام 1912، قدمت بيرلس ومنافستها شركة بيرس أرو محركات 6 سلندر بسعة 13500 سي سي وكانت سعة هائلة حتى أن موسوعة جينيس للأرقام القياسية اختارت كلاهما كأكبر المحركات سعةً بين السيارات المنتجة بشكل تجاري. وفي العام التالي توقفت الشركة عن تقديم الموديلات المزودة بمحركات 4 سلندر. وفي هذا الوقت تحديداً كانت الشركة بين الثلاثة الكبار في تلك الفترة من حيث الفخامة مع شركتي "باكار" و"بيرس أرو"

في عام 1911، أضافت بيرلس الشاحنات إلى قائمة منتجاتها وخلال الحرب العالمية الأولى قامت بتقديم الكثير من السيارات والشاحنات إلى أوروبا. ولسوء الحظ تدهورت مبيعات سياراتها المدنية وربما كان السبب الرئيسي وراء ذلك هو الاضطرار لإنتاج ثلاث سيارات كل منها مزودة بمحرك ذي 6 سلندرات الأمر الذي جعل موديلات الشركة الثلاث تتنافس مع بعضها البعض في سوق السيارات الفارهة المحدود خلال تلك الفترة. حاولت الشركة معالجة تدهور المبيعات خلال تلك الفترة بطرح موديلات مزودة بمحركات ذات 4 و6 سلندرات في عام 1915. وفي العام التالي حذت الشركة حذو كاديلاك وتحولت حصرياً إلى طرح موديل مزود بمحرك 8 سلندر. وقد ساعد ذلك على قفزة كبيرة في مبيعات الشركة الأمر الذي أدى إلى إضافة مباني جديدة لمصنع الشركة بعد أن وصلت مبيعاتها من الموديل الجديد في عام 1916 إلى أكثر من 5 آلاف سيارة.

وبحلول عام 1920 ارتفع حجم الإنتاج إلى 6 آلاف سيارة ثم انخفض إلى 3500 سيارة في العام التالي. وإدراكاً من الشركة بمحدودية سوق السيارات الفارهة في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة، قدمت الشركة في عام 1925 سيارةً أقل سعراً بمحرك 6 سلندر.

رغم أن سيارات بيرلس كانت رائعة بمقاييس تلك الفترة، غير أن المنافسة القوية من أسماء لامعة أخرى مثل كاديلاك وباكار أضف إلى ذلك تغييرات عديدة طرأت على ملكية الشركة وإدارتها تسببت إلى حد بعيد في حالة من عدم الاستقرار. وعلاوة على ذلك كان الحصول على تمويل لصناعة السيارات في كليفلاند صعباُ مقارنةً بالحصول على تمويل لصناعات السيارات في ديترويت العاصمة التقليدية للسيارات في الولايات المتحدة.

بدأت مبيعات الشركة في التدهور بشكل مستمر من 10 آلاف سيارة في عام 1926 إلى حوالي 4 آلاف فقط في عام 1930. وخلال عامي 1930 و1931 تم طرح موديلات بمحركات 8 سلندر علماً بأن تلك الفترة شهدت حالة انهيار اقتصادي في الولايات المتحدة الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول هذا الاختيار. ورغم أناقة وجودة تلك السيارات، لم يكد عام 1931 يمر حتى توقف إنتاج الشركة عن عمر لم يتجاوز ثلاث عقود.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق