قصة ظهور أولى سيارات بورش

الجمعة، 01 سبتمبر 2017 06:00 م
قصة ظهور أولى سيارات بورش
سيارات بورش الرياضية
شريف على

تتمتع سيارات بورش اليوم بمكانة عالية بين السيارات الرياضية في العالم، وتعد سيارات الشركة اليوم بين أغلى السيارات في العالم. والواقع أن تلك المكانة تتناقض مع بدايات الشركة التي كانت متواضعة للغاية.

ترجع تلك البداية إلى منتصف ثلاثينيات القرن الماضي. ففي مكتب تصميمات بورش بشتوتجارت الألمانية، أكمل فرديناند بورش تصميم موديل فولكس فاجن في منتصف الثلاثينيات. ولكن بعد إنشاء مصنع جديد وإندلاع الحرب العالمية الثانية لم يبدأ إنتاج السيارة بشكل جاد سوى في عام 1945 . وحتى في تلك الفترة كان الإنتاج هزيلا، حتى عام 1948 لم يتجاوز الإنتاج أكثر من 25 ألف سيارة.

بعد الإنتهاء من تصميم موديل بيتل الشهير، كان فرديناند يحلم بتصميم سيارة رياضية قبل الحرب العالمية الثانية وشاركه أبنه فيري في هذا الحلم. وبالفعل قامت شركة بورش بتصميم نموذجين تجريبيين لسيارات كوبيه رياضية الأولى لبورش والثانية بتكليف من فولكس فاجن.

إعتمدت الكوبيه المصممه لفولكس فاجن على مكونات فنية من تلك الشركة ولكنها كانت بشكل يتمتع بديناميكا هوائية عالية. وكان الهدف من تلك السيارة هو الدعاية لفولكس فاجن من خلال المشاركة في  سباق برلين-روما وكان قد بدأ التخطيط لهذا السباق. إعتمدت سيارة فولكس فاجن على محرك ذي 4 سلندرات من إنتاج الشركة وكان هذا المحرك يعمل بتبريد الهواء كما تم تعديله لتصل قوته إلى 50 حصانا وهي قوة تعادل ضعف قوة محرك موديل بيتل العادي.

خطط بورش أيضا لإستخدام مكونات بورش لسياراته أيضا، ولكن عندما لم تسمح فولكس فاجن له بذلك، قام بوضع تصميم مختلف تماما جاء ككوبيه رشيقه تم تزويدها بمحرك V10  يعمل بتبريد الماء سعته 1500 سي سي وله كامتين علويتين. في تلك السيارة، تم تثبيت المحرك بين مقاعد الركاب والمحور الخلفي. وكان لتلك الكوبيه نظام تعليق خلفي مكون من قضيب إلتوائي . ووعدت الشركة بأن تتمتع السيارة بأداء رياضي قوي.

تسبب إندلاع الحرب العالمة الثانية عام 1939 في توقف الأنشطة الرياضية لبورش، وخلال تلك الفترة إنخرطت الشركة في المجهود الحربي من خلال العمل لحساب الحكومة الألمانية وأشتمل لك على تصميم الدبابات الحربية.

ومع تعرض شتوتجارت لضربات جوية قاسية من قوات الحلفاء خلال الحرب، إنتقل جزء من مجموعة بورش في عام 1944 إلى مصنع قديم في أقليم كارينثيا بالنمسا والذي يقع على بعد 113 كيلومترا من أقليم سالتزبورج. وفي  ذلك المكان تم تصميم وتصنيع أول سيارة تحمل شعار بورش. وبدا واضحا أن الشركة الإستشاارية التي أنشأها بورش لتصميم السيارات لحساب الغير على وشك الدخول إلى مجال صناعة السيارات لحسابها الخاص.

مع إنتهاء الحرب العالمية الثانية، دخل فرديناند بورش وأبنه فيري السجن بسبب إتهامات الفرنسيين لهم بالتعاون مع النازي. خرج كلاهما من السجن في عام 1947 وأستأنفا مشروع السيارة بورش. في تلك الفترة كان فرديناند قد بلغ من العمر 72 عاما وكانت حالته الصحية قد ساءت بسبب ظروف السجن ولهذا كان دوره في مشروع تطوير السيارة إستشاريا بينما كان العبء الأكبر في تصميم وتطوير السيارة الجديدة واقع على عاتق فيري.

كان مصنع فولكس فاجن الضخم قد أصيب بأضرار جسيمة نتيجة قصف قوات الحلفاء خلال سنوات الحرب. ولكن بعد إنتهائها، القوات البريطانية المحتلة بإعادة تشغيل المصنع مرة أخرى ولكنه لم يكن ينتج سوى أعداد متواضعة من موديل بيتل. في تلك الأثناء، لم تكن بورش من الشركات الغنية ولهذا قررت الإستعانة بمكونات منخفضة التكاليف من إنتاج فولكس فاجن ووافقت الأخيرة على ذلك. وبدأ مشروع السيارة بورش رقم 356 في عام 1947 .

إستخدمت شركة بورش في سيارتها الأولى محرك فولكس فاجن ومحور عكسي ولكن تغير وضع المحرك الذي تم تثبيته أمام المحور الخلفي بنفس الشكل الذي قام به بورش في سيارة السباق التي قام بتصميمها من قبل.

تم تعديل محرك فولكس فاجن سعة 1131 سي سي فزاد معدل الإنضغاط فيه وتم تزويده برؤوس جديدة للسلندرات زاد فيها قطر الصمامات. ومع تلك التعديلات زادت قوة المحرك إلى 40 حصانا. إعتمدت تلك السيارة أيضا على شاسيه أنبوبي وكان تصميمها الخارجي على بسيطا على شكل موديل رودستر  توافر فيه مقومات جيدة للديناميكا الهوائية. وفي مايو عام 1948 ظهرت أولى سيارات بورش.

وبالتوازي مع مشروع بورش 356 رودستر، تم تطوير نسخة فاستباك كوبيه حملت أسم 356/2 وكان محرك تلك النسخة في نفس موضع محركات فولكس فاجن وراء المحور الخلفي. ورغم أن هذا الوضع كان يجعل السيارة تميل إلى الجنوح بعض الشئ إلى إتجاه عكسي للتوجيه، فإن مميزته تمثلت في توفير مساحات كبيرة داخل السيارة.

إستخدمت شركة بورش في تلك السيارة الكثير من مكونات فولكس فاجن بما في ذلك الشاسيه والعجلات والفرامل ونظام التوجيه ومعدات إمتصاص الصدمات. وتم الإنتهاء من تلك النسخة في يوليه 1948 لتصبح الأساس الذي أعتمدت عليه الشركة عند إنتاج موديل 356 الذي ظهر في شكله النهائي خلال معرض جنيف في مارس 1949 .

إنتقد البعض الوضع الخلفي للمحرك ولكن إنبهرت صحافة السيارات بأداء سيارة بورش الجديدة. ولكن بدأ الإنتاج ببطء، فخلال عام 1948 لم ينتج من الموديل سوى 4 سيارات فقط.

في عام 1950 ، إنتقل إنتاج بورش إلى زوفنهاوزن، وقامت شركة ريوتر بإنتاج هيكل سيارات بورش بدلا من إنتاجها يدويا خلال وقت سابق. وقامت بورش أيضا بإستئجار مساحة داخل مصنع ريوتر لتصنيع سيارتها وكانت نتيجة تلك الجهود هي أنه بحلول نهاية عام 1950 وصل الإنتاج إلى حوالي 300 سيارة. وبدأت الشركة تشق طريقها نحو المجد حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة