«التحول من الإسلام للمسيحية».. بوابة لدخول اللاجئين لألمانيا عبر الكنائس

الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 05:02 م
«التحول من الإسلام للمسيحية».. بوابة لدخول اللاجئين لألمانيا عبر الكنائس
لاجئين - ارشيفية
محمود عثمان

في ظل معاناة عدد كبير من السوريين من ويلات الأوضاع هناك والصراع الدائر بين أطراف المعركة التى لا ناقة لهم فيها ولا جمل يحزم الكثير منهم أمتعتهم بحثا عن ملاذ آمن، طالبين اللجوء إلى الدول الأوروبية والتى يأتى على رأسها ألمانيا، حيث ذكر مكتب الإحصاءات الاتحادي الألماني فى يوليو الماضى أن عدد سكان البلاد زاد بواقع 600 ألف العام الماضي ليصل إلى 82.8 مليون نسمة وهو رقم قياسي نتيجة عدد اللاجئين الذين وصلوا البلاد.
 
وفي ظل وقوف الديانة الإسلامية عائقا أمام حصول الفارين من الجحيم إلى هناك بحثا عن الأمان يضطر بعضم للتحول إلى المسيحية، ولكن يبقى التساؤل مطروحا هل هذا التحول من تلقاء أنفسهم من أجل تسهيل الحصول على حق اللجوء أم أن الكنائس الألمانية هى من تسعى لذلك أو على الأقل ترحب بذلك التحول.
 
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن مئات من الكنائس الألمانية تحتضن طالبى اللجوء المسلمين الذين وصلوا إلى ألمانيا هربا من مشكلات وصراعات عنيفة فى بلادهم، مؤكدة أن كثيرين منهم تحولوا للمسيحية لاحقا.
 
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أنه عندما فتحت ألمانيا أبوابها للاجئين فى ذروة أزمتهم عام 2015، لعبت الكنائس والمنظمات التابعة لها دورا مهما فى التعامل مع الأمر، فلعب أغلبها دورا فى فصل الدين عن الإغاثة الإنسانية، لا سيما تلك التى تنفذ مشروعات إغاثة ممولة من الدولة، لكن بعد مرور 3 أعوام تدافع بعض الكنائس بشكل أكثر فاعلية عن اللاجئين، بل تستضيف طالبى اللجوء المرفوضين، حتى لا تقوم الشرطة الألمانية بترحيلهم، مقدمة فى الوقت ذاته الاستئناف القانونى اللازم لقضاياهم.
 
وأضافت واشنطن بوست في تقريرها، أن كثيرين من المستفيدين من اللجوء للكنائس تحولوا إلى المسيحية، وهو العمل الذى أدى لتوجيه انتقادات من قبل الجماعات الإسلامية، وإثارة شكوك السلطات الألمانية، ويخضع اللاجئون فى الاتحاد الأوروبى لقانون يسمى "لائحة دبلن" التى تتطلب أن يقدم طالبو اللجوء أوراقهم فى البلد الذى دخلوا الاتحاد الأوروبى من خلاله، فلو أن لاجئا فى ألمانيا دخل الاتحاد عن طريق إيطاليا، فإن سلطات ألمانيا يمكن أن تعيده بموجب تنظيم دبلن.
 
وكشفت تقارير إعلامية فى مايو 2016 عن تحول عدد من اللاجئين المسلمين الهاربين من الحروب باتجاه الاتحاد الأوروبي إلى الديانة المسيحية، لتسهيل عملية قبول السلطات لطلبات لجوئهم، حيث ذكرت صحيفة صنداي تايمز في تقرير لها بعنوان «لاجئون مسلمون في ألمانيا يحتشدون للتحول للمسيحية»، عن أحد اللاجئين الذي كان يدعى "محمد" عندما جاء لألمانيا ليتحول لاحقا إلى المسيحية ويصبح بنيامين.
 
وقالت: كان اسمه محمد عندما وصل إلى ألمانيا العام الماضي لطلب اللجوء، ولكن بعد اعتناقه المسيحية أصبح الشاب البالغ من العمر 23 عاما يدعى بنيامين، مشيرة إلى أن الكنائس الألمانية بات بها وجوه غير مألوفة وتعميد جماعى لعدد من اللاجئين وزيادة عدد المتوافدين على كنيسة شتيغليتز 4 أمثال إلى 700 منذ بدء أزمة اللاجئين فى صيف 2015.
 
وأشار التقرير إلى أن الكثير من المعتنقين الجدد للمسيحية الذين قابلهم في الكنيسة كانوا يرتدون صلبانا كبيرة للتدليل على دينهم الجديد، كما أن بعضهم وشم يده بالصليب"، حيث يعتبر التحول من الإسلام إلى المسيحية مبررا قويا لقبول طلبات اللجوء في ألمانيا نظرا لأن الكثير من الدول الإسلامية تعاقب المرتدين، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام.
 
ورأت الصحيفة أن السلطات الألمانية، التي تواجه المهمة الصعبة المتمثلة في التمييز بين من يتحول للمسيحية عن قناعة ومن يتحول لها لغرض الحصول على اللجوء، تحاول اختبار نوايا اللاجئين وذلك بسؤالهم في الدين المسيحي، مثلا عن الوصايا العشر أو عن الأهمية الدينية لعيد القيامة.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق