الطبيعة القاسية تغضب على الجزء الغربي من كوكب الأرض

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 09:57 م
الطبيعة القاسية تغضب على الجزء الغربي من كوكب الأرض
عاصفة

أعاصير، تسونامي، فيضانات، وزلازل أشكال مختلفة من غضب الطبيعة على الإنسان، ولا شيء يمكنه الوقوف أمام هذا الغضب أو حتى تهدئة روعه، وتقف الوسائل العلمية الحديثة عاجزة أمامه غير قادرة في بعض الأحوال عن التنبؤ بحدوث الكوارث الطبيعية أو إيقاف أو تلافى آثارها المدمرة التي تصر على إضافة أعداد جديدة من الضحايا والقتلى على قائمتها.


في الأسبوع الماضي كان غضب الطبيعة قاسيا في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، وقبل أن تجف آثار الإعصار هارفي الذي ضرب ولايتي تكساس ولويزيانا الأمريكيتين، دمر إعصار "إرما" جزيرتي سانت مارتن وسان بارتيليمي في البحر الكاريبي، واتجه إلى ولايد فلوريدا ثالث أكبر الولايات الأمريكية من حيث عدد السكان، مجبرا السكان على أكبر عملية إجلاء حدثت في التاريخ الأمريكي حتى الآن، ورغم تراجع قوة الإعصار من الدرجة الرابعة للدرجة الأولى على مقياس سافير-سيمبسون إلا إن خطورته مازالت قائمة بحسب المركز الوطني للأعاصير.


وبالتزامن مع وقوع هذه الأعاصير المدمرة ضرب يوم الخميس الماضي زلزال المكسيك، بلغت شدته 1ر8 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل تشياباس، وسوى مناطق من العاصمة مكسيكو سيتي بالأرض مما أدى إلى وفاة مالا يقل عن 90 شخصًا، وأعلنت حالة الحداد الوطني لمدة 3 أيام هناك بسببه، حيث اعتبر أقوى من زلزال عام 1985 الذي وقع هناك، ومازال الكثير من المكسيكيين في المناطق الأكثر تضررا يخشون العودة إلى منازلهم خوفا من انهيارها على رؤوسهم بسبب توابع الزلزال.


وللإنسان دور مزدوج في الطبيعة فله تأثير سلبي وتأثير إيجابي، وتأثيره السلبي يتمثل في قطع الأشجار، وحرق وإلقاء النفايات، وبناء المصانع، وعدم المحافظة على الطبيعة، الصيد الجائر للحيوانات، والتغيير في شكل التضاريس، فيما يقع تأثيره الإيجابي في غرس الأشجار، والحفاظ على البيئة، والتخلص الآمن من النفايات، وإنشاء المحميات الطبيعية، والعناية بالحيوانات.


ومن هنا يبرز دور الإنسان كعنصر هدام للطبيعة يستوجب غضبها لسعيه للتقدم على حسابها، ويتجلى ذلك في الزحف العمراني على الأراضي الزراعية والتقدم الصناعي الهائل دون اكتراث للآثار البيئية الضارة، وعبث الإنسان بالتوازن البيئي، مما جعل كوكب الأرض الكوكب الوحيد المعروف بوجود الحياة على سطحه، وأكبر كوكب بري، وخامس أكبر كوكب بصفة عامة في المجموعة الشمسية، يئن ويدق ناقوس الخطر.


تغيرت الظروف الجوية بشكل كبير عن الأوضاع الأصلية التي كانت عليها هذا الكوكب بسبب وجود أشكال الحياة، خاصة في القطبين الجليديين الشمالي والجنوبي اللذين يعتبران من أبرز صفات كوكب الأرض المناخية، بالإضافة إلى مناخ منطقتين معتدلتين المناخ يمكن اعتبارهما ضيقتين بالمقارنة بالقطبين الجليدين، توجد كذلك منطقة استوائية مدارية وشبه استوائية واسعة، وتغطي نسبة سبعين بالمائة من سطح الأرض المحيطات المملوءة بالماء المالح.
أما الجزء المتبقي منها فيتكون من القارات والجزر، حيث توجد أكبر الأجزاء المأهولة بالسكان على كوكب الأرض والذين يجورون على الطبيعية دون تحسب لغضبها نتيجة التسارع العلمي والصناعي الذي أطاح باستقرار الأوضاع البيئية والتي ظلت محتفظة باستقرار مناخها الكوني إلى حد كبير أثناء الفترات البيجليدية، وبعدها كان لتغير درجة الحرارة الكونية المتوسطة بمقدار درجة أو اثنتين على مدار عمر الأرض تأثيره الكبير على التوازن البيئي وعلى الجغرافيا الفعلية للأرض.


ويعتبر الغلاف الجوي للأرض عاملا رئيسيا في الحفاظ على النظام البيئي الكوكبي، ويتم الحفاظ على الطبقة الرقيقة من الغازات (الغاز) التي تحيط بالأرض في مكانها بواسطة جاذبية الكوكب، ويتأثر الطقس على كوكب الأرض فقط -تقريبا- بالتروبوسفير (الطبقة الدنيا من الغلاف الجوي) التي يوجد فيها نظام للحمل الحراري يعمل على إعادة توزيع الحرارة، وتعد التيارات المحيطية عاملاً مهماً آخر في تحديد حالة المناخ وخصوصًا الدورة الحرارية الملحية الرئيسية التي تحدث تحت الماء والتي تقوم بتوزيع طاقة الحرارة من المحيطات المدارية إلى المناطق القطبية، وتساعد هذه التيارات في التخفيف من تأثير اختلافات الحرارة بين فصل الشتاء وفصل الصيف في المناطق المعتدلة


يمكن أن يكون للطقس جوانب مفيدة وأخرى ضارة فأحوال الطقس بالغة التطرف (الأعاصير القمعية والأعاصير المصحوبة بالمطر والرعد والبرق والأعاصير الحلزونية)، و تستهلك الأعاصير كميات كبيرة من الطاقة في الأماكن التي تمر عليها وتحدث دمارا هائلا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق