تقرير البنك الدولي عن إنجازات «عبد الناصر» يُكذب ادعاءات عمرو موسى

السبت، 16 سبتمبر 2017 03:29 م
تقرير البنك الدولي عن إنجازات «عبد الناصر» يُكذب ادعاءات عمرو موسى
البنك الدولي - أرشيفية
محمد أبو ليلة

في مذكراته التي احتفل عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية بتوقيع الجزء الأول منها منذ أيام، انتقد بشدة الأوضاع الاقتصادية في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وانتقد شخص عبد الناصر ووصفه بالديكتاتور، وقال موسى نصاً في الحلقة الثانية من الجزء الأول من ذكراته «صحيح كانت هناك انتقادات كثيرة لبعض الأوضاع، لكننى فى هذه الفترة من حياتى (31 سنة) لم أكن أنصت إليها، أو أقتنع كثيرا بها، مثل تراجع الإنتاجية الزراعية بعد تفتت الرقعة الزراعية على صغار الفلاحين فى الإصلاح الزراعى. كانت هناك شكاوى من تدخل البعض بتشويه بعض الحقب التاريخية على حساب أخرى، مثل تلك التى سبقت ثورة 23 يوليو 1952م، وكأن كل الأوضاع قبلها كانت شراً مستطيراً.
 
 
 
 
البنك الدولي
 
 
وتابع موسى «كانت الأنباء تترد عن وجود صراعات بين القيادة السياسية الممثلة فى عبدالناصر، والقيادة العسكرية المتمثلة فى المشير عبدالحكيم عامر. كانت هذه من الأمور التى تبعث على قلق النخبة (على الأقل)، فضلا عما تواتر عن قمع أى بصيص للمعارضة، وما عرف عن تدجين الصحافة كل ذلك شريط مر أمامى وأنا ملقى على كراسى غرفة الاجتماعات بمقر وزراة الخارجية.

البنك الدولي ينصف عبد الناصر
لكن بشهادة البنك الدولى عن الأوضاع الاقتصادية في مصر وقت حكم عبد الناصر في تقرير حمل رقم (870- أ) وتنشر صوت الامة نسخة منه، فمصر استطاعت تحقيق نسبة نمو من عام 1957 – 1967 بلغت ما يقرب من 7 % سنويا، وهذا يعنى أن مصر استطاعت فى عشر سنوات من عصر عبد الناصر أن تقوم بتنمية تماثل أربعة أضعاف ما استطاعت تحقيقه فى الأربعين سنة السابقة على عصر عبد الناصر.
 
ففي الصفحة التاسعة من تقرير البنك الدولي رقم 870 أ ، قال أنه رافق زيادة النمو التي حدث في عهد عبد الناصر نمو كبير في الناتج المحلي في مصر بمعدل متوسط حوالي 6% سنويا بالقيمة الحقيقة، ورافق ذلك زيادة مطردة في مستوى الاستثمار، الذي بلغ 18 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 1966-1676، ووصلت المدخرات المحلية (أكثر من 14 في المئة في 1966-67). حتى منتصف 1960.
 

تقرير البنك الدولي عن مصر

 

تقرير البنك الدولي عن مصر
 

وكانت هذه الطفرة في عهد عبد الناصر هي نتيجة لا مثيل لها فى العالم النامى كله حيث لم يزد معدل التنمية السنوى فى أكثر بلدانه المستقلة خلال تلك الفترة عن اثنين ونصف فى المائة بل أن هذه النسبة لم تكنه موجودة فى العالم المتقدم باستثناء اليابان، وألمانيا الغربية، ومجموعة الدول الشيوعية، فمثلاً إيطاليا وهى دولة صناعية متقدمة ومن الدول الصناعية الكبرى حققت نسبة نمو تقدر بـ 4.5 % فقط فى نفس الفترة الزمنية.
 
كما أن مصر في فترة حكم عبد الناصر بدأت مع الهند ويوغوسلافيا منذ بداية الستينات مشروع طموح لتصنيع الطائرات والصواريخ والمحركات النفاثة والأسلحة وحتى سنة 1967 كانت مصر متفوقة على الهند فى صناعة الطائرات والمحركات النفاثة وتم صنع الطائرة النفاثة المصرية القاهرة 30، وصنعت مصر أول صاروخين من إنتاجها بمساعدة علماء الصواريخ الألمان ولكن شابهما عيوب فى أجهزة التوجيه.
 
 وفى عام 1966 كان الفارق بين البرنامج النووى المصرى ، ونظيره الإسرائيلى عام ونصف لصالح البرنامج النووى الإسرائيلي ، ورغم النكسة كانت مصر على وشك تحقيق توازن القوى فى المجال النووي بينها وبين إسرائيل بحلول سنة 1971.
 
وبرغم اداعاءات موسى على عبد الناصر ونظامه فإنه  نفسه اعترف في الحلقة الأولى من مذكراته انه حينما التحق بالعمل في وزارة الخارجية لم تكن هناك واسطة سنة 1958 وقت حكم عبد الناصر، حيث قال نصاً «أكرمنى الله بأن التحقت بوزارة الخارجية سنة 1958، علما بأن القبول فى الخارجية لم يكن خلال هذه الفترة بالوساطة، كان الأمر يتوقف على قدرتك على اجتياز الامتحان السرى والمقابلة الشخصية، وسلامة بعض التحريات الأمنية التى تجرى على المتقدم للتأكد من عدم قيامه بأى نشاط سياسى من الذى تعتبره الدولة موجها ضدها، مثل عضوية جماعة الإخوان المسلمين، أو أى من التنظيمات الشيوعية التى كانت تنتشر فى مصر وقتها، وأنا لم يكن لى أى نشاط سياسى من هذا النوع خلال فترة الجامعة أو قبلها».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق