مربي دواجن يخسر تحويشة العُمر.. اكتشف كارثة «أنيميا الطيور».. ومسؤلو الشركة: مش هانقدر نعوضك خد إجراءاتك

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 10:53 ص

دواجن - أرشيفية

كتب – محمد أبو النور

مستثمر صغير في مجال الإنتاج الداجني،انتهت دورة الإنتاج بمزرعته، فذهب لشركة الوادي للدواجن للتعاقد على شراء دفعة جديدة من الكتاكيت، فكانت المشكلة أن هذا القطيع الذي تم شراؤه ظهرت عليه علامات المرض، فطلب من مسئولي الشركة أن يحضروا إلى المزرعة ومعاينة وفحص الطيور، والالتزام ببنود التعاقد، والإقرار بالخطأ في بيع كتاكيت مريضة، ولكن الشركة تنصلت من ذلك، وتركت المستثمر يندب حظه العاثر ويلملم خسارته وجراحه.

مرض أنيميا الطيور

تفاصيل هذه المشكلة يرويها صاحب المزرعة، أحمد الرفاعي عبد الوهاب من البداية، فيقول: أمتلك عنبرين لتربية الدجاج البياض لإنتاج البيض منذ عشر سنوات.

ويكمل متحسرا على خسارته: كالعادة وبعد انتهاء دورة الإنتاج القديمة، قمت بالتواصل مع مهندس مندوب شركة شهيرة، للتعاقد على دفعة جديدة، وذلك في أوائل شهر مايو 2017، وبالفعل تم التعاقد على توريد وشراء 10 آلاف كتكوت بمبلغ 75 ألف جنيه، وبالفعل تم التوريد للدفعة بتاريخ 30 مايو 2017.

ويتابع عبد والوهاب: بعد تسلم هذه الدفعة، وخلال العشرة أيام الأولى، لاحظت ارتفاع في معدل النافق اليومي للطيور عن المعدلات الطبيعية، والتي تم التأكيد عليها في دليل الرعاية الخاص بشركة الوادي، فقمت بالاتصال بمندوب الشركة المسئول عن المتابعة الفنية، المهندس محمد صابر، والذي أجابني"بإنه سوف يأتي لمعاينة الطيور والقطيع"، وبالفعل أتى في اليوم التالي، وأيضا قام بالمعاينة والفحص، وفي نهاية الجولة والفحص، قام بإعدام 150 كتكوت كانت في حالة إعياء شديد وهزلان، وقال: "إن القطيع في حالة معقولة وسوف يتحسن في الأيام القليلة القادمة".

ويتابع أحمد السناري صاحب المشكلة قائلا: لكن لم يتحسن القطيع، بل ازداد سوء، فقمت بالاتصال بالمندوب هاتفيا عدة مرات، ولكنه لم يرد، وبعد ذلك ارتفع معدل النافق من الكتاكيت لمعدل أكبر من ذي قبل، فأخذت عينة دم وطيور من العنبر، وأرسلتها لمعمل خاص، لمعرفة سبب النافق، فظهرت النتيجة بأن الطيور مصابة (بأنيميا)، وهذا المرض ظهوره دليل على قصور من الشركة، ولا يظهر إلا إذا كانت أمهات الكتاكيت التي تمتلكها بها مشكلة، وهذا يدل على مسئولية الشركة الكامل عن الموضوع.

تقرير المعمل المرجعي بوزارة الزراعة

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، كما يشرح المربي، الذي تابع قائلا: قمت بتكرار الاتصال بمندوب الشركة والدكتور المسؤول لكن دون رد على اتصالاتي مطلقا،وبعد عدة محاولات استطعت الوصول إليهم، وقد أبلغني المندوب بأن الدكتور سوف يأتي إلى العنابر للمعاينة وفحص القطيع خلال يومين، ولكنه لم يأت، وبعدها بادرت بإرسل عينة من دم وطيور للمعمل (المرجعي) للرقابة على الإنتاج الداجني (جهة حكومية معتمدة) بوزارة الزراعة.

وجاءت النتيجة لتأكد لي، كما علمت سابقا من المعمل الخاص بأن الطيور مصابة بأنيميا الطيور، فأرسلت نتيجة المعمل المرجعي على الواتس آب الخاص بمندوب الشركة، بعدها مباشرة حدد لي موعدا بمقر الشركة لمقابلة المختصين، وذهبت وقابلتهم فطعنوا في التحاليل والتقارير ونفوا إصابة الطيور بهذا المرض.

وفي خلال الجلسة المنعقدة بالشركة، اتفقنا معا على أن يحضر الدكتور للمعاينة على الطبيعة بالعنابر مرة أخرى، وفي اليوم الثاني حضر الدكتور فعلا، وقام بمعاينة العنبر، وتشريح بعض الكتاكيت من النافق، ثم قام بوزن القطيع الحي، وقال لي: "كان الله في عونك، إحنا مش هانقدر نعوضك، ولو عاوز تأخد جميع إجراءاتك خدها".

بعدها قمت بتحرير محضر بالواقعة، لحفظ حقي، وأبلغت النيابة العامة، وقامت بانتداب الطب البيطري والمعمل المرجعي، فأكدوا صحة إصابة الطيور بأنيميا الطيور (للمرة الثالثة)، إضافة إلى التهاب كلوي والتهاب بالأكياس الهوائية، وتقرحات بالمعدة الغدية، وأقرت بتقرير المعمل وأن العينات سلبية لأمراض أنفلونزا الطيور (H5-H9-H7) وسلبية لمرض النيوكاسل المعدي، وسلبية لمرض التهاب الشعب الهوائية المعدي (IB).

وحتى وقت كتابة الخبر وصل عدد النافق 4 آلاف و400 طائر،علاوة على العزل وهو 800 طائر، من أصل عشرة آلاف و620 طائرا، وفق كلام المربي، الذي يكمل كلامه: مع العلم أني تقدمت بمذكرة لرئيس الشركة، وطلبت مقابلته شخصيا لعرض الموضوع عليه، ولم يصلن الرد حتى الآن.

الشيء الغريب الذي يؤكد عليه المبري بقوله: إن جميع مربي الدواجن نصحوني: ( بأني لن أحصل على حقي، لأن الشركة عمرها ماهتجيب الخطأ عليها).