لماذا يكره الشيعة صلاح الدين الأيوبي؟

الجمعة، 22 سبتمبر 2017 01:08 م
لماذا يكره الشيعة صلاح الدين الأيوبي؟
صورة تخيلية لصلاح الدين الأيوبى
عنتر عبداللطيف

"لماذ يكره الشيعة صلاح الدين الأيوبى وما حقيقة أن شهر محرم يسود فيه الحزن عندهم وقيام الأخير بتغيير طقوسه حتى يتم الاحتفال فيه برأس السنة الهجرية".. هذا ما أجاب عنه القيادى الشيعى الطاهر الهاشمي الذي كتب منشور  على صفحته الشخصية "فيسبوك" شارحا فيه سر كره الشيعة لـ "صلاح الدين الأيوبى" قائلا تحت عنوان "قصة رأس السنة الهجرية": "عندما سيطر صلاح الدين الأيوبي على مصر يقول المقريزي- وهو شافعي المذهب واستمر الحال حتى قدمت عساكر شيركوه ووصول صلاح الدين إلى مصر عام 564 ه‍ فصرف قضاة مصر الشيعة كلهم وفرض المذهب الشافعي واختفى مذهب الشيعة الإسماعيلية والإمامية حتى فقد من أرض مصر كلها. كما حمل صلاح الدين الكافة على عقيدة الأشعري في مصر وبلاد الشام ومنها إلى أرض الحجاز واليمن وبلاد المغرب حتى أصبح الاعتقاد السائد بسائر هذه البلاد بحيث أن من خالفه ضرب عنقه".

201705140813291329
صورة تخيلية لصلاح الدين الأيوبى 
 
 
يتابع الطاهر الهاشمى نقلا عن- الشيخ الهنداوي: "قاوم شيعة مصر وكانوا الأغلبية وثاروا عدة مرات يتحدث ابن الأثير- وهو أيضا شافعي المذهب وكانت تربطه علاقة وثيقة بصلاح الدين- عن سحق إحدى تلك الثورات فيقول: أرسل صلاح الدين إلى محلاتهم بالمنصورة فأحرقها على أموالهم وأولادهم. فلما أتاهم الخبر بذلك ولوا منهزمين فركبهم السيف وأخذت عليهم أفواه السكك فطلبوا الأمان بعد أن كثر فيهم القتل فأجيبوا إلى ذلك فخرجوا من مصر إلى الجيزة. فعبر إليهم شمس الدولة أخو صلاح الدين الأكبر في طائفة من العسكر فأبادهم بالسيف ولم يبق منهم إلا القليل الشريد "الكامل ج٩ ص١٠٣".
 
 
15665746_1214784445278388_4432527435011796442_n

الطاهر الهاشمى

يقول السيوطي:"وأخذ صلاح الدين في نصر السنة وإشاعة الحق وإهانة المبتدعة والانتقام من الروافض وكانوا بمصر كثيرين" حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ج‍ 2 ص 25".

يتابع الهاشمى فى البوست:"أحرق صلاح الدين نفائس الكتب التي كانت بدار الحكمة ودار العلم كما أغلق الجامع الأزهر.. ويروي المقريزي: وأبطل صلاح الدين الخطبة فيه. فلم يزل الجامع الأزهر معطلا عن إقامة الجمعة فيه مائة عام منذ صلاح الدين إلى بيبرس".

 

Capture
بوست الطاهر الهاشمى

 

ولم يكتفِ صلاح الدين بقتل الشيعة أو بالأحرى من ظل منهم مصرا على عقيدته وحرق مكتبات مصر وإنما سلك كل السبل لمحو الولاء لآل البيت في مصر ومن ذلك اتخاذ رأس السنة الهجرية عيدا نكاية بالشيعة الذين يتخذون من محرم شهر حزن.. بل ويقول المقريزي: ولما زال حكم الفاطميين اتخذ ملوك بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور يوسعون فيه على عيالهم ويتبسطون في المطاعم ويصنعون الحلاوات ويتخذون الأواني الجديدة ويكتحلون ويدخلون الحمام جريا على عادة أهل الشام التي سنها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك آناف شيعة علي بن أبي طالب الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم حزن على الحسين".

ويضيف الهاشمى في البوست: "وهكذا أصبح يوم رأس السنة الهجرية عيدا بل ويوم عاشوراء عيدا.. والغريب أن السلفيين ينكرون الاحتفال برأس السنة ويعتبرونها بدعة لا أصل لها ولكنهم يقرون عيد عاشوراء في موقف ملتبس ومتناقض ومُختلف عليه عندهم إنما تفوح منه الكيدية والكراهية للشيعة أما عندنا في العراق فأول من جعله عطلة رسمية عبد السلام عارف عام 1964.. وأوضح أن الرجلين "صلاح الدين وعارف يتشاركان الهدف نفسه رغم مئات السنين التي تفصل بينهما".

يختتم الهاشمي البوست قائلا: "الشيء بالشيء يُذكر ما الذي أعطى صلاح الدين هذه القدسية والخصوصية التي لم ينلها حتى بعض الصحابة رغم دموية الرجل وما ذكره عنه ابن الأثير وغيره من المؤرخين من تواطئه مع الصليبين وتسليمه ساحل فلسطين كله لهم حتى تخال نفسك أمام أنور سادات آخر الجواب يجده المرء بسهولة في صورة أخرى عشناها منذ سنوات قريبة فصدام تحول إلى سيد شهداء العصر لأنه ببساطة كما قال السيوطي عن صلاح الدين: نصر السنة وأهان المبتدعة وأنتقم من الروافض".

يذكرأن الكاتب يوسف زيدان، كان قد أثار جدلا بقوله إن صلاح الدين الأيوبي واحد من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني متابعا فى لقاء له مع الإعلامي عمرو أديب على قناة أون تي في إن بعض الوقائع التاريخية تؤيد ما ذكرته عن صلاح الدين الأيوبي، حيث إن صلاح الدين الأيوبي حرق مكتبة القصر الكبير التي كانت إحدى أهم المكتبات في العالم بدعوة سياسية معتادة حتى الآن وهي مواجهة الفكر الشيعي"، معتبرا أن "قصة وإسلاماه تزيد العنف عند الأطفال ومليئة بالمغالطات التاريخية" وفق قوله.

 
download (16)

 يوسف زيدان

وقال زيدان، إن  صلاح  الدين ارتكب جريمة إنسانية بمنع الفاطميين الذين حكموا مصر 250 سنة من التناسل عندما قام بعزل الذكور بداية من المولود وحتى الرجال في عمر 100 عام في منطقة بعيدًا السيدات، بحيث لا يروا أنثى حتى يقطع نسلهم.

 


من جانبهم يقول السلفيين فى كتابات عديدة لهم، إن الشيعة لم ينسوا أن صلاح الدين الأيوبي هو الذي أزال دولتهم الفاطمية في مصر ومهد للسنة من جديد، لذلك حاولوا مرارًا الفتك به لإقامة الدولة الفاطمية من جديد، واستعانوا في هذه المؤامرات بالفرنج وكاتبوهم. 

يقول المقريزي في السلوك: "وفيها – أي سنة 569هـ - اجتمع طائفة من أهل القاهرة على إقامة رجل من أولاد العاضد – آخر خليفة فاطمي بمصر – وأن يفتكوا بصلاح الدين وكاتبوا الفرنج؛ ومنهم القاضي المفضل ضياء الدين نصر الله بن عبد الله بن كامل القاضي، والشريف الجليس، ونجاح الحمامي، والفقيه عمارة بن علي اليماني، وعبد الصمد الكاتب، والقاضي الأعز سلامة العوريس متولي ديوان النظر ثم القضاء، وداعي الدعاة عبد الجابر بن إسماعيل بن عبد القوي، والواعظ زين الدين بن نجا، فوشى ابن نجا بخبرهم إلى السلطان، وسأله أن ينعم عليه بجميع ما لابن كامل الداعي من الدور والموجود كله، فأجيب إلى ذلك؛ فأحيط بهم وشنقوا.. وتتبع – أي صلاح الدين – من له هوى في الدولة الفاطمية، فقتل كثيرًا وأسر كثيرًا، ونودي بأن يرحل كافة الأجناد وحاشية القصر، وزاجل السودان إلى أقصى بلاد الصعيد، وقبض على رجل يقال له قديد بالإسكندرية من دعاة الفاطميين يوم الأحد خامس عشر من رمضان".

66cf15e89a
الأزهر الشريف

يتابع السلفيين فى ردهم على الشيعة: "برغم قتل الخائنين المتآمرين إلا أن الفرنجة جاءوا حسب المكاتبة قال المقريزي:" وفيها نزل أسطول الفرنج  بصقلية على ثغر الإسكندرية لأربع بقين من ذي الحجة بغتة وكان الذي جهز هذا الأسطول غاليالم بن رجار متملك صقلية ولي بعد أبيه في سنة 560هـ.. ولما أرسى هذا الأسطول على البر أنزلوا من طرائدهم ألفًا وخمسمائة فرس، وكانت عدتهم ثلاثين ألف مقاتل، ما بين فارس وراجل وعدة السفن التي تحمل آلات الحرب، والحصار ست سفن والتي تحمل الأزواد والرجال أربعين مركبًا فكانوا نحو الخمسين ألف راجل، ونزلوا على البر مما يلي المنارة، وحملوا على المسلمين حتى أوصلوهم إلى السور، وقتل من المسلمين سبعة، وزحفت مراكب الفرنج إلى الميناء، وكان بها مركب المسلمين فغرقوا منها، وغلبوا على البر وخيموا به، فأصبح لهم على البر ثلاثمائة خيمة، وزحفوا لحصار البلد، ونصبوا ثلاث دبابات بكباشها وثلاثة مجانيق كبار تضرب بحجارة سود عظيمة، وكان السلطان – صلاح الدين – على فاقوس، فبلغه الخبر ثالث يوم نزول الفرنج؛ فشرع في تجهيز العساكر وفتحت الأبواب وهاجم المسلمون الفرنج وحرقوا الدبابات، وأيدهم الله بنصره.. وقتل كثير من الفرنج، وغنم المسلمون من الآلات والأمتعة والأسلحة ما لا يُقدر على مثله إلا بعناء، وأقلع باقي الفرنج في مستهل سنة سبعين.

اقرأ أيضا:

علي جمعة مدافعا عن صلاح الدين الأيوبي: من يشكك في بطولاته لا يعرفون تاريخ بلادهم

قلعة صلاح الدين الأيوبى.. قصة أثر قاوم شيخوخة الزمن بعطر العيد

من يجيب على أسئلة يوسف زيدان؟

 
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق