من يجيب على أسئلة يوسف زيدان؟

الخميس، 18 مايو 2017 12:10 م
من يجيب على أسئلة يوسف زيدان؟
الكاتب الروائى المثير للجدل يوسف زيدان
عنتر عبداللطيف

واصل الكاتب الروائى المثير للجدل يوسف زيدان إثارة المزيد من اللغط بسخريته من القائد العربى محرر القدس صلاح الدين الأيوبى، قائلًا: «إن صلاح الدين قتل الأسرى الصليبيين» متابعًا: «فيلم الناصر أحمد مظهر تعيس».. صاحب عزازيل طرح 7 أسئلة حملت اجاباتها المزيد من التطاول على صلاح الدين بعد وصفه بأنه «احقر قائد في التاريخ».

لماذا كان صلاح الدين كريما مع الصليبيين؟
طرح زيدان سؤاله الأول وهو لماذا كان صلاح الدين كريمًا مع الصليبيين عندما عقد معهم «صلح الرملة» ومنحهم المنطقة الساحلية ومدنها، رسميًا، لتكون مملكتهم التي استمرت من بعده صليبيةً لمئات السنين، هل كان يستأمن جانبهم استعداداً لحربٍ يتوقع خوضها، ومن كان الطرف الآخر الذي سيحاربه؟
جاءت إجابة السؤال الأول على لسان زيدان كالتالي: «ليس هناك أيُّ شك في ان صلاح الدين صالح الصليبيين وكان كريماً معهم، بل وسعى الي الارتباط بهم بعلاقة مصاهرة وتزاوج، من أجل الاستعداد للحرب مع الخليفة العباسي (الناصر لدين الله) الذي كان يسعى لاستعادة هيبة الدولة الإسلامية التي تهرأت بسبب مطامع الحقراء الطامعين في الحكم، ولوعلى حساب وحدة الدولة الإسلامية، التي يمثلها الخليفة العباسي في بغداد، وكان هذا الخليفة قد أعاد الجزء الشرقي (فارس) إلى نطاق الدولة، وأراد تطهير الجزء الغربي من الاحتلال الصليبي، فتقاعس صلاح الدين عن الاستجابة لهذا المطلب، وسارع إلى الصلح مع الصليبيين ومنحهم الأرض».. وهذا نوع من التواطؤ والتآمر المقيت، كي يضمن لنفسه ولأولاده السلطة التي اغتصبها وبالمناسبة الذي ذكر ذلك هو المؤرخ «ابن الأثير» صاحب كتاب «الكامل في التاريخ» وهو مؤرخ محايد، سُني، قريب عهد بالأحداث.

1- هل اغتال صلاح الدين السلطان نور الدين محمود؟ 
وطرح زيدان سؤالاً ثانيا قائلاً كان صلاح الدين أحد ضباط جيش السلطان نور الدين محمود (الذي قاوم الصليبيين وحاربهم بحق) وقد أرسله السلطان إلى مصر،لتأمين المدن الساحلية والموانئ المصرية، حتي لا يحتلها الصليبيون ويتخذوها قاعدة خلفية للإمداد والتموين، فلماذا جهز السلطان نور الدين جيشه الإسلامي، لمحاربة صلاح الدين ! وهل هي صدفة، أن يموت السلطان في الليلة التي سبقت خروجه بالجيش، للقضاء على صلاح الدين الأيوبي ؟
وعاد زيدان ليجيب: «صلاح الدين الأيوبي،خان سيده (السلطان نور الدين) وعصي أوامره، وترك المهمة المكلّف بها وهي حصار الصليبيين، وانشغل باستقدام أفراد أسرته وتوزيع المناصب عليهم. هذا ما شهد به مؤرخو السُّنة، من أمثال المقريزي وابن الأثير، مستعملين تعبيرات مخففة مثل : وقعت بينهما الوحشة ! وفي غمرة هذه الوحشة، وفجأة، مات السلطان (نور الدين) فذهب صلاح الدين علي رأس جيش قوامه سبعمائة فارس إلي عاصمة السلطنة (دمشق) واستمال بعض قواد السلطان المتوفى فجأة، وحارب بعضهم الآخر وقتلهم شر قتل (وهم مسلمون، سُنة) واستولي على الحكم وتزوج أرملة السلطان (عصمة خاتون) وحارب ابنه الذي تحصن بالعاصمة الثانية للسلطنة (حلب)، ومثلما مات السلطان نور الدين فجأة قبل خلعه لصلاح الدين، مات الخليفة الفاطمي الأخير (العاضد لدين الله) فجأة، وهو شاب، بعد أن جرّده صلاح الدين من ممتلكاته.. ومات ابن السلطان نور الدين فجأة، وهو صبي، فاستولي صلاح الدين على حلب ! كل الذين وقفوا بين صلاح الدين وكرسي العرش، ماتوا فجأة»
 
2- كيف تعامل صلاح الدين مع الخليفة العاضد؟
قال زيدان يقودنا ذلك إلى السؤال الثالث وهو لقب (الناصر) الذي التصق بصلاح الدين، لا يعني (عبد الناصر) ولا يعني (ناصر الدين) وإنما هو أحد الألقاب التشريفية التي منحها الخليفة الفاطمي الأخير (العاضد) لصلاح الدين، ونصُّه الأصلي : ناصر أمير المؤمنين العاضد لدين الله الفاطمي، ومن هنا تأتي مشروعية هذا السؤال الكاشف للمستور : كيف تعامل الخليفة العاضد مع صلاح الدين، وكيف تعامل صلاح الدين مع الخليفة العاضد ؟
يجيب زيدان على سؤاله السابق قائلاً: «بحجة (نصرة مذهب السُّنة) غدر صلاح الدين الأيوبي، بالخليفة الفاطمي (العاضد لدين الله) الذي أكرمه وأغدق عليه وجعله وزيراً، وفي المقابل من ذلك : نهب صلاح الدين ممتلكات الخليفة ونزع كل ما كان بيده، حتي أنه سلب منه الحصان الذي كان يركبه، وأعلن خلعه بأن منع الدعاء له في خطبة صلاة الجمعة. فمات الخليفة كمداً، أو أُميت، وهو في سن واحد وعشرين عاما، فلم يكمل الثانية والعشرين من عمره. فاستولى صلاح الدين على قصور الخليفة وأعطاها لأسرته، وخرب القاهرة ودمر مكتبة (بيت الحكمة) وقطع نسل الخليفة وأسرته، بأن فرّق الرجال عن النساء، وسلّط عليهم معاونه المريع، الطواشي المخصي (قراقوش) حتي اختفي الفاطميون من مصر،هذا ما ذكره المؤرخون الكبار، السُّنة، من أمثال المقريزي وابن الأثير».

3-كم عدد من قتلهم صلاح الدين من أهل السنة ؟
يقول زيدان: «هذا الظلم الفادح، يقودنا إلى السؤال التالي وهو السؤال الرابع قبل أن يغدر صلاح الدين بالخليفة (العاضد) قام بذبح مؤتمن الخلافة، بدعوي أنه يريد أن يتعاون مع الصليبيين ! وكان هذا الرجل اسمه (جوهر) وهو من الأساتذة الذين كانوا يُعرفون في البلاط الفاطمي باسم (المحنّكين) لأنهم كانوا يرتدون تحت العمامة قماشاً يُحيط بالحنك (الفم) من أسفل. وكان هذا القتيل سودانياً، فغضب لمقتله السودانيون والعاملون بالقصر الفاطمي من الخدم والعبيد، وانضم إليهم كثيرون من أهل القاهرة (وكلهم من أهل السُّنة) فحاصرهم عسكر صلاح الدين، وقتلوهم، كم كان عدد القتلي، وهل كان فيهم نساء وأطفال؟».

4-لماذا أخفيت حقائق مذابح صلاح الدين عن الناس في بلادنا؟
وحول إجابة السؤال الرابع قال زيدان: «قبل تصالحه مع الصليبيين بقرابة عشر سنين،وفي إطار فرض سيطرته على مصر، ثارعلى صلاح الدين جند السودان المقيمين بالقاهرة، لاغتياله كبيرهم (جوهر) وانضم إليهم خلق كثير من الناس (المسلمين، السُّنة) فذبحهم صلاح الدين وأحرق منطقة (المنصورة) التي كانت بيوتهم فيها، بمن فيها من نسائهم وأطفالهم، عن عدد المذبوحين بسيف صلاح الدين، قال ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية في الفتن والملاحم): كانوا خمسين ألف شخص أبادهم صلاح الدين بالسيف وقال أبو شامة المقدسي في كتابه (الروضتين): كانوا أكثر من خمسين ألفاً، فحاصرهم وقتلهم».
وقال ابن تغري بردي في كتابه (النجوم الزاهرة): «كانوا مائة ألف شخص، قتل منهم ثمانين ألف شخص واكتفي ابن شداد بقوله : قتل خلقاً كثيراً !هؤلاء مؤرخون سُنة، يتحدثون عن ضحايا سُنة، ذبحهم صلاح الدين الذي كان يزعم أنه نصير السُّنة وعند حصار صلاح الدين لمدينة حلب، المسلمة السنية، لانتزاعها من يد ابن السلطان العظيم (نور الدين) ذبح صلاح الدين من المسلمين السنة عدداً لم يجرؤ المؤرخون على التصريح به، فاكتفوا بقولهم : كانت مقتلة عظيمة ! قال ذلك ابنُ شداد والمقريزي.أما في موقعة (حطين) الشهيرة، مع الصليبيين، فإن المصادر التاريخية باستثناء ما ذكره ابنُ العديم في (زبدة الحلب بتاريخ حلب) لم تذكر لنا عدد قتلى صلاح الدين من الصليبيين ! وقال ابن العديم: قتل صلاح الدين مائتين من الأسرى.لماذا أخفيت هذه الحقائق عن الناس في بلادنا،وخلت منها المقررات الدراسية البائسة والفيلم التعيس : الناصر أحمد مظهر؟».

5- كيف كان حال مصر تحت حكمه وحكم أسرته؟
طرح يوسف زيدان سؤالاً خامساً قائلاً يتوهّم المصريون والعرب أن صلاح الدين قاد أجدادهم لتحرير القدس، ويظنون أنه سيأتي شخصٌ مثله ليقودهم اليوم إلى تحريرالقدس! ومن هنا يأتي السؤال: كم كان عدد الجنود المصريين، والعرب، في جيش صلاح االدين؟ وكيف كان حال مصر تحت حكمه وحكم أسرته؟.
قال زيدان عجيب أنه لم يُجب أحدٌ على هذا السؤال البسيط، مع أن الإجابة بسيطة وهي باختصار: لم يكن في جيش صلاح الدين،أي قائد أو ضابط أو جندي، مصري أو عربي ! كلهم كانوا من المماليك أو المرتزقة أو رؤساء العصابات المسلحة، كلهم، بما فيهم هو ! فهو مملوك كوردي للسلطان نور الدين، ولم يكن مصرياً ولا عربياً ولا حافظاً لجميل الكورد الذين كانوا في عصره يعانون العنت والعذاب من الدولة العباسية. ويقال إنه شركسي، نزحت أسرته إلى بلدة «تكريت» الكوردية، فوُلد هناك وخرج منها شاباً ولم يعُد.
أما حال مصر في عهده، فكان كالعلقم أو أشد مرارة.. فقد حوّل مصر إلى إقطاعيات وهبها لأبنائه ولأخوته، وجعل أهلها عبيد أرض «فلاحين قرّارين» وعانوا في زمنه الظلم الذي لم ينسوه خلال القرون التالية، حتي أنهم إلى اليوم يضربون المثل بقراقوش (وزير صلاح الدين) وبالغُز (عساكر جيشه) فيقولون تعبيراً عن الظلم الفاحش: حُكم قراقوش، آخرة خدمة الغُز، علقة.. السؤال التالي، إجابته أفدحُ وأدلُّ على صفة الحقارة التي استغربها الناس، وجعلها الجهلةُ والجهولون كأنها الكفر والعياذ بالله- حسب يوسف زيدان. 

6- لماذا يحبه اليهود والغربيون المعاصرون ؟
السؤال السادس هو لماذا يحبُّ اليهودُ والصليبيون والغربيون المعاصرون، صلاح الدين الأيوبي؟ - حسب زعم - زيدان والذى أجب قائلاً: «اليهود يحبون صلاح الدين لأنه أدخلهم مدينة إيليا (بيت المقدس، بيت همقداش) التي تعهّد الخليفة (عمر بن الخطاب) بعدم السماح بسكُنى اليهود فيها مع المسيحيين. فكان نصيراً لهم، من قبل وعد (بلفور) بمئات السنين، وبشكلٍ عمليٍّ لم يتوقف على بذل الوعود ( راجع، د. قاسم عبده قاسم : في تاريخ الأيوبيين والمماليك، ص 62 )، كما أن صلاح الدين أمّن الحاخام اليهودي الشهير، الفيلسوف (موسى بن ميمون) الذي بثّ الروح في الفكر الديني اليهودي، ولايزال اسمه محفوظاً في ذاكرة اليهود، حتى أن المعبد اليهودي بالقاهرة يعرف باسمه إلى اليوم. وقد اتخذه صلاح الدين طبيباً خاصاً ومستشاراً له، وبعد وفاته عمل موسى بن ميمون طبيباً خاصاً ومستشاراً للملك الأفضل ابن صلاح الدين.أما الصليبيون، فقد أحبُّوا صلاح الدين لأنه كان رخواً معهم، ولعب لعبتهم، وقتل من المسلمين (سُنة وشيعة) أضعاف ما قتله من الصليبيين.. حتى أن مؤرخينا خجلوا من إحصاء عدد قتلى الصليبيين على يد صلاح الدين، فسكتوا عن ذلك تماماً ولم يذكروا أيّ عدد. لضآلة هذا العدد. بينما اضطروا لذكر المذابح التي قام بها صلاح الدين في القاهرة وحلب، وتراوح عدد قتلاه (معظمهم من المسلمين السُّنة) مابين مائة ومائة وخمسين ألف شخص».

7-أين ذهبت دار الحكمة وماذا جرى للأهرامات؟
وطرح زيدان سؤالاً سابعاً لم يجب عنه حتى لحظة كتابه هذه السطور قائلا: «عندما استولى صلاح الدين على مصر، كانت بلادنا تتباهي بوجود دار الحكمة ( واحدة من أهم المكتبات في التاريخ ) وتزهو بوجود أكثر من عشرين هرماً في منطقة الجيزة، يعود تاريخها إلى زمن الدولة المصرية القديمة ( الأسر : الثالثة، وما بعدها )، أين ذهبت دار الحكمة،وماذا جرى للأهرامات».

 

صفحة يوسف زيدان (1) copy
 
صفحة يوسف زيدان (2) copy
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة