بعد 3 سنوات.. أحكام بالمؤبد على المتهمين في أحداث الشغب بستاد "الدفاع الجوي"

الأحد، 24 سبتمبر 2017 04:48 م
بعد 3 سنوات.. أحكام بالمؤبد على المتهمين في أحداث الشغب بستاد "الدفاع الجوي"
استاد الدفاع الجوى
هبة جعفر

"افتحوا بنموت" لم تكن مجرد كلمة أطلقها مشجعي نادي الزمالك "أولتراس زمالكاوي" المختنقين داخل نفق حديدي، بل كانت صرخات لإنقاذهم من الموت المحقق وتكرار كارثة مذبحة بورسعيد التي وقعت في 2013، ففي 8 فبراير 2015 شهد إستاد دار الدفاع الجوي بالقاهرة اشتباكات بين الأمن وعدد من مشجعي نادي الزمالك بعد محاولتهم الدخول للاستاد دون حملهم تذاكر دخول المباراة فقد سمحت قوات الأمن بحضور 10 ألاف مشجع للمباراة وسمحت بدخلهم من خلال ممر حديدي ونظرا لكثافة الحضور وضيق القفص الحديدي وتدافع المشجعين فقد أسفرت الواقعة عن سقوط 22 قتيلا.
 
جاءت البداية عندما أعلن المستشار مرتضي منصور عن تخصيص 10 ألاف تذاكره لحضور الجماهير مباراة الزمالك وأنبي بإستاد الدفاع الجوي وبدأت الجماهير تتوافد منذ الساعة الثانية للحصول علي التذاكر وحضور المباراة فكانت المفاجأة أن قوات الأمن جهزت ممر حديدي يستخدمه الجماهير من أجل الدخول للاستاد ولكن أعداد الجماهير المتواجدة خارجه فاقت الـ10 ألاف مشجع لتبدأ المناوشات بينهما.
 
 جاء المشهد الأول في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا،  بمحاولات الجماهير للدخول إلي الاستاد بالقوة بعد إن قاموا بتعطيل حركة المرور في الاتجاهين وإيقاف الحافلة التي تقل لاعبي فريق نادى الزمالك ومنعها من الوصول إلى الاستاد وإضرام النيران في إحدى سيارات الشرطة.
 
تدخلت الشرطة في المشهد الثاني من الصورة في محاولة لتفريق الجماهير الغاضبة وتم تفريقهم وتأمين وصول اللاعبين والجهاز الفني لأرض الملعب.
 
 تحول المشهد الثالث إلي محاولات كر وفر بين الطرفين مع عودة  محاولات الجماهير للدخول من جديد، لتبدأ مواجهات التدافع  والتي أدت إلي اختناق المشجعين داخل ما يشبه الأقفاص الحديدية المحاطة بأسلاك شائكة لا تحتمل أزيد من فرد واحد فقط.
 
 ومع تزايد محاولات الخروج من عنق الزجاجة "القفص الحديدي" حدث تدافع شديد فقامت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والخرطوش "طلقات نارية تحتوي على كرات حديدية صغيرة" ليتحول المشهد إلي اللون الأحمر الذي صبغ الوجوه وشتت الجمع وتناثرت الشظايا  لتنهي المباراة بفوز الفريق وسقوط 22 قتيلا وعدد من المصابين بحسب ما أعلنه النائب العام آنذاك  الشهيد  المستشار هشام بركات.
 
ارتفع صوت " سرينة" الإسعاف في المكان لنقل الضحايا لمستشفى البنك الأهلي، ومشرحة زينهم وسط القاهرة، لتعلن المشرحة عن استقبال جثامين ضحايا ممر الموت وهم « محمد سعيد رزة، ومحمود سمير، وعم أمين، وهالة الحبشي، ومحمد صلاح كوبرا،  ومحمد أحمد شوقي، ومحمد صلاح، وعبد الرحمن علي توفيق، وعبد الرحمن شاذلي، ويوسف جمال، وعاصم محمد عبد القادر، وشريف الفقي، وإسلام عماد، ومصطفى عبد الله، وأحمد مدحت،  ومحمود نبيل، وإبراهيم محمد عزام، وأركان سيد عبد الباسط، ووليد محمد عبد العال، وعبد الرحمن عماد".
 
وأظهرت تقارير الطب الشرعي أن جميع الجثث ثبت أنها لقيت مصرعها نتيجة الاختناق بالغاز، وأنه لا توجد أي طلقات رصاص بالجثامين،نفت مصلحة الطب الشرعي هذا التقرير فيما بعد وأوضحت أنه تمت أحالت الطبيب إلى التحقيق لاتهامه بكتابة تقارير مزورة وغير صحيحة، وقالت أن الطبيب الذي أعد التقارير اعترف في التحقيق أن أهالي المتوفين ضغطوا عليه لكتابة التقارير بأن سبب الوفاة كان نتيجة اختناق بالغاز.
 
وكلف النائب العام آنذاك المستشار هشام بركات، المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة المستشار محمد عبد الشافي، بسرعة تشكيل فريق من نيابات شرق القاهرة الكلية والجزئية، وذلك للتحقيق في مقتل 17 وإصابة 35 آخرين من جماهير نادي الزمالك، في الاشتباكات التي وقعت خارج استاد الدفاع الجوي.
 
وأمرت النيابة العامة بإحالة 16 متهما في أحداث الدفاع الجوي، التي وقعت قبل مباراة كرة القدم بين ناديي الزمالك وانبي بإستاد الدفاع الجوي، وأسفرت عن مقتل 20 مشجعا للمحاكمة، وأثبتت التحقيقات أن جماعة الإخوان في سبيل سعيها لهدم دعائم الاستقرار استغلت علاقة بعض كوادرها بعناصر من الـ" وايت نايتس " في ارتكاب الأحداث، وكما أسندت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم البلطجة المقترنة بجرائم القتل العمد، وتخريب المباني والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة، وإحراز مواد مفرقعة.
 
وتتضمن أمر الإحالة 16 اتهاماَ بينهم 8 اتهامات أسندت إلى سيد مشاغب، وهى : "قتل المجني عليهم، الاشتراك مع آخرين في استعراض القوة والعنف، حيازة وإحراز بالذات والواسطة مفرقعات، حيازة سلاح ناري فرد خرطوش، استعمال القوة والعنف مع قوات الأمن، تعطيل سير وسائل النقل البرى، الاشتراك في إتلاف منشات معدة للنفع العام". 
كما تتضمن أمر الإحالة، أقوال ثلاثة من أصدقاء سيد مشاغب، باعتبارهم شهود نفى، وهم كل من أحمد هشام، كريم عبد الصمد، خالد غريب، حيث أكدوا أنهم عندما علموا بأحداث المناوشات التي حدث في تاريخ الحادثة، قرروا العودة إلى منزلهم، أملا فى مشاهدة المباراة بين الزمالك ونادى آنبى فى منزل " سيد مشاغب ". 
 
وأوضح كل من كريم عبد الصمد ، وأحمد هشام، أصدقاء المتهم، أنه لم يتواجد بمحيط الاستاد في هذا التوقيت، حيث تواجد بمنزله فى منطقة فيصل. 

شهادة نائب مدير الأمن أثناء الأحداث
 
وشملت قائمة أدلة الثبوت أقوال اللواء خالد متولى، نائب مدير الأمن فى ذلك التوقيت، حيث أكد أنه كان يشغل منصب نائب حكمدار القاهرة فى تلك الأثناء، وأن المعلومات التى وردت من خلال تحريات الأمن عن تلك الواقعة، أثبتت أن عناصر تحريضية تمكنت من الاندساس بين الجماهير لإحداث فوضى وبلبلة لظهر الدولة بشكل غير لائق بين دول العالم، حيث إن في تلك الأثناء كانت زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر. 
 
وأضاف متولي أن زيارة الرئيس بوتين لمصر فى تلك الأثناء كانت تحمل الكثير من المعانى والرسائل بالنسبة للعالم الخارجى خاصة وأن الدولة المصرية كانت تمر بمراحل صعبة فى ذلك التوقيت، مؤكدا أن السبب الرئيسى وراء تلك الأحداث هو إظهار وزارة الداخلية بالمظهر الضعيف والمرتعش لإثبات فشل الوزارة وعدم قدرتها على تأمين أى منشآت خاصة بالدولة حتى لو كانت مباراة كرة قدم. 
 
وأشار نائب مدير الأمن أنه فى ذلك التوقيت الذي حدثت فيه الواقعة كان متواجدا مع اللواء خالد يوسف مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة لتفقد سير تأمين موكب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحا أنه أثناء توجهه لاستاد الدفاع الجوى برفقة اللواء خالد يوسف كان هناك قطع للطريق من قبل جماهير نادى الزمالك وسيارات شرطة تهب منها ألسنة اللهب دون تواجد لآثار قنابل الغاز المسيل للدموع. 

شهادة مدير قوات الأمن المركزي أثناء الواقعة
 
كما تضمنت أدلة الثبوت أقوال للواء محمد كفافى مدير قوات الأمن المركزي أثناء تلك الأحدث، والذي أكد أن الممر الذي كان يسمح بمرور جماهير نادى الزمالك داخله للوصول للاستاد لحضور مباراة الفريق، فكان متسعا وليس له سقف وغير محدد وهو عبارة عن شارع واسع يستحيل معه حدوث أي اختناقات، مؤكدا أن السبب الرئيسي وراء حدوث الوفيات والإصابات بين الجماهير كانت نتيجة التدافع الذي حدث بين الجماهير التي كانت تطالب بالخروج من الاستاد بسبب كثرة ضرب العناصر الإثارية للشماريخ والألعاب النارية التي كانت موجودة خلفهم. 
 
وأضاف "كفافى" أن هناك ما ينظم عملية ضرب القنابل المسيلة للدموع، مؤكداَ أن هناك لوائح وقيود دولية منظمة لعملية إطلاق القنابل المسيلة للدموع ومن تلك القيود هو عدم إطلاق القنابل فى اتجاه أجساد المتظاهرتين ولكن تطلق خلفهم حسب اللوائح 
 
وأضاف "كفافى" أنه وقت وقوع الأحداث كان متواجدا داخل الاستاد ولم يشاهد ما حدث بالخارج، ولكنه سمع ضوضاء شديدة ظن أنها لحماسة الجماهير الراغبين فى حضور المباراة، مشيرا إلى أن المباراة سارت بشكل طبيعى حيث لم يستجب المراقب لطلبات بعض الجماهير بإلغائها نظرا لعدم وجود ما يستدعى ذلك كما أن هناك تلفيات أصابت أسوار استاد الدفاع الجوى تقدر قيمتها بـ 14 ألف جنيه . 

شهادة مدير استاد الدفاع الجوى في تلك الأثناء
 
كما شملت أدلة الثبوت أيضاَ أقوال مدير استاد الدفاع الجوى اللواء أحمد سالم وقت وقوع أحداث مجزرة "الدفاع الجوى" ومدير أندية القوات المسلحة الحالي، والذي ذكر أن الممر الذي كان مسموحا بدخول جماهير نادى الزمالك داخله للدخول للاستاد لحضور مباراة الفريق كان متسعا وليس له سقف وغير محدد، وهو عبارة عن شارع واسع يتسع لتنظيم ماراثون جرى 
 
وأكد مدير أمن الاستاد أنه وقت وقوع الأحداث كان متواجدا داخل الاستاد، ولم يشاهد ما حدث بالخارج، ولكنه سمع ضوضاء شديدة ظن أنها لحماسة الجماهير الراغبين في حضور المباراة، مضيفا أن استاد الدفاع الجوى تابع لهيئة القوات المسلحة تقوم بتأجيره لأى نادى مقابل أجر مادي، وهذا ما حدث مع نادى الزمالك الذي قام بدفع قيمة إيجار النادي ومبلغ تأمين للتلفيات.
 
وأضاف بأنه وقواته المتواجدة داخل النادي مهمتهم هي تأمين المنشأة العسكرية المتواجدة بجوار الملعب وهو فندق طيبة بلازا التابع للقوات المسلحة ولا يتدخل فى تأمين المباراة، مؤكدا أنه قام بتسليم ملعب استاد الدفاع الجوى لمسئولي نادى الزمالك، كما أنه لم يخرج للمعاينة ولم يبلغ بالواقعة إلا بعد انتهاءها.
 
وأشار مدير استاد الدفاع الجوى أن المباراة سارت بشكل طبيعي، حيث لم يستجب المراقب لطلبات بعض الجماهير بإلغائها نظرا لعدم وجود ما يستدعى ذلك، كما أن هناك تلفيات أصابت أسوار استاد الدفاع الجوى تقدر قيمتها بـ 14 ألف جنيه يتحملها نادى الزمالك.
 
وأسدلت محكمة الجنايات القاهرة اليوم الستار على القضية بإصدار حكمها بالسجن المؤبد لكل من هشام فتحي ومصطفى عبد المجيد، وتغريمهما 20 ألف جنيه ووضعهما تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات، والـ3 متهمين الصادر ضدهما حكما بالسجن المشدد 10 سنوات هم: محمد شحات، وياسر عثمان، وأشرف حمدان، وتغريمهم 10 آلاف جنيه، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات.
والـ5 متهمين الصادر بحقهم حكما بالسجن المشدد 7 سنوات هم سيد مشاغب، ورمضان سعد، ومصطفى محمدي، وعمر الشريف، ومصطفى محمود، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات.
 
والمتهمون الصادر ضدهم حكما بالسجن 3 سنوات هم: صابر عبد الواحد، وأمجد محمد العسيري، وعلي شعبان، والمتهم الصادر ضده حكما بالحبس سنتين هو أحمد عبد العظيم، والصادر ضدهما حكما بالبراءة هما: جمال عبد الناصر، وعمر صلاح يوسف.
 
 
1_0

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق