معركة تصريحات حنان ترك تتصاعد .. قبطية تطلب رأى رجال الدين فى" ذمية غير المسلم "

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 11:00 م
معركة تصريحات حنان ترك تتصاعد .. قبطية تطلب رأى رجال الدين فى" ذمية غير المسلم "
مصطفى راشد
عنتر عبداللطيف

أحيا عدد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، فيديو قديم للفنانة حنان ترك تحدثت فيه عن ذمية الأقباط، ونالت الفنانة هجوما شديدا من جانب أقباط ومسلمين معا، واشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بالفيديو، حتى أن إحدى القبطيات  سألت أحد عملاء المسلمين عن رأيه فيما صرحت به الفنانه .
وأرسلت إحدى الفتيات القبطيات وتدعى الدكتورة مريم حنا سؤلا للشيخ الدكتور مصطفى راشد أستاذ الشريعة الإسلامية رئيس الإتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام تطلب فيه رأيه في تولى مسيحى الرئاسة فى دولة إسلامية، وهل المسيحى من أهل الذمة وهل هناك إجماع فقهى على ذلك فعلا وهل هذا هو حكم الإسلام ؟ 
 
20171003060622622
حنان ترك

يقول الشيخ راشد : "للإجابة على هذا السؤال نقول بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله  ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم اما بعد فكلام الممثلة حنان ترك وقضية ولاية غير المسلم على المسلم ونخص هنا المسيحى قد تكلم فيها العديد من رجال الدين ،وكان الرابط بين الغالبية منهم، هو الأخذ بظاهر النصوص القرآنية التى تتكلم عن الولاية وتفسيرها بشكل خاطىء، اما لجهل ، أو لقصور عقلى - مثل قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ " "النساء 144".

234552-820171912322595-o-MUFTI-facebook
مصطفى راشد

 

 
DSC00087-300x300
 
يتابع راشد :" نجد بعض الفقهاء قد خلطوا بين أهل الكتاب والكفار وبين الولاية العامة والولاية الدينية وتبعتهم حنان ترك بسبب الفهم القاصر وبسبب عدم إلمامهم بالشريعة . ودون النظر لمقاصد الشريعة الكلية من خلال مجمل الشريعة ، دون إجتزاء لجزء محدد بغية الوصول لما تميل له نفسه ، فوجدنا الكثير منهم يحرم ولاية غير المسلم على المسلم مستنداً للنصوص القرآنية التى تتكلم عن الولاية ، دون أن يدركوا أن الولاية المقصودة بالآيات هى الولاية الدينية مثل الصلاة وسائر العبادات ولا تقصد أبداً الولاية فى الحكم والمعاملات الدنيوية وإلا لماذا أمر الرسول (ع) الصحابة بالهجرة مرتين للحبشة ، كانت أولها فى السنة الخامسة من البعثة ، ليعيشوا تحت ولاية حاكم نصرانى مسيحى ، وهو الملك النجاشى الذى قال عنه الرسول أنه حاكم لا يُظلم عنده أحد ( فهل كان الرسول - حاشا له - لا يدرك ما أدركه هؤلاء الجهابذة دعاة التحريم ، أم أن فّــهم هؤلاء للآيات كان أفضل من فهم الرسول  عليه الصلاة والسلام فمن هى حنان ترك لتتكلم باسم الدين وتفتى بغير علم وكلنا يعلم كيف لاقى المسلمون أفضل الرعاية تحت ولاية الحاكم غير المسلم النجاشى ملك الحبشة -- فكان عدد المهاجرين إلى الحبشة في الهجرة الثانية ثلاثا وثمانين شخصا، من كبار صحابة الرسول . وقد أرسل كفار قريش بعثة إلى نجاشي الحبشة، تحمل الهدايا الثمينة لرشوته ورشوة حاشيته، كي يتخلى عنهم ويسلمهم لقريش ، لكن الحاكم المسيحى العادل ، لم تأخذه الرشوة والهدايا ورفض تسليمهم وأعلن حمايتهم ، وهكذا، فشل كفار قريش في مسعاهم،لأعادة المهاجرين إلى مكة ، بسبب عدل وحكمة ولاية حاكم غير مسلم مسيحى على المسلمين ، وقد ظل المسلمون بالحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة أى لمدة 15 عام تحت ولاية حاكم غير مسلم بأمر من الرسول عليه الصلاة والسلام .
 
 
يضيف راشد :" من قال بتحريم ولاية غير المسلم على المسلم إستناداً إلى إجماع الفقهاء نقول له هذا كلام غير صحيح ولم يحدث، لأنه لم يجتمع الفقهاء فى أى عصر ليقرروا ذلك أى لا يوجد إجماع من الفقهاء على التحريم بل هو رأى بعض الفقهاء وهو رأى بشرى ولا يملك أحد غلق باب الإجتهاد للتصحيح والتجديد . لذا نحن نفتى بقلبٍ مطمئن صادق مع النفس أمام الله  بأن المسيحى المصرى يحق له الترشح لحكم مصر، وولايته على المسلمين جائزة شرعاً، طالما كان هو الأفضل وأجمع على إختياره الشعب، لأنه من غير المعقول أن يكون مقصد الشارع الألهى تفضيل حاكم مسلم حتى لو كان ظالماً، على حاكم غير مسلم حتى لو كان عادلاً، لمجرد أن الظالم مسلم يحمل ورقة تقول أنه مسلم ( حاشا لله ) كما أن المسيحى المصرى ليس من أهل الذمة لأنهم أهل البلد الأصليين وكل المسلمين المصريين من أصول مسيحية لأن حملة عمرو بن العاص رجعت بالكامل ولم يتبقى منها فى مصر إلا حوالى 50 فردا.
 
وكان الدكتور أحمد السايح قال " إن ولاية غير المسلمين على المسلمين جائزة ولا حرج فيها إذا كانت تخص أمرا مدنيا مثل المسلمين الذين يعيشون فى فرنسا أو بريطانيا أو أى دولة غير إسلامية يخضعون لقوانين تلك الدولة فى الأمور الدنيوية وليس الدينية.

وتابع " أما إذا كانت الولاية فى أمور الدين فلا تجوز نظرا لاختلاف الأديان الأخرى مع الاسلام، ولذلك فان من الطبيعى والمنطقى أن غير المسلم لا يتولى أمر المسلم فى الأمور الدينية وهذا ما اتفق عليه جموع العلماء والفقهاء.

واضاف السايح : يقول الله تعالى " ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " أى أن مشيئة الله اقتضت تعدد الأديان والمذاهب وينبغى على المسلم احترام مشيئة الله واحترام كافة الأديان والمذاهب.

وأكد السائح :"أن المسلمين والمسيحيين قضاياهم واحدة ومن ثم يجب التعامل فى الأمور الدنيوية بشكل عادى وفى ذلك قال الله تعالى "لكم دينكم وليً دين " مشيرا إلى أن الدولة الإسلامية والتي غالبية شعبها من المسلمين لا يصح أن يرأسها مسيحي نظرا لكثرة فرائض الإسلام التى لا علم له بها.


اقرأ أيضا 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق