السينما العالمية تنتفض لفضح "داعش".. والأفلام العربية "سطحية"

الخميس، 12 أكتوبر 2017 06:00 م
السينما العالمية تنتفض لفضح "داعش".. والأفلام العربية "سطحية"
داعش
هناء قنديل

في الوقت الذي اعتمد فيه تنظيم داعش الإرهابي، على الإعلام والميديا؛ من أجل إعلان وجوده، وترسيخ الرعب من عناصره، وإظهار ما يتسمون به من قسوة، وشراسة، لم يفطن صناع السينما إلى أهمية المواجهة مع التنظيم بالسلاح ذاته، إلا خلال الشهور الأخيرة.

ورغم هذا التأخير الكبير فإن السينما العالمية، تمكنت عبر سلسلة من الأفلام المهمة، من أن تحارب معركتها لفضح التنظيم، وكواليس ما يدور داخله؛ معتمدة على ما توافر من معلومات كشفها منشقون، وعناصر سقطت في قبضة أجهزة الأمن، مضاف إليها خيال المؤلفين.

وبينما فعلت السينما العالمية ذلك باقتدار معتاد، نجد السينما العربية، متراجعة كالعادة عن دورها، رغم أن مواجهة داعش كان يتعين أن تصبح الشغل الشاغل لصناع هذه السينما، ليس فقط لوجود التنظيم على أرض عربية، وتأثيره المباشر على مجتمعات المنطقة، وإنما أيضا للمساهمة في دحض ادعاءات الغرب، بأن داعش صناعة إسلامية!!

ورصدت أفلام غربية مثل: "المتطرفون ضد داعش"، و"جارهيد3"، و"الطريق إلى إسسطنبول"، تفاصيل الصراعات الدائرة، لتحقيق أهداف سياسية، لا علاقة لها بالمبادئ الإسلامية، ولا بتطبيق الشريعة، ولا بكل ما يسوقه قيادات التطرف من معاني؛ يخطفون بها عقول الشباب.

"المتطرفون ضد داعش"

ويرصد "المتطرفون ضد داعش"، قصة حقيقية لمجموعة من الشباب، الذين انضموا للقتال في صفوف أحد التنظيمات المتطرفة، المنبثقة من داعش؛ بغرض إنشاء نظام حكم جديد في سوريا، بعيدا عن الأفكار الإسلامية التي اعتمد عليها التنظيم ليعيش، مثل: إقامة الخلافة، وتطبيق الشريعة وغيرها.

"جارهيد3"

ويرصد هذا الفيلم، المستوحى من قصة حقيقية أيضا، تعد استكمالا لفيلم "الحصار"، الذي أنتجته السينما الأمريكية، وفيلم وكذلك الجزئين الأول والثاني من هذا الفيلم ذاته "جارهيد3"، وتفضح أحداثه الحرب الدائرة في أفغانستان، ودور الجماعات المتطرفة، مثل: القاعدة، وطالبان، وداعش أيضا.

"الطريق إلى إسسطنبول" 

أما هذا الفيلم، فيلقي الضوء على جانب خطير من حياة تنظيم داعش، وهو فكرة التجنيد، فيرصد كيف يمكن للشباب، والفتيات أن يقتنعوا بالانضمام إلى حياة الدواعش القاسية، الشرسة تاركين خلفهم الرفاهية التي اعتادتها المجتمعات الأوروبية.

ويناقش الفيلم من خلال أحداثه، الإغراءات التي يتعرض لها الشباب، والفتياتح وتكون دافعا قويا لهم من أجل قبول الانضمام إلى داعش .

السينما العربية.. سطحية

ورغم أن قضية داعش، عربية بامتياز، لم تنجح السينما العربية، وبوجه خاص المصرية، في أن تناقش القضية بشكل عميق، يلقي الضوء على الأزمة، ويعالجها، أو على الأقل يجيب عن الأسئلة التي يفكرفيها المجتمعات الغربية، وأهمها على الإطلاق، هل حقا الإسلام دين متطرف؟

ولم تحسن الأفلام العربية التي تناولت تنظيم داعش، الاقتراب من تلك المنطقة، فجاءت الأعمال إما مغرقة في السطحية، أو الفردية، فتناولت قصص بسيطة، تنحصر أحداثها في رصد ما تتعرض له شخصية واحدة فقط، مثل: أم شاب داعشي، دون أن تتطور لتهتم بحياة هذا الشاب ذاته، وهو ما وجدناه في الفيلم السوري "زهرة حلب".

واكتفى الفيلم المصري "دم بارد"، بالتركيز على فداحة، وقبح جريمة داعش في ليبيا، عندما أقدمت عناصره على ذبح 13 من الأقباط المصريين، العاملين هناك، دون التطرق للقضية ذاتها، وأبعادها المختلفة.

وعندما وجد صناع السينما العربية أنفسهم أمام قصص، وسيناريوهات، لا تفي بالغرض، لجأوا إلى التيمة مضمونة النجاح الجماهيري، ولم يعيروا اهتماما لدورهم المهم في مناقشة القضية، وتوجهوا إلى الفكر التجاري البحت، فصنعوا أعمالا كوميدية، سطحية جدا، مثل: الفيلمين المصريين "دعاديشو"، و"محاكمة داعش"، إلا أن الأخير حصل على جوائز من بعض المهرجانات الدولية، في تنقيات الإخراج، وفي حسن أداء الممثلين، لكنه لم يتخلف كثيرا عن غيره من حيث القصة، والتناول السحطي للقضية، وعدم النفاذ إلى القضايا الرئيسة وراء وجود داعش، واتهام الإسلام بالتطرف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق