المصالحة الفلسطينية.. لماذا غيرت إسرائيل نظرتها لاتفاق القاهرة؟

الجمعة، 13 أكتوبر 2017 07:00 م
المصالحة الفلسطينية.. لماذا غيرت إسرائيل نظرتها لاتفاق القاهرة؟
بنيامين نتنياهو
محمد الشرقاوي

على غير عادتها، لم تهاجم دولة الإحتلال الإسرائيلي اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير بين فتح وحماس، أمس الخميس في القاهرة واكتفت ببيان باهت خلال من اتخاذ قرارات ضد السلطة الفلسطينية.

صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة، اعتبرت الرد الإسرائيلي على إعلان اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" أمس الخميس، باهتًا، مضيفة أنه خلا للمرة الأولى من نبرة الهجوم والتهديد واتخاذ قرارات ضد السلطة الفلسطينية.

تل أبيب اعتبرت أن أية مصالحة بين الأطراف الفلسطينية، يجب أن تتضمنها التزامًا بالاتفاقيات الدولية وشروطها وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل كدولة، مصادر إسرائيلية قالت لروسيا اليوم، مضيفة أنه يجب نزع الأسلحة الموجودة بحوزة حماس.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن المصالحة بين حركتي فتح وحماس "تعقد عملية السلام مع إسرائيل"، مضيفًا: "التصالح مع القتلة جزء من المشكلة، وليس جزءا من الحل، قولوا نعم للسلام ولا للانضمام إلى حماس"، وفق قوله.

هآرتس الإسرائيلية قالت في تقريرها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لم يتسرع هذه المرة بمهاجمة الاتفاق واكتفى بإصدار بيان باهت يركز على أن اختبار الاتفاق سيكون بالنتائج على الأرض".

واعتبرت الصحيفة أن الرد الإسرائيلي على اتفاق القاهرة "مدهش وغير مسبوق بالتصريح بأن إسرائيل ستدرس تطورات الأمور وتسارعها على الأرض وبعدها ستتصرف بناءً عليه".

ونبهت إلى أن بيان مكتب نتنياهو خلا من العبارات السابقة المعتادة عند الإعلان عن تفاهمات للمصالحة مثل ما حدث في اتفاق الشاطئ عام 2014 عندما تم تجميد الاتصالات السياسية مع السلطة وفرض عقوبات اقتصادية من بينها حجز أموال الضرائب.

وأوردت الصحيفة 3 أسباب للتغير الحاصل في الموقف الإسرائيلي، أولها رعاية مصر للاتفاق بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفة أن السبب الثاني يتمثل في الموقف الأمريكي من الاتفاق "حيث لوحظ غياب رد أمريكي هجومي على الاتفاق بل لوحظ أن الإدارة الأمريكية تدعم الاتفاق" كما أن المبعوث الأمريكي لعملية التسوية "جيسون غرينبلت" كان دعا السلطة الفلسطينية لتحمل المسئولية عن قطاع غزة.

الخارجية الأمريكية أعلنت أن البيت الأبيض سيتابع عن "كثب" تحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" برعاية مصرية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت: نرحب بالجهد الذي تبذله السلطة الفلسطينية لتولي المسؤوليات بالكامل في غزة، مضيفة: "نحن نرى أن الاتفاق يمكن أن يشكل خطوة مهمة لوصول المساعدات الإنسانية لأولئك الذين يعيشون هناك".

وتابعت الصحيفة أن السبب الثالث لتغير الموقف الإسرائيلي، يتمثل في أن المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي يريان في عودة السلطة إلى غزة ولو بشكل جزئي خدمة للمصالح الأمنية الإسرائيلية وخطوة على طريق نزع سلاح حماس.

وشددت الصحيفة على أن الفهم الإسرائيلي الحالي بأن اتفاق المصالحة يعتبر بمثابة فرصة وليس تهديدًا فقط، دفع تل أبيب إلى عدم العمل على إفشاله هذه المرة.

وذكرت أنه "على الرغم من امتلاك إسرائيل لجميع الوسائل القادرة على إحباط اتفاق المصالحة إلا أنها اختارت العكس، حيث يفهم نتنياهو أنه في حال دعم السيسي وواشنطن المصالحة فلم يتركوا لإسرائيل الكثير لتفعله، وكل ما تبقى لها أن يحبط الفلسطينيون أنفسهم الاتفاق مرة أخرى دون تدخل إسرائيلي هذه المرة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق