معوقات تهدد أولى رحلات الحج المسيحى في مصر

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 11:00 ص
معوقات تهدد أولى رحلات الحج المسيحى في مصر
البابا فرنسيس
ماريان ناجى

- مدير المتحف القبطى: هناك عناصر اخوانية وسلفية بوزارة الأثار تعرقل الأستعداد لأولى رحلات الحج المسيحى بمصر
- أثرى: العشوائيات والمحليات والبيئة المحيطة للأثر ركائز أن لم نهتم بها أصبحت مخاطر تهدد رحلات الحج
- أثرى: الفتاوى الشاذة بتحريم الحج المسيحى خطر ولابد القضاء عليه بنشر الوعى الدينى 
- ريحان: هناك أماكن غير مستعدة تماما لآستقبال الحجاج وأخطار الأهمال تداهم فشل الرحلة 
 
يعد اعتماد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، لمسار رحلة العائلة المقدسة بمصر انجاز تاريخي يضاف إلى تاريخ السياحة المصرية، وهناك العديد من التحديات والصعوبات لكي تظهر مصر بصورة مشرفة في المشهد الدولي في استقبالها لحجاج من مختلف أنحاء العالم، بل وهناك أيضًا الكثير من المخاطر التي تهدد نجاح أولى رحلات الحج المسيحي بمصر ولابد أن نلتفت إليها.
 
 
قال دكتور عاطف نجيب حنا، مدير عام المتحف القبطي، واستاذ القبطيات بكلية الأثار جامعة  القاهرة: "اعتماد بابا الفاتيكان رحلة العائلة المقدسة في مصر هو اختصار لطريق طويل جدا حاولت فيه مصر لمدة 20 عاما بمنشادتها لليونيسكو على مدار عقدين من الزمن لكي نتمكن من اعتماد المسار.. ولكننا لم نستطيع الحصول على اعتماده برغم من إقامتنا الحفلات والاجتماعيات وإحياء للتراث".
 
 
وأضاف: "ولكن التسويق خارج مصر كان متعثر ولم يأتى بثماره، فمحطات رحلات مسار رحلة العائلة المقدسة غير مسجلة على قوائم التراث العالمي إلا 4 محطات فقط، وكان يعترضها بعض التساؤلات التي كان يلقيها علينا اليونيسكو مثل (كيف نثبت أن العائلة المقدسة قد مرت من هذه المنطقة؟) فنجيب على هذه التساؤلات بتقديم بعض المخطوطات التاريخية.. ولكن دون فائدة في اعتماد أثارنا ووضعها على قوائم التراث العالمي، ولكن بابا الفاتيكان بهذا القرار اعتمد المسار بأكمله كتوثيق أثري عالمي".
 
 
وتابع "نجيب" في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة": "ولكن هناك العديد من المخاطر التي تنتظر أولى رحلات الحج المنتظرة في مطلع العام الجديد 2018 ومن أولى المخاطر معارضة بعض السلفيين والأخوان بوزارة الأثار لهذه الرحلة في إطار ما ينتهجونه من سياسة عدائية للجموع المصري.. ولكن هؤلاء المتشددين بعيدين عن الصف الأول من المسؤولين في وزارة الأثار.. وهم يعملون على عركلة بدا الأستعدادت  للرحلة، رغم أن رحلات الحج المسيحي إلى أرض مصر ستأتي بالكثير من الأموال، فمصر في أنتظار ما يزيد عن عن 70 مليون حاج سنويا. بالأضافة إلى تحسين أقتصادنا".
 
 
وأضاف "نجيب": "ومن المخاطر أيضا التي لابد أن ننظر إليها أن أغلب الطرق المحيطة بمواقع زيارات العائلة المقدسة بالمسار غير ممهدة بالمرة ولا يستطيع السائح أبدا أن يسير فيها فلابد من العمل على تمهيدها حتى يستطيع الحاج التنقل بسهولة ولا يجد معاناة"، بالأضافة إلى العشوائيات التي تعتبر من أهم المخاطر التي تهدد نجاح أولى رحلات الحج مثل عشوائيات: (تل بسطة في الشرقية، ومسطرد) وبعض عشوائيات أسيوط المحيطة بـ(درنكة وبلبيس وسمنود) بالغربية و(دير جبل الطير) والعديد منها في مناطق متفرقة بالمسار.
 
 
وتابع "نجيب": "ويعتبر التأمين الأمني جزء لا يتجزأ من هذه العملية لأتمام نجاح أولى رحلات الحج، فيوجد بعض المناطق في رفح والعريش بالمسار فهل هذه المناطق مستعدة لآستقبال الحجاح؟، أن الأمر ليس سهل ونحتاج إلى تكاتف الكثير من الوزارات والجهات المعنية مثل وزارة الداخلية والأثار والسياحة، ولا ننسى أن أغلب الحجاج أعمارهم تزيد عن الخمسين فلابد من التأمين الصحي وتكاتف من وزارة الصحة لطول المسار وطول الرحلة ومشقتها، وبذلك تبقى العشوائيات والتأمين الصحي والأمني بالأضافة إلى تمهيد الطرق من أهم العوامل التي يرتكز عليها نجاح أولى رحلات الحج المسيحي. 
 
 
وأضاف: "ولا ننسى أيضا تأمين هذه الرحلات من خلال نشر الوعي الأعلامي والديني عنها، بمعنى أدق أن لا أجد فتاوى شاذة تحرم الحج المسيحي إلى أرض مصر، فهناك شيوخ تحرم المعايدة على الأقباط وتحرم السلام عليهم بل وتحرم أن تحبهم فما بالك أن تكون مصر بها أرض لحج مسيحي عالمي يقصده الملايين من الحجاج المسيحين لذلك وجب نشر الوعي الديني والأعلامي حتى تتضح الأمور".
 
 
كما أكد الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسينا، أن وجود العشوائيات وعدم تأهيل الطرق والفنادق المتخصصة من أهم المخاطر التي تتعرض لها رحلات الحج ومن الممكن أن نفشل في استقبالنا للحجاج إذا فشلنا في إحتواء الخطوات الأساسية للأستعدادت قبل أولى رحلات الحج المسيحي في يناير القادم.
 
 
وتابع "ريحان" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة": "تطوير عشوائيات مسار رحلة العائلة المقدسة خطوة هامة على طريق التاريخ المصري السياحي، وتطوير العشوائيات ليس للتجميل فقط ولكن حتى يتم تأهيل مناطق المسار لكي تستوعب العدد المنتظر دخوله الى مصر". بالأضافة إلى  تطوير محطات الطريق وإنشاء مراكز خاصة لكي تستضيف الحجاج مع مراعاة كبار السن وحالتهم الصحية ووضع الأرشادات ولافتات بها تعريف بمكان الأثر حتى يتمكن الحاج التنقل بسهولة، مع وجود الفنادق الصغيرة بالقرب من المناطق الأثرية التي يزورها الحاج،  فهذه استعدادات لابد منها.
 
 
كما أكد أن هناك بعض المناطق غير مستعدة تماما لآستقبال الحجاج ولا توجد بها أي استعدادات مطلقا حتى يتمكن الحاج من إكمال رحلته بمصر، وعدم تجهيزالمنطقة المحيطة بالأثر من المخاطر التي تهدد نجاح الرحلة، ولابد أن نلتفت اليها حتى لا يظهر الأمر أمام العالم أن مصر بها ربكة في استقبال رحلات الحج العالمية.
 
 
جديرا بالذكر أن الأب هاني باخوم الوكيل البطريركي للأقباط الكاثوليك في مصر أكد في تصريحات صحفية، أن الكنيسة الكاثوليكية تنتظر بيان رسمي من الفاتيكان حول اعتماد مصر ضمن رحلات الحج المسيحي. ولفت إلى أن الدولة حددت ثمان محطات حتى الآن من 24 محطة زارتها العائلة المقدسة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق