بعد براءة "التفاح ".. حقيقة الشجرة المحرمة التي أخرجت آدم من الجنة

السبت، 21 أكتوبر 2017 11:30 م
بعد براءة "التفاح ".. حقيقة الشجرة المحرمة التي أخرجت آدم من الجنة
حواء
عنتر عبداللطيف

فتح تأكيد مفسرة الأحلام صوفيا زادة إن "شجرة التين هي من أخرجت سيدنا آدم من الجنة وليست شجرة التفاح" الملف الشائك حول حقيقة الشجرة المحرمة التى أكل منها سيدنا آدم عليه السلام، وهو ما تسبب فى هبوطه من الجنة إلى الأرض بعد أن وسوس له الشيطان بذلك.

الشجرة التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها آدم وزوجته فأكلا منها - حسب كتابات إسلامية -  لم يثبت عند العلماء ما يدل على تعيينها لا من كتاب ولا من سنة صحيحة وإنما جاءت في تعيينها آثارعن بعض التابعين وأكثرها منقول عن أهل الكتاب فبعضهم يقول: هي شجرة التين، وبعضهم يقول: هي شجرة العنب، وبعضهم يقول: هي شجرة الحنطة، إلى غير ذلك من الأقوال.

 

hawa222
 

قال ابن جرير الطبري في تفسيره : "والصواب في ذلك أن يقال: إن الله جل ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة، فخالفا إلى ما نهاهما الله عنه فأكلا منها كما وصفهما الله به، ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يضع لعباده دليلاً على ذلك في القرآن ولا في السنة الصحيحة، فأنى يأتي ذلك؟ وقد قيل: كانت شجرة البر، وقيل: كانت شجرة العنب، وقيل: كانت شجرة التين، وجائز أن تكون واحدة منها، وذلك علم إذا عُلم لم ينفع العالم به علمه، وإن جهله جاهل لم يضره جهله به".  

 

أما عن تفسير الآية الكريمة :" فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى"

www-St-Takla-org--009-Adam-Eve-Hide
 

تقول تفسيرات الآية الكريمة  أن الله سبحانه وتعالى عظم آدم عليه السلام بأن جعله مسجودا للملائكة  وبين أنه عرفه شدة عداوة إبليس له ولزوجه وأنه لعداوته يدعوهم إلى المعصية التي إذا وقعت زالت تلك النعم بأسرها ، ثم إنه مع ذلك اتفق منه ومن حواء الإقدام على الزلة ما اتفق ، والعجب ما روي عن أبي أمامة الباهلي قال : " لو أن أحلام بني آدم إلى قيام الساعة وضعت في كفة ميزان ووضع حلم آدم في الأخرى لرجح حلمه بأحلامهم " ولكن المكادحة مع قضاء الله تعالى ممتنعة ، واعلم أن واقعة آدم عجيبة وذلك لأن الله تعالى رغبه في دوام الراحة وانتظام المعيشة بقوله : " فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى " ورغبه إبليس أيضا في دوام الراحة بقوله : "هل أدلك على شجرة الخلد " وفي انتظام المعيشة بقوله : " وملك لا يبلى " فكان الشيء الذي رغب الله آدم فيه هو الذي رغبه إبليس فيه إلا أن الله تعالى وقف ذلك على الاحتراس عن تلك الشجرة وإبليس وقفه على الإقدام عليها ، ثم إن آدم عليه السلام مع كمال عقله وعلمه بأن الله تعالى مولاه وناصره ومربيه أعلمه بأن إبليس عدوه حيث امتنع من السجود له وعرض نفسه للعنة بسبب عداوته ،كيف قبل في الواقعة الواحدة والمقصود الواحد قول إبليس مع علمه بكمال عداوته له وأعرض عن قول الله تعالى مع علمه بأنه هو الناصر والمربي . ومن تأمل في هذا الباب طال تعجبه وعرف آخر الأمر أن هذه القصة كالتنبيه على أنه لا دافع لقضاء الله ولا مانع منه ، وأن الدليل وإن كان في غاية الظهور ونهاية القوة فإنه لا يحصل النفع به إلا إذا قضى الله تعالى ذلك وقدره . وأما قوله : " فوسوس إليه الشيطان " فقد تقدم في سورة البقرة أنه كيف وسوس ، وبماذا وسوس . فإن قيل : كيف عدى وسوس تارة باللام في قوله : " فوسوس لهما الشيطان " وأخرى بإلى ؟ قلنا : قوله : " فوسوس إليه " معناه لأجله ، وقوله : " فوسوس إليه " معناه أنهى إليه الوسوسة كقوله حدث له وأسر إليه ثم بين أن تلك الوسوسة كانت بتطميعه في أمرين :

 

 

أحدهما : قوله : " هل أدلك على شجرة الخلد " أضاف الشجرة إلى الخلد وهو الخلود لأن من أكل منها صار مخلدا بزعمه . الثاني : قوله : " وملك لا يبلى " أي من أكل من هذه الشجرة دام ملكه ، قال القاضي : ليس في الظاهر أن آدم قبل ذلك منه ، بل لو وجدت هذه الوسوسة حال كون آدم عليه السلام نبيا لاستحال أن يكون آدم عليه السلام قبل ذلك منه ، لأنه لا بد وأن تحصل بين حال التكليف وحال المجازاة فترة بالموت ، وبالمعنى فآدم لما كان نبيا امتنع أن لا يعلم ذلك ، قلنا : لا نسلم بأنه لا بد من حصول هذه الفترة بين حال التكليف وحال المجازاة ، ولم لا يجوز أن يقال : لا حاجة إلى الفترة أصلا ، وإن كان ولا بد فيكفي حصول الفترة بغشي أو نوم خفيف ، ثم إن كان ولا بد من حصول الفترة بالموت فلم قلت : النبي لا بد وأن يعلم ذلك ، أليس قوم منكم يقولون : إن موسى عليه السلام إنما سأل الرؤية لأنه ما كان يعرف امتناعها على الله تعالى فإذا جاز ذلك الجهل فلم لا يجوز هذا الجهل .

 

1102016013_rtol_lsr_xl
 
 
 
يتابع التفسير : ثم ما الدليل على أن آدم كان نبيا في ذلك الوقت فإن مذهبنا أن واقعة الزلة إنما حصلت قبل رسالته لا بعدها ، ثم إن الذي يدل على أن آدم عليه السلام قبل ذلك قوله تعالى عقيب ذكر الوسوسة " فأكلا منها " وهذا الترتيب مشعر بالعلية كقولهم : " زنى ماعز فرجم " ، " وسها رسول الله  صلى الله عليه وسلم فسجد " فإن هذه الفاء تدل على أن الرجم كالمسبب للزنا والسجود كالمسبب للسهو ، فكذلك ههنا يجب أن يكون الأكل كالمعلل باستماع قوله : " هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " وإنما يحصل هذا التعليل لو قبل آدم ذلك منه ، فإنه لو رد قوله لما أقدم على الأكل بناء على قوله ، فثبت أن آدم عليه السلام قبل ذلك من إبليس ، ثم إنه سبحانه بين أنهما لما أكلا بدت لهما سوآتهما ، قال ابن عباس : عريا من النور الذي كان الله ألبسهما حتى بدت فروجهما ، وإنما جمع فقيل سوآتهما كما قال : " صغت قلوبكما " " التحريم : 4 " فإن قيل : هل كان ظهور سوآتهما كالجزاء على معصيتهما ؟ قلنا : لا شك أن ذلك كالمعلق على ذلك الأكل ، لكن يحتمل أن لا يكون عقابا عليه ، بل إنما ترتب عليه لمصلحة أخرى.
 
 
 
 
 
يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله  :" بعد أن خلق الله  آدم وأمر الملائكة أن تسجد له وحدث كفر إبليس ومعصيته أراد الله  أن يمارس آدم مهمته على الأرض . ولكنه قبل أن يمارس مهمته أدخله الله في تجربة عملية عن المنهج الذي سيتبعه الإنسان في الأرض ، وعن الغواية التي سيتعرض لها من إبليس . فالله  رحمة منه لم يشأ أن يبدأ آدم مهمته في الوجود على أساس نظري ، لأن هناك فرقا بين الكلام النظري والتجربة." إلى أن قال: "بعض الناس يقول : أنها جنة الخلد التي سيدخل فيها المؤمنون في الآخرة . وبعضهم قال : لولا أن آدم عصى لكنا نعيش في الجنة . نقول لهم لا . جنة الآخرة هي للآخرة ولا يعيش فيها إنسان فترة من الوقت ثم بعد ذلك يطرد منها بل هي كما أخبرنا الله تعالى جنة الخلد . كل من دخلها عاش في نعيم أبدي"
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق