وزير السياحة يبيع الوهم.. إيرادات خادعة وشفافية غائبة عن القطاع

الإثنين، 23 أكتوبر 2017 01:30 م
وزير السياحة يبيع الوهم.. إيرادات خادعة وشفافية غائبة عن القطاع
يحيى راشد
محمود علي

على الرغم من تسجيل قطاع السياحة في مصر خلال الشهور القليلة الماضية مؤشرات إيجابية، وذلك بارتفاع الايرادات بنسبة 200% خاصة في أخر 9 أشهر بحسب ما نقلته مصادر عن القطاع لوكالات اجنبية، إلا أن مراقبون يرون أن الرقم خادع إلى حد بعيد بالمقارنة بالسنوات الماضية، الأمر الذي يطرح اسئلة مهمة هل يسير هذا القطاع برئاسة وزير السياحة يحي راشد يسير بخطى جيدة لإعادة السياحة إلى مجدها أم سنبقى في خندق التهليل والاحتفاء بأرقام مخادعة لا تعبر عن تطوير المجال.
 
وبرصد ايرادات السياحة خلال السنوات الماضية بالمقارنة بالفترة الاخيرة، سنلاحظ تراجعا كبيرا في هذا المجال من حيث الايرادات والاشغالات، وهو أمر أثر بالضرورة على الاقتصاد المصري، وتعد السياحة أحد أهم روافده وموارده لسد عجز الموازنة العامة والاحتفاظ بالاحتياطي من النقد الاجنبي، كما يمثل قطاع السياحة مصدر رزق لملايين المواطنين.
 
وبحسب الاحصائيات الواردة في السنوات الأخيرة، فإن إيرادات قطاع السياحة منذ ثورة يناير حتى عام 2015 لم تقل في أسوء حالاتها عن 6.1 مليار دولار، وأن كانت وصلت في 2010 إلى 12 مليار دولار وترواحت بين 8 إلى 10 مليار دولار في الأعوام الأخرى.
 
ونقلت وكالة رويترز قبل أيام عن مصدر مسئول في قطاع السياحة قوله أن إيرادات قطاع السياحة في مصر قفزت بمعدل كبيرةحيث وصلت الايرادات إلى نحو 5.3 مليار دولار في أول 9 أشهر من هذا العام، في حين زادت أعداد السياح الوافدين إلى البلاد 55.3 %، وفقا لمسؤول حكومي عن العام الماضي.
 
وبعيدًا عن عدم إصدار وزارة السياحة بيان يؤكد أو ينفي هذه المعلومات المتداولة ما يؤكد عدم وجود الحد الأدني من الشفافية، وإذا ما أخذنا الارقام على محمل الجد، فان المقارنة اقتصرت فقط بين ايرادات العام الحالي والعام الماضي الذي تأثر بسقوط الطائرة الروسية في سيناء في شهر أكتوبر من عام 2015 ، ما يؤكد انخفاض معدل ايرادات قطاع السياحة عن الأعوام السابقة وخاصة عام 2014 و 2013 و 2012، الأمر الذي يؤكد أن أمام قطاع السياحة الكثير لكي يتعافى بالمفهوم الصحيح.
 
ورغم المقومات والمؤهلات التي أجمع العالم على تواجدها في مصر، لتكون مزار سياحى جيد وجاذب للجميع كونها لديها كافة الانواع السياحية من بيئية إلى ثقافية وترفيهية إلى علاجية لسياحة رياضية ودينية، إلا أن يبدو أن المسئولين عن هذا قطاع لم يستغلوا هذه المقومات الاستغلال الأمثل، وأكبر دليل على ذلك عدم عودة السياحة الروسية والبريطانية وبعض الدول الاوروبية حتى الآن إلى مصر.
 
ورغم تلويح روسيا وبريطانيا في أكثر من مناسبة بقرب موعد عودة السياحة إلى مصر، لكن يصطدم هذا التفاؤل عند الكثير من المسئولين والعاملين في هذا القطاع بمعوقات وعقبات تضعها الدولتين لاسترجاع وفودها السياحية، وهو أمر يعود بنا إلى المربع الأول هل يسير قطاع السياحة وبالأخص منظومة الوزير يحي راشد في الطريق الصحيح لاستثمار هذه المؤهلات.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق