السعودية تستأصل الفكر المتطرف بـ 4 إجراءات

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017 08:50 م
السعودية تستأصل الفكر المتطرف بـ 4 إجراءات
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
محمود على

لم يكن تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن المملكة سوف تقضي على أصحاب الأفكار المتطرفة وستعيش حياة طبيعية وتعود إلى الاسلام الوسطى المعتدل، أول الخطوات التي أعلنت عنها الدولة لمحاربة هذا الفكر، فمنذ سنوات وتحاول الرياض جاهدة الانسلاخ من المورثات المتشددة التي كانت مقيدة للحياة الاجتماعية والسياسية في المملكة.

ويقول بن سلمان في تصريحات على هامش منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض،  إن المملكة العربية السعودية ستنشر الإسلام الوسطي المنفتح، مؤكدا أنها ستدمر كل الأفكار المتطرفة "اليوم وفورا"، قائلًا : "السعودية لم تكن كذلك قبل عام 1979.. السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 79 لأسباب كثيرة.. ليس المجال اليوم لذكرها.. فنحن لم نكن كذلك.. نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه.. الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وعلى جميع التقاليد والشعوب".

وأوضح سلمان أن "70 % من الشعب السعودي هو أقل من 30 سنة وبكل صراحة.. لن نضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة.. سوف ندمرهم اليوم وفورا"، متابعًا:"نريد أن نعيش حياة طبيعية .. حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة.. ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم.. فهذا أمر أعتقد أنه اتخذت خطوات في الفترة الماضية واضحة، وأعتقد أننا سوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل".

أبرز الخطوات التي اتخذتها المملكة مؤخرًا بشأن القضاء على الفكر المتطرف، هو إعادة النظر في العلاقة مع النظام القطري، حيث انضمت الرياض إلى مصر والإمارات اللتين كانتا لديهما وجهات نظر مختلفة في السياسات القطرية في العقود الأخيرة، فعلى الرغم من التأخر السعودي في فهم حقيقة ما تقوم به الدوحة من سياسات تدعم التطرف وانتشار الفوضى في المنطقة، إلا أنها جاءت وأعلنت عن تحالفها مع الثلاثي المصري الإماراتي البحريني في مواجهة مخططات الدوحة الساعية تفتيت لدول الجوار، وهو ما ترجم في مقاطعتهم للعلاقات الدبلوماسية مع الإمارة لتراجعها عن افكارها التي تتناسب مع الشرق الأوسط.

ثاني الخطوات، هو ما أعلنته وزارة الثقافة والإعلام السعودية مؤخرًا بأن المملكة ستراقب تفسير أحاديث النبى محمد لكي لا تستخدم فى تبرير العنف أو الإرهاب، وأمر العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز فى مرسوم بإنشاء هيئة للتدقيق فى استخدامات الأحاديث النبوية، مؤكدًه أن هدف الهيئة هو القضاء على النصوص الكاذبة والمتطرفة وأى نصوص تتعارض مع تعاليم الإسلام وتبرر ارتكاب الجرائم والقتل وأعمال الإرهاب.

وكان وزير الخارجية عادل الجبير قال الشهر الماضى إن الآلاف من رجال الدين المتطرفين جرى فصلهم لكنه لم يقدم إطارا زمنيا،  وبدأت الحكومة دعم رؤية جديدة بشأن الهوية السعودية تتركز حول اعتماد الاسلام المعتدل كارتكاز لكنها تسمح بوجود أفكار علمانية مثل القومية والتراث الثقافى التى تسبق ظهور الإسلام، وقالت الوزارة إن الهيئة ستخدم الإسلام بإقامة "مرجعية أصيلة للحديث النبوى الشريف وعلومه جمعا وتصنيفا وتحقيقا ودراسة".

ولم تكن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السعودية بعيدة عن الخطوات السعودية لمحاربة التطرف، لاسيما وان كثير من الكتاب السعوديون طالبوا بمزيد من التحجيم لدورها أو إلغائها، وكان أول إجراء تم اتخاذه ضد الهيئة جاء فى عام 2016 ، حيث  أقر مجلس الوزراء السعودي تنظيما جديدا لـ"هيئة الأمر بالمعروف" يقلص من صلاحياتها التي تمكنها من توقيف الأشخاص أو ملاحقتهم على خلفية انتقادات متزايدة للهيئة ودورها في تطبيق المعايير الشرعية فى المملكة المحافظة.

وتضمن قرار المجلس، إن الهيئة "تقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إليه بالرفق واللين والإسهام مع الجهات المختصة في مكافحة المخدرات وبيان أضرارها"، وشدد نص القرارعلى أنه "ليس لرؤساء أو أعضاء الهيئة إيقاف الأشخاص أو التحفظ عليهم أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم والتي تعد من اختصاص الشرطة وإدارة مكافحة المخدرات".

تقليص الصلاحيات لم يكن الخطوة التى أنهت الجدل ضد الهيئة ، حيث استمر الجدل حول وجودها وأداء رجالها ، وتعاملهم مع المواطنين السعوديين قائمًا، كما استمر بعض الإعلاميين السعوديين فى مهاجمتها، حيث علت الأصوات المطالبة بمزيد من تقليص الصلاحيات الممنوحة لهيئة الأمر بالمعروف، وتقدم 3 أعضاء من مجلس الشورى السعودى في أوائل شهر اكتوبر هم : عطا السبيتي، ولطيفة الشعلان، واللواء علي التميمي،  بمقترح بضم هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لوزارة الشؤون الإسلامية وإنهاء استقلال الهيئة، وأكد الأعضاء فى مقترحهم أن  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب كل مسلم ولم تشر النصوص الشرعية التى تدعم تلك الشعيرة إلى وجوب تكوين جهاز أو هيئة ذات كيانا مستقلا، وأن سلف تلك الأمة لم ينظروا لهذه الشعيرة كممارسة منفصلة عن بقية مناحي الحياة، وإنما كانوا يعتمدونها كمنظم للحياة المدنية تحت مظلة الدين الإسلامي .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق