مصر تقود تجديد الخطاب الديني.. مشاريع يحارب بها العرب الفكر المتطرف

الجمعة، 03 نوفمبر 2017 11:00 ص
مصر تقود تجديد الخطاب الديني.. مشاريع يحارب بها العرب الفكر المتطرف
الدكتور أحمد الطيب
محمد الشرقاوي

على مدار الأعوام الماضية قادت مصر بكافة مؤسساتها المعنية تجديد الخطاب الديني وتنقيح الكتب والمراجع التاريخية ومؤلفات التراث.

في عام 2014 دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في أول عام من ولايته الأولى لرئاسة الجمهورية، مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى اتخاذ إجراءات جادة لتجديد الخطاب الديني، وتنقيحه من الفكر المتشدد والمتطرف، كذلك الحد من سيطرة المتشددين على المنابر والمساجد، وتقنيين أوضاعها.

وبالفعل بدأا كلا المؤسستين بخطوات جادة، فلجأت وزارة الأوقاف إلى تقنين الزوايا والمساجد الصغيرة التي كانت مباحة لسيطرة عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وأصحاب التيار السلفي المتشدد، كذلك اعتماد الخطبة الموحدة في كافة المساجد.

كذلك اعتمد الأزهر وعلى رأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وهيئة كبار العلماء، لجان فنية من كبار الباحثيين والفقهاء لتنقيح المناهج الأزهرية، في المعاهد والكليات، ومن وقت لآخر تؤكد تلك المؤسسات ما انتهت إليه من تجديد الخطاب.

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

 

في مايو الماضي، أكد الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية، أثناء زيارته للجزائر، أن قضية تجديد الخطاب الديني من القضايا المحورية لأن المجتمعات لاتقف بل يطالها التغيير والتطور، ولابد أن يدرك العلماء العلاقة بين النص الشرعي والواقع.

وقال علام إن قضايا التجديد هي قضايا محورية لأن الله سبحانه وتعالى يسخر للأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها وفي رواية أخرى يجدد لها دينها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في مايو الماضي، أيضًا دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض، إلى ضرورة مواجهة الفكر المتطرف، وأكد ضرورة تبني خطط دولية للحد من سيطرة الجماعات المتشددة على فكر المواطنين.

السعودية تلحق بركب التطوير

في 24 أكتوبر الماضي، دخلت المملكة العربية السعودية مضمار تطوير الفكر، حيث صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن المملكة ستقضي على أصحاب الأفكار المتطرفة وستعيش حياة طبيعية وتعود إلى الإسلام الوسطى المعتدل.

تصريحات ابن سلمان كانت امتدادًا لمساعي الرياض الجاهدة في الانسلاخ من المورثات المتشددة التي كانت مقيدة للحياة الاجتماعية والسياسية في المملكة.

وتمثلت تلك الخطوات في ما أعلنته وزارة الثقافة والإعلام السعودية مؤخرًا بأن المملكة ستراقب تفسير أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكي لا تستخدم فى تبرير العنف أو الإرهاب.

وأمر العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز فى مرسوم بإنشاء هيئة للتدقيق فى استخدامات الأحاديث النبوية، مؤكدًا أن هدف الهيئة هو القضاء على النصوص الكاذبة والمتطرفة وأى نصوص تتعارض مع تعاليم الإسلام وتبرر ارتكاب الجرائم والقتل وأعمال الإرهاب.

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي

 

كذلك اتخذت المملكة إجراءات "تطهير" المؤسسات الدينية، حيث أمرت بفصل الآلاف من رجال الدين المتطرف، وهو ما كشف عنه وزير الخارجية عادل الجبير، مضيفًا أن الحكومة قدمت دعم ورؤية جديدة بشأن الهوية السعودية تتركز حول اعتماد الاسلام المعتدل كارتكاز لكنها تسمح بوجود أفكار علمانية مثل القومية والتراث الثقافي التي تسبق ظهور الإسلام.

ولم تكن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السعودية بعيدة عن الخطوات السعودية لمحاربة التطرف، لاسيما وأن كثير من الكتاب السعوديين طالبوا بمزيد من التحجيم لدورها أو إلغائها، وكان أول إجراء تم اتخاذه ضد الهيئة جاء فى عام 2016 ، حيث أقر مجلس الوزراء السعودي تنظيمًا جديدًا لـ"هيئة الأمر بالمعروف" يقلص من صلاحياتها التي تمكنها من توقيف الأشخاص أو ملاحقتهم على خلفية انتقادات متزايدة للهيئة ودورها في تطبيق المعايير الشرعية فى المملكة المحافظة.

الكويت أخر المجددين

ضمن ما يشهده الوطن العربي من ثورة تجديد للخطاب الديني، اتخذت دولة الكويت إجراءات لتعزيز الوسطية الفكرية وإصلاح الفكر، رغم ما يحظى به المجتمع الكويتي من سيطرة للفكر السلفي.

واعتمدت دولة الكويت مشروع "تحصين" بهدف تعزيز الوسطية لدى الشباب الكويتي وتحصينهم من فكر الغلو والتكفير والتطرف، وهو برنامج دشنته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية في 31 أكتوبر 2017 بالتعاون مع ست جهات حكومية .

تحصين
تحصين

 

ووفق ما أعلنت الجهات المعنية فإن الهدف العام من مشروع "تحصين" هو تزويد الطلاب والطالبات بمهارات علمية ل مواجهة الانحراف الفكري والسلوكي وتعميق مفاهيم الانتماء والمواطنة وتأصيلها شرعيًا وتطوير مهارات الطلبة الشخصية والمعرفية والاجتماعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق