"صوت الأمة" تنشر المقال الثاني لطلاب جامعة القاهرة لمناقشة وثيقة الثقافة والتنوير

السبت، 11 نوفمبر 2017 04:50 م
"صوت الأمة" تنشر المقال الثاني لطلاب جامعة القاهرة لمناقشة وثيقة الثقافة والتنوير
رئيس جامعة القاهرة

تنشر "صوت الأمة" مجموعة من المقالات لعدد من طلاب وخريجي جامعة القاهرة، يناقشون من خلالها وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير، والتي أطلقها الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، قبل أسبوعين بحضور قيادات الجامعة، وعدد من قادة الفكر والإعلام في المجتمع على رأسهم الدكتور حسن الببلاوي، والإعلامي مفيد فوزي، وعلاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، والكاتب الصحفي محمود مسلم، والدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، والدكتور مراد وهبه، والكاتب يوسف القعيد، والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والدكتور سامي عبدالعزيز الخبير الإعلامي وعميد كلية الإعلام، والدكتور مصطفى الفقي، والدكتورة ماريان عازر، والدكتورة رشا إسماعيل.
 
يكتب المقال الثاني، محمد أيمن ـ طالب بالفرقة الرابعةـ كلية دار علوم بجامعة القاهرة، بعنوان "وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير روشتة للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف من جذوره"، وكان كالآتي:
 
محمد أيمن ـ طالب بالفرقة الرابعة
محمد أيمن ـ طالب بالفرقة الرابعة
 
 
عاشت مصرنا في الفترة الأخيرة تقلبات على كافة المستويات في عديد من المؤسسات والتي منها بطبيعة الحال المؤسسات الثقافية، وعايشنا نحن الشباب ثورات الربيع العربي، فقد قمنا بثورتين؛ نتج عنهما تغيرات سياسية عديدة، إلا أن المؤسسات الثقافية والتعليمية لم يتغير في سياساتها شيء، بل على العكس ازدادت قوى الجهل والتخلف ولم يتحرك أحد لردع أو وقف هذا التخلف إلا عندما نتج عن تلك القوى إرهاب وفكر متطرف، فسرعان ما تحركت بعض المؤسسات ولكن في مواجهة النتيجة فقط دون البحث في جذور تلك الظاهرة كمن يطفئ ألسنة اللهب ويترك القاعدة تزداد اشتعالًا.
 
 
ورغم كل ذلك؛ إلا أنه وسط الظلام الدامس نجد ضوء يبعث على التفاؤل والأمل، فهنا مؤتمرات وطنية دائمة للشباب وهناك استراتيجية للتنمية ـ مصر 2030، وهناك برنامج رئاسي لتأهيل الشباب يتطور ليصبح أكايمية لتدريب وتأهيل الشباب والإعتماد عليهم كقادة للمستقبل، وهنا مؤسسة بحجم جامعة القاهرة امتلكت شجاعة المواجهة وجراءة التحدي ومواكبة هذا التطور والتغير وإعطاؤنا الأمل والتفاؤل، حينما أعلن رئيسها الدكتور محمد عثمان الخشت، عن "وثيقة جامعة القاهرة للتنوير" لتكون نواة لأهداف ومباديء مرحلة جديدة للجامعة لتؤكد على دور الجامعة الحقيقي في خدمة المجتمع، وتعمل مع الشباب وترتقي بوعيهم، والاهتمام بتكوينهم الثقافي والوجداني، وتخلق حالة من الزخم الثقافي في كل أركان جامعة القاهرة، وأخيرًا لتكون سلاح قوي لمواجهة كل إرهاب أو فكر متطرف قد يتسلل لطلابها.
 
 
 
 
ومن أهم ما نصت عليه الوثيقة في مبادئها، "الحرية" و"الاطلاع على تجارب الآخرين" كونهما من أهم الأسس السليمة التي تقوم عليها الجامعة والمجتمع فلا إبداع ولا ابتكار دون حرية فكرية حقيقية وانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى، وفقًا للأطر الصحيحة.
 
 
فالحرية بمفهومها الحقيقي كما نعلم هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإبداعه سواء كانت قيودًا مادية أو معنوية، وقد عرف "قاسم أمين" الحرية قائلًا "الحرية الحقيقية تحتمل إبداء كل رأي ونشر كل مذهب وترويج كل فكر". لذا اعتمدت الوثيقة على الحرية؛ حرية التفكير والتعبير، وأكدت على حق الاختلاف، وعدم التعصب لتيار ضد تيار، وأعلنتها للجميع أن "الجامعة بيت للمصريين جميعًا".
 
 
إن توظيف الحرية داخل المجتمع الجامعي هو القرار الصائب والمنقذ الوحيد، فعلى سبيل المثال الأنشطة الطلابية التي نعتبرها نحن الطلاب؛ الطريق الشرعي السليم، لتفريغ طاقتنا بشكل إيجابي وفعال. فحينما نتمكن من تطبيق مفاهيم الحرية داخل تلك الأنشطة بشكل حقيقي سنجد من الطلاب إبداع لامثيل له، فقط لأنهم شعروا بالحرية.
 
 
ومثال آخر على الحرية داخل الجامعة هو الاتحادات الطلابية الذي اعتبره خير معيار لتحديد مدى تطبيق مفهوم الحرية بين الطلاب، فعزوف الطلاب عن المشاركة في الأنشطة الطلابية التي تقدمها رعاية الشباب بكل كلية سواء كانت أنشطة رياضية أو فنية أو ثقافية أو تلك الفعاليات الثقافية والفنية التي تقيمها الجامعة من ندوات وحفلات، يوجب على المسؤولين حينها أن يتوقفوا ويبحثوا في الأمر ويتناقشوا مع الطلاب لمعالجة هذه الظاهرة، وعندما تزداد المشاركة يتحرك مؤشر النجاح الجامعي في الاتجاه الصحيح، ومن ثم تخريج طالب مثقف لديه الوعي الذي يحركه تجاه بناء وتقدم الدولة.
 
 
أيضًا كلما ازدادت المشاركة الطلابية في الأنشطة، حينها تستطيع الجامعة اكتشاف ما لديها من مواهب وبالتالي وتنمية قدراتهم الثقافية والعلمية وفتح المسارات الإبداعية أمامهم وتوسيع رؤية ورقعة النشاط الطلابي.
 
 
أما جانب الانفتاح على الثقافات والحضارات، فإنه يتحقق بمشاركة الشباب المصري بشكل فعال بمختلف فئاته في المحافل الثقافية الدولية التي يجب أن تظهر فيها الجامعة بأفكار ومشاريع طلابها وأساتذتها، وهذا ما وجدناه أخيرًا في منتدى شباب العالم، حيث شارك في المنتدى 15 طالب من أوائل الكليات بالإضافة إلى 10 طلاب لديهم الرغبة في طرح أفكار مشاريع في جدول جلسات المنتدى، ونتمنى إيجاد مثل هذا التمثيل في كل المحافل فطلاب الجامعة هم خير سفير لها.
 
 
إنه وبعد إطلاعي على مباديء وثيقة جامعة القاهرة للتنوير تأكدت أن تلك الوثيقة جاءت وفقًا لرؤية مستقبلية وهدف واضح وهو استعادة دور الجامعة الحقيقي في بناء الطالب المصري ثقافيًا وفنيًا وكذلك دورها في خدمة المجتمع والدولة، وهذه الوثيقة برهان صريح على مدى صحة رؤية الجامعة في التحول لجامعة من الجيل الثالث، جامعة تُطور العلوم وتُؤهل الطاقات البشرية وتُطوعها لخدمة المجتمع.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق