فوزية الأشعل تكتب: عفريت معالى الوزير إياه !

الأحد، 12 نوفمبر 2017 12:44 م
فوزية الأشعل تكتب: عفريت معالى الوزير إياه !

عادت نشوة الوزير، وخرج يعتذر عن التأخير، وأعلن مرة أخرى، قرب وصول الخرفان والعجول
 
- ورقص أبو الفقراء ومن فرط الفرحة تحول إلى شاعر بقدرة قادر.
هاشترى لحمة خلاص ع العيد افرحى يا فريدة ارقص يا فريد وادعوا معايا بعمر مديد للبيه خضر..أبو قلب... حديد...
- اشتدت الأزمة.. لكن المثل يقول اشتدى يا أزمة تنفرجى.. وها نحن على أبواب الفرج.. ستهطل اللحوم كالأمطار.. انظروا.. أنها على أبواب المطار...»
- وها هو معالى الوزير تسيطر عليه النشوة بعد أن حقق آمال عموم الشعب بينما الناس ما زالوا على حالة الفرحة العارمة من تصريحات معاليه
- يقفز الصغير فريد.. يدور وفى يده رغيف كالحديد.. وكان يرقص ويلقيه فى الهواء ثم يلقفه، والرغيف صامد لا يتأثر
- هناكل لحم.. هناكل لحم...
- صح يا رجال...
الرجال: - أيوة صح..
هنشرب شوربة
ترم... العضم..
وهياكل..
ويانا.. الكلب..
صح يا رجال..
الرجال: - أيوة صح
- يا حلم بطبق شوربة.. وفتة
- قول يا وزيرنا يا ورد الحتة
- كان الشغل الشاغل لنا انتظار اللحم الأثيوبى وأنبرت الصحافة بالتحاليل والتهليل لدخولنا عصر اللحمة بعد أن دخلنا عصر الكمبيوتر !!
- وأبحر الشعراء فى وصفها، وشرح حلاوة جسمها وطعمها، «فالعجول قادمة» بصحبة الخرفان، لتملأ البطون، وسيشعر الجميع بالأمن والأمان !!!
- هكذا كان الحال وتصدرت أخبار العجول والخرفان القادمة من الجنوب إلى الشمال، كل أعمدة الصحافة، وغطت على أخبار الحوادث والاقتصاد والمال وفجأة انقطع الإرسال، ومال أحدهم على آخر، وهمس له بآخر أخبار العجول والخرفان، فانتفض الأخير مذعورا، وبدا قلبه مفطورا، وصرخ يا للـهول لن تأتى الخرفان والعجول؟ عندئذ، تراجع الوزير فى مقعده، وشرح حسن نيته ومقصده، فصرخ أحدهم: -
- يعنى مين اللى بوظ صفقة اللحمة.. مين اللى سرق الخرفان والعجول وأفسد علينا فرحتنا بعد طول انتظار.. ودون تردد.. أجاب الوزير.
- إنه العفريت
-... عفريت
-... ما...
-... ماء...
- هكذا اصطدم الكرسي فى الكلوب، وتبدلت الأشياء، وبدا الحزن على وجوه الفقراء، واشتغل العفريت فى الأزرق وراح يلعب فى الخفاء، فارتفعت أسعار اللحوم والخرفان بينما راحت ابتسام، تبكى لحمتها، وتغنى كعادتها: -
- امشى يا عفريت
- امشى يا عفريت
- امشى يا عفريت
- إن جيت م الحيط
- هنسد الحيط
- بحجر صوان
- وإن جيت من الباب
- هنسد الباب
- ونقول ده شيطان
- امشى يا عفريت.. امشى يا عفريت.. امشى يا عفريت....
 - سمع العفريت الكلام ورق قبله لابتسام وطار إلى إثيوبيا، ليفسد صفقة اللحوم والخرفان، فأبدل الخرفان العفية القوية، بأخرى هزلية ومحنية وتعاقد مع عجول عجوز، بدلاً من العجول الصبية، وقام بشحنها، وبدأ فى تسريب أخبار عن اقتراب موعد وصولها...
- عادت نشوة الوزير، وخرج يعتذر عن التأخير، وأعلن مرة أخرى، قرب وصول الخرفان والعجول، وقبل أن يكمل كلامه، إذ بأخبار الصفقة تنتشر ونظر الوزير إلى صورها، ورأها هزيلة وضعيفة، فضرب كفا على كف، وقال ثانية: -
- العفريت... عملها مرة أخرى!
- وامتنع الناس عن شراء اللحوم، بعد أن رأوا صورها، وتأكدوا من مرضها، ومال الوزير على زميله أثناء اجتماع، وسأله المشورة، ماذا يفعل فى تلك الخرفان والعجول، بصفته هو الأخر.. مسئولاً... فهز الأخير رأسه وقال بجدية: - 
- نستعين بها كالكلاب البوليسية، بعد أن نحلق شعرها، ونصبغ جسدها نلف سلاسل رقيقة حول رقبتها !!!
- عندئذ.. ضحك الوزير وصاح بإعجاب.. يا عفريت!!
- ياعفريت !!!!
■ من ديوان الحب عنواني
خرجت من ديارى
فى الصباح
وعند عودتى
سمعت أصواتا غريبة..
تشبه النباح..
من يومها...
لم تعد الديار..
ديارى !!
خرجت من ديارى
بلا ذاكرة.
وعندما فتشت عن عنوانى.. 
لم أجده..
فى المفكرة !!!
بحثت عن حروف اسمى
صورتى
رسمى
تهت عن ملامحى
تغيرت..
حدود.. وجهى !!!!
إنسان أنا !!!
هكذا...
مسجل فى دفاتر الحياة !!!
اختاروا لى اسما
كى يكتبوه...
فى شهادة.. الوفاة !!! 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق