المرأة التي كرمها الله.. موؤدة في الجاهلية وجارية عند الجماعات الإرهابية

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017 09:00 ص
المرأة التي كرمها الله.. موؤدة في الجاهلية وجارية عند الجماعات الإرهابية
بيع النساء
إسراء سرحان

العنف ضد المرأة، موروث اجتماعي له تاريخ طويل يعود إلى أيام الجاهلية، حينما كانوا يفتخرون بوأد الأنثى كونها رمز"الفضيحة والعار"، حسب اعتقادهم، ولا تزال بيننا رواسب من ذلك المعتقد حتى وقتنا هذا، والعنف ما هو إلا نتاج اجتماعي لعلاقة غير متكافئة لثقافة لم تحترم المرأة بالرغم من تكريم القرآن الكريم لها.

عاد هذا الموروث مرة أخري علي يد الجماعات "المتأسلمة" بالإضافة إلى أشكال أخرى أكثر وحشية بجانب"وأد البنات"، ويقصد بالعنف ضد المرأة، كل ما يؤدي إلى ضرر يمسها ماديًا أو معنويًا أو نفسيًا.

 

المرأة في "داعش"

تعرضت النساء في المحافظات التي سيطر عليها تنظيم داعش عام 2014 إلى انتهاكات جسيمة تعددت فيها طرق التنظيم، لتعذيبهن  حيث استخدمت عناصرهم الترهيب والقتل كأسلوب يتخذه لتطويع النساء.

حركة إحتجاجية ضد وحشية داعش

في سياق ذلك قصة لمياء حجي بشار، الفتاة التي أبكت الجميع خلال منتدى شباب العالم وهي تروي حكايتها، عندما دخل تنظيم "داعش" الإرهابي منطقة سنجار ذات الأقلية الإيزيدية بالعراق، ودمر المدينة بالكامل وقتل الرجال واختطف النساء واغتصبهن واعتبرهن سبايا ونقل الأطفال إلى معسكراته لاستغلالهم.

 

إنشاء سوق للرقيق وبيع النساء

وتقول "لمياء حجي"، التي لم تتعدي الـ"19" عام، في تصريحات صحفية، "رأيت أصعب أنواع العذاب، فالتنظيم الإرهابي قتلني نفسياً ودمر حياتي، ولا يمكن أن أنسى أصعب لحظات الاغتصاب التي تعرضنا لها، فالعشرون شهراً في قبضة التنظيم مرت كأنها قرن بأكمله في مواجهة الموت المحتمل، ولا يمكن أن أنسى اللحظات الأولى بعد ترحيلي إلى سوريا ولحظات العذاب المشددة التي لازمتني طيلة الفترات التي حاولت فيها الهرب منهم، وحتى في المرة التي هربت منهم أصابتني عبوة ناسفة ألحقت بى إصابات بالغة".

"الحوثيون" يصرون على انتهاك حقوق المرأة

لم يكتف الحوثيون على الشر وإظهار طائفيتهم بالتمرد على الشرعية في اليمن برجالهم ومقاتليهم بل امتدت لتطال النساء وأطفالهن.

الحوثيين خلال استخدام النساء والأطفال في عرض عسكري

لتشهد أكبر تطور في هذا الشأن حين استغلت الميليشيا نسائها في عروضها الحربية مصاحبة لأطفالها لتدع العالم كله يضع دائرة حمراء على وجوه صبية لم يمسكوا بدمية للعب بل لتهد كتوفهم بندقية قد تتعدى أوزانهم، مشاهدين أمهاتهم بنفس البندقية، وربما نظر طفل لصديق طفولته وهو يلعب في الشارع وأشار له بالبندقية متعودا إياه بالقتل.

 

الحوثيين
 

قامت مليشيات الحوثي بتجييش العشرات من النساء في مناطق سيطرتها، وتوزع عليهم الأسلحة والأطقم العسكرية، الأمر الذي وصفته وسائل إعلام محلية ودولية بأنه" هتكًا" واضحًا لقوانين حقوق الإنسان والمرأة.

النساء وأطفالهن

وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق من العام الجاري، وجود 1500 جندي من الأطفال في اليمن يقاتلون في صفوف الحوثيين، مشيرة إلى أن تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة محظور بموجب القانون الدولي "وأن تجنيد أطفال دون الـ15 من العمر قد يعتبر"جريمة حرب".

المرأة في قبضة "بوكو حرام"

أعد موقع" daily beast" تقريرًا عن ما يحدث للفتيات في قبضة جماعة "بوكو حرام"، حيث أورد التقرير بعض شهادات لفتيات ونساء وقعن رهن الاختطاف القسري على أيدي عناصر هذه الجماعة، وأوضح التقرير نقلًا عن المصور "فلاد سوخين" الذي التقى ببعض المحررات والهاربات من قبضتهم، حيث روين قصصًا مروعة عما لاقينه تحت الاختطاف والقهر في معاقل بوكو حرام.

بوكو حرام

ويروي التقرير قصة فتاة تدعي "فاتي" ابنة 27 عامًا تحكي قصة اختطافها من قبل عناصر الجماعة وقتل زوجها في قرية "شيا"، ثم تم اقتيادها ونساء أخريات إلى أحد معاقل الجماعة، وهناك يتم التخيير بين تنفيذ عملية انتحارية أو الزواج من أحد المقاتلين لإنجاب "مجاهدين" جدد.

ولم تختلف قصة "فاتي" كثيرًا عن "زينب" ذات 23 سنة، والتي شاهدت مقتل زوجها أمام عينيها بعد زواجهما بشهر واحد، وحدث معها نفس السيناريو بعد ما تم نقلها إلى أحد معاقل الجماعة، إذ تم تخييرها بين الموت في عملية انتحارية أو القبول بأن تكون زوجة لمن تختاره الجماعة من مقاتليها، ولكنها رفضت فتعرضت لسوء العذاب من جلد وإهانة طالت حتى أمها، ثم أجبرتها الجماعة على الانتقال إلى قرية صغيرة مع الرجل الذي أُجبرت على الزواج منه، حتى تمكنت من الهرب بعد أن حملت منه بابنها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة