زيارة سعد الحريري لباريس تضع حزب الله وإيران في مأزق.. رئيس الوزراء المستقيل يعود لبيروت خلال أيام

السبت، 18 نوفمبر 2017 01:50 م
زيارة سعد الحريري لباريس تضع حزب الله وإيران في مأزق.. رئيس الوزراء المستقيل يعود لبيروت خلال أيام
سعد الحريري والرئيس الفرنسي
محمد الشرقاوي

رد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، اليوم السبت، عبر حسابه الشخصي في موقع التدوينات "تويتر"، على كافة المزاعم الدولية باحتجازه في الأراضي السعودية، قائلًا: "القول بأنه تم احتجازي في السعودية وإنني غير مسموح لي بمغادرتها هو مجرد كذبة".

تصريحات الحريري تسببت في إحراج سياسي لحزب الله اللبناني، فهو المتحدث الأول عن احتجاز الحريري بالسعودية، محاولًا استغلال الأزمة لضرب صورة المملكة، إضافة أن الحريري اليوم السبت، في العاصمة الفرنسية الإليزيه، يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، بعد أسبوعين، على تقديم استقالة مفاجئة من الرياض.

وفق مراقبون فإن عودة الحريري إلى العاصمة بيروت مرهونة بتأمينه، وهو ما أكده جبران باسيل كرر وزير الخارجية اللبناني، أمس الجمعة، حيث اعتبر زيارة الحريري تستمر بضعة أيام يتم فيها مناقشة حل الأزمة، مضيفًا أنه يجب التعامل مع الحريري باعتباره رئيسا للوزراء.

 

سعد الحريري والرئيس الفرنسي

جبران باسيل المحسوب ضمن التيار الوطني الحر المنضوي تحت تحالف "8 آذار"، تابع أن الهدف الأساسي الآن هو أن يتمكن الحريري من العودة إلى لبنان دون شروط أو قيود على حريته وأنه بمجرد عودته يمكنه أن يقرر إن كان سيتنحى عن رئاسة الوزراء.

تحركات الحريري الأخيرة ومقابلته وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في منزله بالرياض، دفعت إيران وذراعها حزب الله اللبناني، إلى تكثيف الهجوم على الإدارة الفرنسية، حيث اتهمت طهران فرنسا بأنها تؤجج التوترات في منطقة الشرق الأوسط باتخاذ مواقف "منحازة" إزاء السياسة الإقليمية لطهران.

وحسب التلفزيون الحكومي الإيراني الجمعة، عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، فإن هذه الرؤية تؤجج النزاعات الإقليمية، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود.

وذلك ردًا على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الخميس، إنه قلق لمشاركة طهران في أزمة الشرق الأوسط وبرنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل، وأن دور إيران في المناطق المختلفة التي تنشط فيها يقلقنا.

وأضاف خلال مؤتمر مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير "أنا أفكر على الخصوص في تورط إيران في الأزمات الإقليمية، والإغراءات التي تقدمها طهران للسيطرة على المنطقة، أنا أفكر في برنامجها الباليستي".

ورفضت إيران مرارا دعوة فرنسا لإجراء مباحثات بشأن برنامجها الصاروخي، قائلة إنه لأغراض دفاعية وغير مرتبط بالاتفاق النووي مع القوى العالمية الذي أبرم في عام 2015.

وأكدت تقارير أن الحريري سيعود قريبا إلى لبنان ليبحث مع رئيس الجمهورية ميشال عون أسباب استقالته التي قال في الرياض إنها تعود إلى تدخل إيران ومعها حليفها حزب الله اللبناني، أحد أبرز مكونات حكومته، في النزاعات الإقليمية.

 

الحريري وميشال عون
 

وكان عون قال في تصريحات صحفية إنه لن يقبل استقالة الحريري قبل أن يعود إلى لبنان ويؤكد له رغبته بالاستقالة ويبحث معه في أسبابها.

وتحدثت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله، عن زيارة الحريري إلى باريس معتبرة أنها "إطلاق سراح مشروط وأن الحريري غادر الرياض بدون عائلته"، وقالت الصحيفة في تقرير أفردت له المانشيت الرئيسي لها في عددها الصادر اليوم السبت، إن المشهد ازداد ضبابية بعدما تبيّن أن خروج الحريري من الرياض أتى كقرار "إطلاق سراح مشروط"، وخاصة أن الوسيط الفرنسي لم يتسلّم لائحة شروط سعودية على الحريري.

ونقلت الصحيفة تصريحات عن مصادر مجهلة من دبلوماسيين فرنسيين، أن محمد بن سلمان رفض تسليم ماكرون أي مطالب بضمانات تقدّمها باريس، مكتفيًا بالقول إن الحريري "يعرف ما عليه فعله" وأن ما تبلغه الحريري من ولي العهد السعودي ليل أمس الجمعة.

غلاف الأخبار
 

وزعمت الصحيفة أن رئيس الحكومة اضطر إلى الانتظار 7 ساعات قبل السماح له بمقابلة ولي العهد. وكان الجانب الفرنسي قد أبلغ وسائل الإعلام بأن طائرة الحريري ستهبط في باريس عند العاشرة مساءً، قبل أن تطلب الشرطة من الصحفيين المغادرة، إذ حلّ موعد الوصول، ولم تكن الطائرة قد أقلعت من الرياض بعد.

وتضمن تقرير الصحيفة: "رفض مرجع سياسي بارز التعليق على انتقال الحريري إلى باريس، لأن المهم هو «مضمون ما سيقوله»، على اعتبار أنه سيكون «عنوان الفصل الآتي من الأزمة، فإما أن يثبّت استقالته على قاعدة المضمون السياسي الذي عبّر عنه في خطاب الاستقالة، أو أن يُبقي الباب مفتوحاً للعودة عنها كما لمّح في مقابلته التلفزيونية".

وبحسب الصحيفة فإن الساحة السياسية في بيروت بدأت التداول في السيناريوهات المحتملة لمرحلة ما بعد العودة، لأنه وفق مصادر خاصة للجريدة في تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري عودة رئيس الحكومة عن الاستقالة بعيدة، لأنها ستعني اعترافاً بأنه أُجبر على تقديمها مِن الرياض، ولكنه قد يتراجع إذا حصل على شروط تلبي كل ما قاله في خطاب الاستقالة، لجهة تقديم صيغة للنأي بالنفي أكثر تقدماً من الصيغة التي يجري التعامل بها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق