الثورة التشيكوسلوفاكية.. لماذا وصفت بـ"الرقة"؟

السبت، 18 نوفمبر 2017 11:00 م
الثورة التشيكوسلوفاكية.. لماذا وصفت بـ"الرقة"؟
الثورة التشيكوسلوفاكية
إسراء سرحان

ربما لم يدر بخلد الطلاب الجامعيين، أن مظاهرة سلمية بإحدى المناسبات الوطنية، في العاصمة براج في تشيكيا، يتغير مسارها تمامًا وتتحول إلى أحداث توثق في ذاكرة التاريخ تحت مسمى "الثورة المخملية"، ويزال العالم يحيي ذكراها بعد مرور 28 عاما علي اندلاعها.

بدأت الحكاية في 17 نوفمبر 1989، عندما قابلت قوات شرطة مكافحة الشغب التشيكوسلوفاكية الاحتجاجات السلمية، التي قام بها آلاف الطلاب الجامعيين بوحشية كبيرة، وتسبب في ذلك سلسلة احتجاجات أخرى عمت أرجاء البلاد ولكن مع الاحتفاظ بـ"السلمية".

الثورة المخملية

"الثورة المخملية"، "الثورة الناعمة" او"الثورة الرقيقة" كما أطلق عليها عالميًا في وصفها، وذلك بسبب نجاحها "سلميًا" ودون إراقة دماء الكثيرين، وكانت تنحصر متطلباتها في إسقاط حكم الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي، وذلك لفشله في إدارة شئون الدولة.

شعارات الثورة السلمية

في 23 نوفمبر من ذات العام، أعلن وزير الدفاع في مؤتمر صحفي "أن الجيش لن يقوم بالتعرض لأبناء الشعب"، وسرعان ما ساند البرلمان هذا التصريح، وأعلن بعدها بأيام قليلة إلغاء المادة الدستورية التي تنص على قيادة الحزب الشيوعي للبلاد، وفي 30 نوفمبر ألغيت مبادئ الثورة الشيوعية ومبادئ الماركسية اللينينية من المناهج.

وفي 3 ديسمبر قام الرئيس "جوستاف هوساك" بتعيين حكومة جديدة مكونة من 15 وزيرًا شيوعيًا و5 فقط غير شيوعيين، ولكن هذا المقترح تم مقابلته بالرفض من قبل المعتصمين.

جوستاف هوساك

كما أعلن الرئيس "هوساك" إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، والعفو عن جميع الجرائم السياسية، وذلك في 8 ديسمبر 1989، وبمرور أيام قليلة أزيل الحواجز بين دولته وبين ألمانيا الغربية.

 

فاتسلاف هافيل

 

وشكل "هوساك" في 10 ديسمبر أول حكومة  غير شيوعية، ثم استقال من منصبه، ولتنتهي هذه الثورة "الناعمة" بتلقي "فاتسلاف هافيل" مقاليد الحكم في 29 ديسمبر 1989، وتتم إلغاء فكرة حصر القيادة بحزب شيوعي، وقامت تشيكوسلوفكيا بانتخابات ديمقراطية في العام الذي يليه. 

وفي عام 1993، انفصلت التشيك عن سلوفاكيا في منتهي السلمية أيضًا، ليصف الجميع هذا الإنفصال بإنه"طلاق مخملي"،  كما هو الحال المنطبق علي الثورة التشيكوسلوفاكية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق