رئيس إذاعة القرآن الكريم: نعمل على تجديد الخطاب الديني ببرامج متطورة.. ولا نرد على فتاوى الفضائيات لأنها مهاترات (حوار)

الأحد، 19 نوفمبر 2017 11:30 ص
رئيس إذاعة القرآن الكريم: نعمل على تجديد الخطاب الديني ببرامج متطورة.. ولا نرد على فتاوى الفضائيات لأنها مهاترات (حوار)
رئيس إذاعة القران الكريم حسن سليمان
نهى عبد السلام – فتحية حماد

"الفتاوى الغريبة "مهاترات لانرد عليها.. ولكننا نصححها بطرق غير مباشرة
برنامج "دقيقة فقهية" لاقى نجاحا كبيرا. وجهات سيادية أمرت بإذاعته كل ساعة
عام 2018 سيشهد بث البرامج لجميع دول العالم "كلا بلهجته"
 
 
على الرغم من انتشار القنوات الفضائية والإذاعات المختلفة التي نشأت في الفترة الأخيرة، وانشغال الكثير بمواقع "السوشيال ميديا" إلا أن إذاعة القرآن الكريم تظل عمودا أساسيا من أعمدة الإعلام المستنير الوسطي، وما زالت تحتفظ بمكانتها منذ نشأتها عام 1964، ولا تحيد عن الطريق الوسطي التي تسير فيه، من خلال نشر قيم الدين الإسلامي الوسطي المتسامح الذي يدعو للإنتماء والمواطنة وتقبل جميع الأديان وتقبل الآخر، والقيم الإنسانية السمحة.
 
تساهم إذاعة القرآن الكريم بقدر كبير في معالجة الأفكار المتطرفة وتصحيح مفاهيم الدين الإسلامي والأفكار المغلوطة التي يصدرها البعض، حيث تشهد حالة من الإنتعاش والإزدهار خلال الفترة الماضية، كما تحظى بنسبة كبيرة من الجمهور ولديها مكانة خاصة لدى المستمعين المصريين، وذلك لما تقدمه من توضيح لصحيح الدين الإسلامى المعتدل، فقد قامت في الفترة الأخيرة ببث برامج جديدة نالت إعجاب جمهورعريض من المستمعين مثل برنامج "دقيقة فقهية" وغيرها من البرامج التي تعد خطوة لتواكب العصر وتحقق الدعوات لتجديد الخطاب الديني، وهذا ما أكده الإذاعي حسن سليمان رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم في حواره لـ"صوت الأمة".
 
رئيس إذاعة القران الكريم
 

في البداية.. ما الدور الذي تقوم به إذاعة القرآن الكريم لمواكبة العصر وتجديد الخطاب الديني؟
بالتأكيد نعمل جاهدين على تجديد البرامج التي تقدم حتى تكون مواكبة للعصر، وأيضا نعمل على تجديد الخطاب الديني لتوعية الشباب وغرس القيم النبيلة وقيم الإسلام الوسطي المتسامح، وترسيخ قيم المواطنة بالمجتمع، حيث تخاطب برامجنا كل فئات الشعب وجميع الأعمار من خلال الفترات المفتوحة على الهواء مباشرة، مثل برنامج "الإسلام والحياة" وبرنامج" الدين معاملة" الذي يوضح السلوكيات والمعاملات الإسلامية الصحيحة، وأيضا برنامج "مصر الكنانة" والذي يرسخ للإنتماء وحب الوطن وغيرها من البرامج الهادفة. 
 

بالنسبة للبرامج الخاصة بالأطفال والأسرة عامة هل تجد إقبالا كبيرا من المستمعين؟
بالفعل نحن لدينا في قطاع الأمانة العامة إدارة بحوث المستمعين التي تبحث دائما مدى تفاعل الجمهور مع برامج إذاعة القرآن الكريم، والتى أكدت أن برامج الأسرة والمجتمع مثل برنامج "براعم الإيمان" وبرنامج "طلائع الإيمان" وبرنامج "التربية في ضوء القرآن والسنة" لاقت اهتماما كبيرا من المستمعين والدليل على ذلك كثرة الرسائل منهم عبر البريد والهواتف المحمولة. 
 

كيف ترد الإذاعة على بعض الفتاوى الغريبة التي تظهر بالقنوات الفضائية ولاتمثل القيم الإسلامية الحقيقية؟
إذاعة القرآن الكريم أكبر من أن ترد على مثل هذه المهاترات، ولكنها تعي تماما العبء الذي يقع على كاهلها لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تعرض على بعض القنوات الفضائية المفتوحة بإسم الدين الإسلامي وهي بعيده كل البعد عن قيمه، ولكننا نقوم بالرد على مثل هذه الفتاوى بطريق غير مباشر حتى لانعطي لهؤلاء أكبر من حجمهم، وذلك من خلال الحديث مع كبار علماء الأزهر الفقهاء في الدين، وكذلك من خلال شباب العلماء الذين هم أقرب لعقلية شباب المجتمع حتى نستطيع توصيل المعلومة الدينية الصحيحة.
 

من أهم البرامج التي شهدت نسبة استماع كبيرة في  2017 برنامج "دقيقة فقهية" فما الهدف منه؟
برنامج "دقيقة فقهية" يهدف للإجابة على استفسارات الجمهور حتى لا يجعلهم يلجأون لمن لايفقهون في الدين، وبالتالي لا يسمح للأفكار المتطرفة أن تلعب بعقول الجمهور وخاصة الشباب، وقد لاقى بالفعل هذا البرنامج نجاحا كبيرا وكان يعرض ثلاث مرات يوميا، ورأينا أن يتم إذاعته على رأس كل ساعة، نظرا لما يقدمه لاستفسارات المستمعين ذات الصلة بمعاملاتهم اليومية في إطار تعاليم الإسلام الوسطي.
 

وجهت انتقادات في الفترة الأخيرة لإذاعة القرآن الكريم أنها تنتمي لجماعة الإخوان.. فما ردك؟
إذاعة القرآن الكريم لا تحيد عن الطريق الذي رسمته لنفسها وما بدأت به منذ نشأتها في مارس 1964، وهي لم ولن تتغير فهى تقدم الإعلام المستنير الوسطي لنشر قيم الدين الإسلامي الصحيح المتسامح الذي يتقبل جميع الأديان ويتقبل الآخر، كما تقوم بغرس القيم والأخلاق الحميدة التي يدعو لها ديننا الحنيف وهذا ما يعرفه جموع المصريين، ولكن عن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها شبكة إذاعة القرآن الكريم هي من قبل بعض المغرضين الذين ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، وهدفهم تشويهها من خلال نشر بعض الأكاذيب، حيث تم استغلال نشر خبر إلقاء القبض على أحد المذيعين واتهامه بإنتمائه لجماعة الإخوان لإثارة بلبلة وإشاعات بأن جميع العاملين بالإذاعة ينتمون للإخوان وهذا غير صحيح.
 
استغلت الجماعات المتطرفة بعض الأيات في القرآن الكريم للحث على القتل والعنف في المجتمع. فهل ساهمت الإذاعة في دحض الإرهاب والتطرف؟
إذاعة القرآن الكريم يقع على كاهلها العبء الأكبر في تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة، التي ينشرها مثل هؤلاء ويبثوها في عقول الشباب، وللأسف هناك جماعات تقتل وتسفك الدماء باسم الدين الإسلامي وتفسر بعض آيات القرآن الكريم حسب أهوائهم حتى يخدموا مصالحهم. ولذلك نراعي أن تتضمن مجموعة البرامج والمواد الإذاعية المختارة بعناية حتى تصحح المفاهيم وتفسر الآيات المغلوطة بشكل سليم، فنحن نسعى من خلالها أن نحقق رسالتنا الإعلامية في خدمة الإسلام الذي جاء هدى للناس، ورحمة للعالمين.
 
وبالفعل تم وضع خطة تطوير شاملة، الهدف منها أن تكون متواكبة مع متطلبات ومستجدات العصر الحالي، وما يطرأ من تغييرات في حياة البشر، وفي إطار خطوات تجديد الخطاب الديني، ونشر قيم الإسلام الوسطي وتعاليمه السمحة التي تدعو للتواحد والترابط والمواطنة، وأن الدين لله والوطن للجميع وهذا ما تفعله إذاعة القرآن الكريم والجميع يشيد بدورها الوطني الذي أبت أن تحيد عنه منذ نشأتها.
 

ما مدى تفاعل الجمهور مع الأمسيات الدينية؟
الأمسيات الدينية تلاقي ترحيبا وتفاعلا كبيرا من قبل الجمهور خاصة من أهالي القرى، حيث تشهد هذه الأمسيات في كل مكان تذهب إليه إقبالا كبيرا وتفاعلا مع قرائها وعلمائها ومبتهليها.
 

ما البرامج المقترحة الجديدة في عام 2018؟
استكمالا للدور الذي تقوم به الإذاعة في تصحيح وتوضيح التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي، سوف يتم بث برامج جديدة في جميع دول العالم بكل اللغات، وكلا بلهجته حتى يتثنى للجميع الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم، وفهم الدين الإسلامي الصحيح من علماء الأزهر الشريف الأجلاء، حيث كان هناك بالفعل يوجد برامج تقدم لبعض الدول، ولكن الجديد حاليا سوف نصل لجميع دول العالم بلهجتهم، وهذا ما يحتاج عناء كبير في الترجمة والتصحيح حتى نصل للهدف المرجو وهو توصيل تعاليم الإسلام الصحيحة، كما أن الجاليات المصرية تتواصل معنا من خلال إرسال استفسارات كثيرة، وبالتالي يعد ذلك نوعا من القياس للتفاعل ومدى نجاحنا فيما نقدمه من مادة إعلامية هادفة تخدم الدين الإسلامي. 
 

هل تسعى إذاعة القرآن الكريم لضخ دماء شباب جدد يستمع لها الجمهور؟
بالفعل نحن نقدم تلاوات قرآنية لشباب القراء، وكذلك علماء من الشباب ليكونوا على قدر التوعية والتفاعل مع عقلية الشباب حتى يستطيعوا التواصل معهم بطريقتهم وتصحيح كل المفاهيم المغلوطة لديهم وتوضيحها لهم.
 
رئيس إذاعة القران الكريم2

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق