بعد 42 سنة على رحيل كوكب الشرق.. أيقونة العرب فى عين السينما الفرنسية

الإثنين، 20 نوفمبر 2017 05:19 م
بعد 42 سنة على رحيل كوكب الشرق.. أيقونة العرب فى عين السينما الفرنسية
أم كلثوم

بعد 42 سنة على رحيل (كوكب الشرق) أم كلثوم، لا تزال حياة تلك الأيقونة التى وحدت العرب بصوتها الرخيم تثير اهتمام أجيال عربية وأجنبية ناشئة ولا تزال مسيرتها الغنية فنياً وسياسياً واجتماعياً تدهش المبدعين والمؤرخين والمحللين السياسيين وصناع السينما.
 
ومن بين هؤلاء المخرج الفرنسى كزافييه فيلتار، الذى عُرض فيلمه (أم كلثوم، صوت القاهرة)، أمس الأحد، ضمن مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية.
 
امتلأت قاعة سينما ميتروبوليس فى الأشرفية بشرق بيروت بمشاهدين يعرفون أم كلثوم عن كثب ويحفظون أغانيها، كباراً وصغاراً فى السن، من اللبنانيين والأجانب، فكانت "الهرم الرابع" بسر صوتها وشخصيتها معا كما يقول المخرج.
 
يبدأ الفيلم، المبنى على مواد أرشيفية ومقابلات، باستعراض حياة فاطمة البلتاجى منذ ولادتها فى قرية طماى الزهايرة حيث كانت تغنى الأناشيد الدينية، ثم يعدد مراحل حياة فلاحة بسيطة تسلحت بصوتها وشخصيتها القوية والذكية لتملأ الدنيا فرحا وتغنى على أهم مسارح العالم.
 
وسرعان ما تتشابك فى الفيلم المبذول فيه جهد بحثى وكثافة فى المعلومات، المواضيع الفنية بالسياسية وانخراط "الست" فى السلطة والحكم والدفاع عن الوطن فتتداخل السيرة الشخصية مع سيرة البلد، خصوصاً من خلال المقابلات مع مؤرخين ومحللين سياسيين وعاملين فى الحقل الاجتماعى وموسيقيين.
 
وكل معلومة مذكورة فى الفيلم تحتاج إلى خلفية تاريخية مفصلة، خاصة أنه موجه لجمهور غير مصري، وفى الأصل أنتج لجمهور أوروبي، ومثال على ذلك عندما يقول المعلق فى الفيلم إن "أم كلثوم صنعت المستحيل وكسرت الحواجز التى تفصل بين الشعوب محققة بذلك ما لم تستطع السياسات إنجازه" إذ يتبع ذلك أغانى أم كلثوم للثورة ودورها فى دعم الجيش المصرى ودعمها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
 
ويتطرق الفيلم بالتأكيد لوقع أغانى أم كلثوم على المجتمع المصرى والعربى وتأثير أغانيها على الشارع المصرى من جامع القمامة إلى أكبر مسؤول كما يحلل نفسيا كيف أزالت أم كلثوم الهوة بين الطبقات الاجتماعية فى العالم إذ سحر صوتها العمال المهاجرين فى فرنسا وأيضا الرئيس شارل ديجول وأمراء وأميرات العالم العربى وفلاحيه.
 
ولا ينسى الفيلم الحديث عن عالمية أم كلثوم على الصعيد الفنى والمسارح متنقلة بين بلدها وبغداد ودمشق وفرنسا والاتحاد السوفيتى وحيفا والقدس، حيث تبرعت بريع حفل هناك لمؤسسة ضد الاحتلال البريطانى والهجرة اليهودية، وإعجاب كبار الفنانين بها.
 
وكتب المخرج والمؤلف كزافييه فيلتار فى كتيب المهرجان "أم كلثوم من المقدسات فى مصر لذا أحب أن أسميها (الهرم الرابع). وهى استطاعت أن تسبغ معنى جديداً للانتماء والفخر فى أمة كانت تبحث عن هوية".
 
مر الفيلم سريعا على أهمية (كوكب الشرق) كامرأة وتأثيرها فى الحركة النسائية العربية وإن احتاج الحديث بهذا الصدد إلى تحليل أعمق لامرأة تعتبر ثورية تحدت الأعراف الاجتماعية وتخطت الحدود الجغرافية.
 
كما مر الفيلم سريعا على أم كلثوم فى السينما التى قدمت لها ستة أفلام، وغاب عن الفيلم تأثير أم كلثوم وإلهامها المبدعين من رسامين وشعراء ومسرحيين ومصممى أزياء فى حياتها وبعد مماتها، فقد مدحها أهم الشعراء مثل جبران خليل جبران وأحمد شوقى والهادى آدم.
 
ورغم مهنية الفيلم العالية والتزامه بالمعايير البصرية والتاريخية المعروفة فى صناعة الأفلام التسجيلية واستخدامه مواد أرشيفية نادرة مثل مقابلات بصوت أم كلثوم مع الإذاعة المصرية إلا أنه لم يقدم أى جديد للمشاهد العربي.
 
وقد عرض الفيلم على التلفزيون الفرنسى الألمانى (آرت) منذ فترة واحتفت به الصحف الفرنسية على اعتباره تكريما من بلد النور.
 
وقالت سارة (27 سنة) بعد عرض الفيلم "أحب أم كلثوم وتلهمني، لذا أتيت لأتعرف على خلفية هذه الفنانة التى يعشقها أهلى ويذوبون حين يسمعونها تقول الآه".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق