شتاء سياسي ساخن جدا .. الصراع الإقليمي والدولي يحتدم

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 08:00 م
شتاء سياسي ساخن جدا .. الصراع الإقليمي والدولي يحتدم
المتمردون الحوثيون
محمود علي

يبدو أن الساحة الدولية ستشهد في الفترة المقبلة شتاءًا سياسيًا ساخنًا، فرغم ما يعرف عن هذا الفصل من برود وحرارة شديدة الانخفاض على أغلب بقاع الأرض، لا يمنع ذلك من أن يشتد الصراع والنزاع محتدمًا في أغلب ملفاته بين القوى الدولية والإقليمية.

ففى داخل الشرق الأوسط كل التوقعات تتجه إلى تزايد الأزمات تعقيدًا في المرحلة المقبلة بعد توسع هوة الخلاف بين السعودية وإيران على خلفية اتهام الأولي طهران بالتدخل أكثر في المنطقة العربية لتوسيع نفوذها، فيما يتوقع البعض أن تشهد الملفات الدولية تصعيدًا جديدًا على خلفية تضارب المصالح بين القوى الكبرى المتمثلة من جانب في روسيا والصين ومن جانب آخر في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية.


إيران والسعودية

توترًا جديدًا تشهده العلاقات السعودية الإيرانية في الأونة الأخيرة قد يؤدي إلى تصعيدًا جديدًا، كان الصاروخ الباليستي الذي أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن بمثابة الشرارة التي عززت هذا التوتر، على الرغم من توقع المحللون في السابق قرب انفراجه تشهدها أغلب أزمات المنطقة التى تضارب فيها المصالح الإيرانية السعودية على خلفية توافقات وتفاهمات بين الجانبين تمثلت في صعود الدور الدولي للدول الأكثر توازنًا المتمثلة في مصر والتي كانت مؤهلة لأن تكون راعية لعدد من هذه الاتفاقات أبرزها التفاهم الذي شهدته لبنان العام الماضي بانتخاب الرئيس اللبناني ميشيل عون بعد فراغ استمر أكثر من عامين ونصف.

ولكن أصبح مستقبل التفاهمات بين إيران والسعودية في مهب الريح في الفترة المقبلة، لاسيما بعدما وصل للمملكة العربية السعودية شعورًا متزايدًا باختلال التوازن في اغلب الملفات على خلفية توسع النفوذ الإيراني، من خلال توسع دور حلفائه في المنطقة المتمثل في حزب الله بلبنان والحوثين في اليمن والحشد الشعبي في العراق، بخلاف الملف السوري الذي وضع طهران فيه قدمًا بعد ما عرف بثورات الربيع العربي.


 الصراع الدولي

على الرغم من أن كافة التحليلات السياسية كانت تتوقع أن تكون أمريكا ترامب مختلفة عن فترات الرؤساء السابقين، بما يعني توافقًا وتفاهمًا أكثر بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي المتمثل في الصين وروسيا، إلا أن كافة هذه التوقعات ذهبت سدى، لاسيما بعد ازدياد الاشتباك في الملف الكوري الشمالي ومحاولة القوى الغربية تحجيم النفوذ الروسي في الشرق الأوسط.

ففي الملف الكوري الشمالي، كان المعسكرون مختلفون في التعامل مع الأزمة فتحاول أمريكا أن تحذر بيونج يانج بمزيد من التهديدات والمناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية للحد من طموحتها النووية، فيما تتحفظ روسيا والصين على هذا التعامل مؤكده أنه ليس من حق أي قوى ان تفرض توجهاتها السياسية على دول آخرى بتهديدها عن طريق وضع نظام "ثاد" في كوريا الجنوبية، فيما زادت هذه التطورات من حجم التوتر بين واشنطن وبيونج يانج، فاتجهت كافة التحليلات إلى توقع نشوب حرب نووية واسعة بين الجانبين، الأمر الذي حذرت منه جميع الأطراف الدولية.

ملف أزمات الشرق الأوسط هو الآخر كان واضحًا فيه حجم التباين بالفترة الأخيرة، ففى سوريا والعراق واليمن وليبيا تختلف أمريكا وروسيا على طول الخط، وعلى الرغم من ترجيح حدوث هدوء في الملف السوري بحسب المعطيات الأخيرة ، إلا أن هذا الأمر لا يعني وجود توافق دولي خاصة بين روسيا وأمريكا في هذا الملف لاسيما وأن هذا الهدوء قد يرجح كافة الروس على الأمريكان، ما قد يزيد من الاشتباك بين الطرفين في ملفات أخرى كالعراق واليمن وليبيا.

      

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق