تحولت من عبادة إلى عِلْم.. ماذا قال ابن خلدون عن تطور الصوفية؟

الأحد، 26 نوفمبر 2017 02:00 ص
تحولت من عبادة إلى عِلْم.. ماذا قال ابن خلدون عن تطور الصوفية؟
الصوفية
عنتر عبداللطيف

"التفاني في عبادة الله والزهد في الثروة والمظاهر وغيرها من أوجه السعادة واعتزال الآخرين من أجل عبادة الله، أهل الصوفية يذكرون الله بأسمائه ويقرؤون القرآن سواء بشكل فردي أو في مجموعات وتسمى بحلقات الذكر".. هكذا وصف عالم الاجتماع ابن خلدون الصوفية في مقدمته الشهيرة.

يتابع ابن خلدون: "وصار علم التصرف في الملة علما مدونا بعد أن كانت الطريقة عبادة فقط، وكانت أحكامها إنما تتلقى من صدور الرجال كما وقع في سائر العلوم التي دونت بالكتاب من التفسير والحديث والفقه والأصول وغير ذلك، ثم إن هذه المجاهدة والخلوة والذكر يتبعها عالما كشف حجاب الحس والاطلاع على عوالم من أمر الله، ليس لصاحب الحس إدراك شيء منها، والروح من تلك العوالم، وسبب هذا الكشف أن الروح إذا رجع عن الحس الظاهر إلى الباطن ضعفت أحوال الحس وقويت أحوال الروح وغلب سلطانه وتجدد نشوه وأعان على ذلك الذكر، فإنه كالغذاء لتنمية الروح ولا يزال في نموه وتزيد إلى أن يصير بعد أن كان علما".

الصوفية
 
ويرى ابن خلدون أن الصوفية "العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة".

 ويذهب ابن خلدون في قصة التصوف وتطورها إلى أن لها نوعين الأول: فقه الظاهر؛ وهو معرفة الأحكام المتعلقة بأفعال الجوارح وهذا هو المسمى بالفقه في المشهور وحامله الفقيه، وهم أهل الفتيا وحراسة الدين.

والنوع الثاني: فقه الباطن ومعرفة الأحكام المتعلقة بأفعال القلوب، وما يخص المكلف في نفسه من أفعال الجوارح في عبادته وتناوله لضرورياته، ويسمى هذا فقه القلوب وفقه الباطن وفقه الورع، وعلم الآخرة والتصوف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق