حكاية "جن طيب" يسكن باب زويلة.. يشفي المرضى والعواقر (صور)

الأحد، 26 نوفمبر 2017 09:00 م
حكاية "جن طيب" يسكن باب زويلة.. يشفي المرضى والعواقر (صور)
القطب متولى
كتب- ماجد تمراز

"احضر إلى مصر على الفور.. مُلك الفاطميين أوشك على الزوال"، رسالة تحمل فى طياتها الاستنجاد والأمر، بعث بها الخليفة المُستنصر بالله، خليفة الفاطميين، إلى واليه فى عكا ومصدر ثقته، بدر الدين الجمالى، لينقذ ما تبقى من مُلكه ومُلك أجداده، فقد ساء الحال فى مصر بعد جفاف نهر النيل، وأصيبت البلاد بمجاعة طاحنة، ووصل سعر رغيف الخبز إلى 15 دينارا من الذهب، ولجأ المصريون إلى أكل جيف الحيوانات العفنة، وهاجر أم وأخوات الخليفة إلى بغداد هرباً من الموت المُحقق.

كان الوضع فى قمة السوء، فقد كان خلف هذه الرسالة أسباب كثيرة دفعت الخليفة لإرسالها لأقوى رجاله ومصدر ثقته الوحيد، فقد خرجت الكثير من البلدان والمدن من سلطانه، فقُتل "البساسيرى" رجله فى بغداد، واستعادها العباسيون من بين أنيابه، وانهار حُكمه فى بلاد الشام، فاستقل قاضي "صور" بمدينته، وخرجت طرابلس من بين يديه، وتوالى سقوط القلاع والمدن، حتى سقطت حلب وبيت المقدس والرملة، وكان أخر المدن التى فقدها الخليفة المُستنصر "دمشق".

استجاب والى عكا "الجمالى" لرسالة سلطانه، وحضر إلى مصر "عاصمة الخلافة حينها" لضبط نظامها العسكرى والسيطرة على الأوضاع الأمنية، فأول ما جاء فى ذهنه لحماية حاضرة دولة الفاطميين، بناء سور ضخم يُحيط بالقاهرة ليحميها من هجمات السلاجقة الروم، الذين وجدوا الدولة الفاطمية مطمعاً لهم، وعمد على إنشاءه حتى انتهى منه، ووضع فى كل جهة من جهاته الأربعة بوابة، وبقيت بعض آثار هذا السور، وبقيت البوابات كما هى حتى الآن.


"بوابة المتولى".. هنا صُنع التاريخ

باب زويلة، هو بوابة مصر التاريخية إلى سحر المعمار الفاطمى، فبعد أن تخطو خطواتك الأولى خارج شارع الخيامية المقابل لهذا الصرح التاريخى الكبير، تتجسد أمامك المعارك الطاحنة التى شهدت عليها البوابة منذ إنشائها منذ أكثر من 900 عاماً تقريباً، وتتذكر ما قرأته فى كتب التاريخ عن "المشنقة" التاريخية المُعلقة على سور البوابة من الخارج، فلم تكن البوابة الضخمة مدخل القاهرة القبلى من ناحية الجنوب فقط، إنما كانت الحصن المنيع الذى حمى أهل المحروسة لمئات السنوات.


"القطب متولى".. أسطورة "الجن الطيب"

لم يَنحصر سحر هذا الباب التاريخى فى شكله الأسطورى فقط، بل تحول سحر جماله إلى سحر حقيقي ومكان يسكنه "الجن الطيب"، يُساعد الناس ويقف بجوارهم فى شدائدهم، ويشد من أزرهم، فيشفى المريض، ويُعالج العاقر، ويُسد الدين، ويُزيل الغُمم والهموم، ويُغنى الفقير، أسطورة تحولت إلى واقع على يد سكان منطقة الدرب الأحمر والأزهر والأماكن الواقعة خلف وأمام البوابة، حتى امتد الأمر إلى سكان المحافظات، بل والبلدان الأخرى وبشكل خاص دول شمال إفريقيا.

زادت قناعة الناس بالقدرات الهائلة للقطب متولى، وجاءوا له من كل مكان طالبين مساعدته، فلم يكتفى زائريه بطلب المدد منه والدعاء والتضرع عند أبوابه، فقد صنع بعض زواره التمائم الأحجبة لمُخاطبة الجن بلغته "لغة العكوسات"، ظناً منهم أن الحجاب بينهم وبين "القطب" سيُزال، وسيسجيب لدعاءهم بسرعة، واستعان بعضهم بدجالين لكتابة النصوص المطلوب إيصالها للجن لينظر لهم نظرة عطف، واستغلهم الدجالين فى ترويج وانتشار هذه الأسطورة.

ابتكر المصريون أيضاً طرقاً جديدة للتقرب من القطب متولى، فمن كان لديه ضائقة أو يعانى من مرض ما أو يرغب فى الإنجاب، كل ما عليه فعله أن يذهب إلى باب زويلة، ويقف أمامه ويدعو الدعوة الى يرغب فى تحقيقها، ثم يربط رباط بشكل "معقد"، وإذا مر أحد المارة وفك تلك العقدة، ستُحل المشكلة أياً كانت ماهيتها، ساد هذا الإعتقاد حتى يومنا هذا بين أبناء المحروسة، فكلما مر أحدهم للمرة الثانية ووجد عقدته حُلت، يتيقن حينها أن مشكلته انتهت بفضل "القطب متولى".


نعمات: "المتولى" ساعدنى على الإنجاب بعد 6 أعوام من زواجى

نعمات محمود حسن، سيدة أربعينية تسكن منطقة سوق السلاح بحى وسط القاهرة، حُرمت من الإنجاب لأكثر من 6 سنوات، فتقول نعمات: "بعد مرور عام من زواجى، بدأت أنا وزوجى الذهاب إلى الأطباء، وأكدوا لنا أن كلانا لا يوجد ما يمنعه من الإنجاب، فذهبت إلى المشايخ ولجأت إلى التضرع والدعاء، لكن الله لم يرزقنا بإبن يحمل اسم زوجى، ويتوج حبنا الذى دام لأكثر من 11 عام، حتى انقطع الأمل وخيم الحزن على منزلنا".

وتستكمل نعمات قصتها: "مر 5 أعوام على زواجنا وقد ضاقت بنا الدنيا وشحب لونها، وفى أحد الأيام اقترحت عليا إحدى صديقاتى تسجل فى المنزل المجاور لى، أن أتوجه إلى بوابة المتولى وادعو هناك، وأربط العقدة عسى أن يرزقنى الله، وبالفعل ذهبت أنا ووالدتى إلى البوابة، وربطنا عُقدة فى إحدى مساميرها، وكنت أمر بجوارها كل يوم ولمدة أسبوعين، ولكن لم يفك أحد من المارة العُقدة، وبعد مرور حوالى 16 يوم، ذهب فوجدت العُقدة قد حُلت، ولم يمر شهرين إلا وظهرت أعراض الحمل، والآن ابنتى تملأ على حياتى أنا وزوجى".


عم حسين: عشرات الأشخاص يأتون يومياً ويطلبون التقرب من القطب متولى

حسين أمين، أو عم حسين، مُسن يسكن بحارة السُكرية، المجاورة للبوابة، والتى تُمثل امتداد لسور القاهرة القديم، يؤكد أن هذه البوابة تُمثل قيمة كبيرة للكثير من الناس، فلم يقتصر زائريها على أهالى الدرب الأحمر والقلعة وسوق السلاح والأزهر والجمالية وباب الخلق والأماكن المُحيطة بها فقط، فيأتى إليها الزوار من مختلف أنحاء العالم لزيارتها، والوقوف عند أبوابها وطلب المساعدة من الجن الذى يسكنها، إلا أن بعضهم كان يبكى أحياناً وهو يحى مشكلته أمام البوابة.

وأضاف عم حسين: "76 درجة سُلم، تفصل بين البوابة الرئيسية وبين البوابة القديمة التى تم استبدالها بعد تهالكها، وهى موضوعة أسفل قبة مسجد المؤيد شيخ، فبعض الناس يعتقدون أن الجن يسكن فى هذه البوابة القديمة، فيقطعون تذكرة دخول البوابة، ويقفون أمامها بالساعات حتى الساعات الأولى من الليل، فهذا المُعتقد موجود منذ قرون مضت، ومن الصعب أن يتغير مُعتقد اقتنع به المصريين منذ هذه الفترة من الزمن".

 

30847-24019833_10213130120440634_971734856_n
 
35753-24099639_10213130119840619_337099181_n
 
37160-24133843_10213130119920621_94103273_n
 
42413-24098710_10213130120840644_2091861464_n
 
42947-24020005_10213130119800618_166717487_n
 
46940-24099829_10213130119720616_1555551454_n
 
19367-24135174_10213130120280630_247841200_n
 
26686-24019981_10213130120480635_259922488_n
 
29228-24133598_10213130120400633_1343552599_n
 
30661-24099790_10213130119680615_1013697663_n
 
34002-24098706_10213130120320631_2062516026_n
 
35240-24098792_10213130120880645_791439220_n
 
45324-24098931_10213130120520636_558538397_n

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق