في ديمقراطية الأندية

الخميس، 30 نوفمبر 2017 09:12 م
في ديمقراطية الأندية
د. حاتم العبد

يلحظ كل متابع للشأن المصري عامة وللشأن الرياضي خاصة، مدى نجاح الأندية الرياضية في إجراء انتخابات ديمقراطية، نزيهة وشفافة؛ للحد الذي معه لم يشكك أي طرف في صحة النتائج ولم يطعن عليها. لم يقتصر الأمر عند حد الأندية الكبرى، بل امتدّ ليشمل أندية صغيرة في الأقاليم.
 
تلك التجربة الديمقراطية، تستدعي منَّا اهتمامًا خاصًّا، وعناية فائقة، وتدبر بالغ.. إذ نجحت الأندية في ولوج طريق الديمقراطية، بعد سجالات انتخابية، وحرب إعلامية مشروعة، لم يكتنف الغالب الأعم منها تجاوزات تذكر، كانت تلك الانتخابات تتم تحت إشراف قضائي ومجتمعي، وقبل هذا وذاك تمت تحت رقابة ذاتيّة.
 
وإني لأتعجب ممن يأخذون على وسائل الإعلام الاهتمام المبالغ فيه في تغطية انتخابات الأندية الرياضية؛ مثل هذا مسلك إنما ينم عن جهل مطبق، أو سوء نية، أو لربما جمع بين الاثنين معًا، إذ إن فرد مساحات وقتية للأحداث الديمقراطية، إنما يعد في حقيقة الأمر، تمرين للمشاهدين والمتلقين عليها، ومتابعة فعالياتها، سيما أننا قاب قوسين أو أدنى من الاستحقاقات الرئاسية، والتي نأمل بأن تكون تعددية، لإثراء الحياة الديمقراطية، والعودة بالنفع على الوطن والمواطن.
 
ما هو جدير بالإشادة هو مسلك المرشحين، قوائم كانوا أو مستقلين، وكيف أنهم أعطوا درس في شرف المنازلة، ونزاهة الخصومة.
 
أجريت يوم الرابع والعشرون من نوفمبر انتخابات نادي هليوبوليس، ولم يوفق المخضرم رئيس النادي السابق، السيد هارون التوني وقائمته، بينما نجح السيد عمرو السنباطي وقائمته؛ فكان أن شكر الأخير، الأول ومجلس إدارته، على حسن إدارته للنادي على مدى الثمان سنوات الماضية، ليس هذا فحسب، بل زخرت مواقع التواصل الاجتماعي بالشكر والتقدير للسيد هارون التوني.
 
وأنا أكتب تلك السطور، تجرى عمليات فرز الأصوات لانتخابات النادي الأهلي، وأيّا ما كان الفائز، سواء أكان الأسطورة الخطيب، أو السيد محمود طاهر؛ فإن الفائز الحقيقي هو النادي وأعضائه.
 
ومن وجهة نظرنا؛ فلتلك الأندية أعضائها، هنيئًا لهم بديمقراطيتهم، أما نحن فنرى أن نجاح تلك التجربة الديمقراطية، إنما يتخطى في أهميته أسوار تلك الأندية، ويخترق في روعته، شباك حراس المرمى؛ إن المستفيد الأول والأخير من تلك التجربة هي مصر، وعليه نثمن دور الذين حالفهم الحظ بالتوفيق، وأيضًا الذين جانبهم الحظ ؛ فكلاهما أعطى كثيرًا لمصر.
 
للأندية الرياضية ولتجربتها الديمقراطية، نزجي الشكر، ولهم من التحية أطيبها ومن التقدير أعمقه ؛ آملين في أن تتسع رقعة التجربة، ويمتد أثرها ليشمل مختلف المجالات والأنشطة في ربوع مصرنا الحبيبة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق